Al Borsa

الناس أكثر ترددًا اليوم فى اإلنفاق بسبب المخاوف الغامضة بشأن التوظيف على المدى البعيد

-

.%2

وتشير حقيقة إلــــى أن الــنــاس ال ميـانـعـون ربط أمــــوالـ­ـــهــــم ملـــدة عشر سـنـوات عن هـــــذه الـــعـــا­ئـــدات املنخفضة إلـى وجــود اجتــاه طويل من التشاؤم، والذى انعكس فى مصطلح «الركود املطول» الذى يصف ضعف االقتصاد لفترة طويلة.

وأول من استخدم مصطلخ الركود املطول هو االقتصادى من جامعة هـارفـارد، ألفني هانسن، والذى وصف جوهره بأنه «تعافيات مرضية متوت فـى مهدها، وفــتــرات مـن الــركــود تـغـذى بعضها البعض وتخلف مشكلة بطالة صعبة احلل».

وعندما قال هانسن هذه الكلمات فى ،1938

توقع أن يستمر الكساد األمريكى إلى ما ال نهاية، ولم ينته هذا الكساد الـذى بدأ مع انهيار سوق األسهم فى عام 1929 إال مع بداية احلرب العاملية الثانية عام .1939

وتركز نظريتى بشأن ركود اليوم على تصاعد الغضب حول التقدم السريع فى التكنولوجي­ات التى قد حتل محل الكثير من وظائفنا اليوم، ما سوف يغذى عدم املساواة االقتصادية على األرجح.

وقد يكون الناس أكثر تردد اليوم فى اإلنفاق بسبب املـخـاوف الغامضة بشأن التوظيف على املدى البعيد، وهى مخاوف قد ال تكون حاضرة فى أذهانهم عند االستجابة الستطالعات ثقة املستهلك، وإذا كان األمر كذلك، فقد يحتاجون محفزات فى صـــــــور­ة أســـعـــا­ر فــائــدة منخفضة حلــــثـــ­ـهــــم عـــلـــى اإلنفاق.

وقــــــــ­د تــخــلــق األنــــبـ­ـــاء اجلــيــدة بعد أزمـة ما نوعاً من التفاؤل، ولكن دون القضاء متاًما على مخاوف أزمـة أخـرى فى املستقبل، ثم يقوم الساسة ووسائل اإلعالم بعد ذلك، بتغذية التفاؤل بخطابات ورديــة ال يستطيع العامة تفنيدها أو تأكيدها.

ومنذ عام 2012 تقريًبا، وصلت أسواق األسهم واإلسكان ملستويات قياسية أعلى، ولكن نفس األمر تقريًبا حدث فى فترة الكساد الكبير عام .1930

وكانت وسائل اإلعالم تعلن بشكل متواصل عن مستويات قياسية ملؤشر اقتصادى ما أو غيره، وأظــهــرت دراســـة أجـرتـهـا شـركـة «بـروكـويـس­ـت» للبيانات على األنباء والصحف أن 10.315 مقال احتوت كلمات «مستويات قياسية جديدة»، وتتعلق معظم هذه القصص باملتغيرات االقتصادية.

وفى عام ،1933 أى فى أحلك فترات الكساد، مت اإلعالن عن مستويات قياسية فى إنتاج البترول، والقمح، والـذهـب، وأسـعـار السلع االستهالكي­ة، واستهالك السجائر، والودائع فى املكاتب البريدية، ومبيعات أو أرباح شركات فردية وهكذا.

وهذه التقارير الوردية تعطى الناس بعض األمل بأن األمـور تتحسن بشكل عام، ولكن دون تهدئة مخاوفهم من أنهم ال يزالون عرضة للمعانة من حــدث اقتصادى كـارثـى، وفــى حالة عــدم وجـود تدابير حتفيزية قوية، سوف يحد شعور التشاؤم من إنفاق األشخاص.

وتـعـلـمـن­ـا مـــن خـــالل عـلـم الـنـفـس أن عـقـول األشـخـاص قـــادرة على التعامل مـع املتناقضات واستيعاب التصريحات املتناقضة واملتضاربة، وعندما يتخيل األفراد سيناريوهات كارثية يتعني على الساسة االستجابة وفًقا لذلك.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt