انطالقة جديدة للنمو بدعم الطلب الصينى

تسود حالة من التفاؤل بشأن النمو وعودة االستثمار على خلفية زيـادة الطلب الصينى لكن يعكر صفو هذه احلالة املخاوف من بعض املشكالت فى املستقبل. فقبل أقل من عام كانت شركة فالى للتعدين البرازيلية تترنح حيث هبطت أسعار خام احلديد سلعة التصدير الرئيسية لديها إلى أدنى مستوياتها، وكان املستثمرون يتخلصون من أسهمها بينما كانت الصني السوق األكبر للخام، كما لو أنها متجهة إلى تباطؤ سريع وخارج عن السيطرة . لكن بعدر مرور شهراً من هذا االنهيار التاريخى عاد

13

سوق خام احلديد أشد صالبة وأنتجت شركة فالى كميات قياسية، على خلفية تضاعف األسعار إلى ما يقرب من

90

دوالراً للطن، وكشفت الشهر املاضى عن أربـاح فى

2016

بلغت نحو مليارات دوالر بعد خسارة مليار دوالر فى عام

12 4

، وقفز سعر السهم فى ساو باولو لرابع أكبر ارتفاع مطلع

2015

السنة اجلديدة ألكثر من رياالً برازيلياً مبا يعادل دوالراً

11 35

ليغسل آثار االنخفاض ألدنى مستوى فى يناير عندما هبط

2016

ألقل من رياالت برازيلية. ووصل السوق لذروة االنتعاش مع مطلع العام اجلديد بفضل التحسن فى األداء الصينى لكنه ليس السبب الوحيد الـذى يقود إحياء ثـروات شركات االقتصادات النامية. وعمت الفائدة قطاعات أخرى حيث ارتفعت أسعار شحن احلاويات، التى تستخدم عادة لنقل البضائع املصنعة بدالً من السلع األساسية مثل احلديد اخلام، فقد ارتفع متوسط تكلفة شحن حاوية قدماً من شرق آسيا إلى

40

الساحل الشرقى من أمريكا اجلنوبية للعقد قصير األجل من أقل من

500

دوالر فى العام املاضى إلى دوالراً وفقاً لـ«زينيتا» وهى شركة نرويجية

3285

تتعقب معدالت األسعار. وقالت صحيفة فاينانشيال تاميز فى تقريرها، إن التجارة بني الغرب والشرق مرت بحالة ركود عميقة خالل السنوات اخلمس املاضية، لكنها بدأت تتعافى، فعلى سبيل املثال شهدت صناعة املالبس فى فيتنام صعود اإليرادات من مليارات دوالر فى عام إلى دوالراًالعام املاضى.

26 2009

ويقول مايكل السكيو العضو املنتدب لشركة نيهاب للمالبس فى مدينة «هو تشى مينه» التى متد جتار التجزئة مثل كالفني كالين وتومى هيلفيجر ورالف لورين، أن طفرة املبيعات جاءت من الواليات املتحدة. وأشار إلى أنه ليس هناك شك فى أن منو قطاع املالبس الفيتنامية قادم من الطلب القوى فى الواليات املتحدة مع استمرار نقل القدرة التصنيعية من الصني لالستفادة من انخفاض التكاليف فى فيتنام. ويقول املتشككون، إن هـذه األخـبـار اجليدة مجرد موجة مرتفعة من االضطرابات االقتصادية داخل البلدان الناشئة ولكن آخرين يصرون على أنه يقدم دورة ثانية من النمو املستدام القادم لألسواق الناشئة حيث تهدد سلطة حكم الرئيس األمريكى اجلديد دونالد ترامب بفصل الواليات املتحدة عن االقتصاد العاملى مما يجعل الساحة مستعدة لدور أكبر لألسواق الصاعدة فى الصفقات التجارية العاملية. ظهر إبان األزمة املالية العاملية فى 2008 دور األسواق الناشئة خصوصًا الصني وروسيا والبرازيل فى حفظ اتزان االقتصاد العاملى الذى أوشك على االنهيار بفعل انفجار الفقاعات العقارية واملالية واتساع نطاق أزمة نقص االئتمان. لكن ظاهرة العافية االقتصادية لتلك الدول وتراجع معدالت النمو وهبوط قيمة عمالتها أمام الدوالر القوى خالل السنوات األخيرة وضع حجم تأثيرها الفعلى موضع شك، إال أن حتسن البيانات فى النصف الثانى من العام املاضى ومطلع العام اجلارى قوبل بحفاوة بالغة من قبل املستثمرين. ووسط أفراح استعادة الدول الناشئة لزخمها واألمل فى دورة صعود جديدة لها تنقذ التجارة العاملية من ركود يبدو للوهلة األولى أنه مزمن يحذر بعض القلقني من املشكالت الهيكلية التى قد تخلق مطبات صعبة لهذه املسيرة املأمولة وعلى رأسها ارتفاع الديون فى الصني وفقاعاتها العقارية التى على وشك االنفجار جراء اإلفراط فى املحفزات املالية فضًال عن الطلب العاملى املحدد على السلع على غرار الواليات املتحدة. ويعد صعود الرئيس األمريكى دونالد ترامب لسدة احلكم فى الواليات املتحدة فرصة مواتية جلذب مزيد من االستثمارات األجنبية التى بدأت بالفعل تتدفق بقوة منذ يناير املاضى بسبب املخاوف من رفع الضرائب ورؤيته احلمائية لالقتصاد املحلى باإلضافة إلى أن خططه لتطوير البنية التحتية تعنى استيراد مزيد من املواد اخلام والسلع من األسواق الناشئة . وتعتبر شركات األعمال أكبر املستفيدين من هذه الطفرة املتوقعة خصوصًا مع بشائر حتسن معدالت األرباح وسط صعود نسبى للعمالت املحلية فى الدول الصاعدة . امللف يعرض تفاصيل موجة النمو القوية التى تنتظر األسواق الناشئة السنوات املقبلة

مخاوف من عدم استدامة التحسن القائم على الطلب الصينى