Al Shabiba

غطاء أمريكي لمقاتلي »داعش«

الروس عرضوا مرتين على التحالف الدولي التعاون في تدمير قوافل الإرهابيين التابعين للتنظيم

- موسكو - أنقرة - نيويورك - وكالات

أعـلـنـت وزارة الــدفــاع الـروسـيـة، أمـس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة رفضت توجيه ضربات إلى مقاتلي تنظيم »داعش« عند خروجهم من البوكمال، معلنة أن معاهدة جنيف تنطبق على هؤلاء المقاتلين.

وجاء في بيان الدفاع: »رفض الأمريكيون بصورة قطعية توجيه ضربات جوية إلى إرهابيي »داعش«، استناداً إلى معطياتهم حول أن المقاتلين »يسلمون أنفسهم طوعاً لهم« وهم الآن مُدرجون تحت بنود معاهدة جنيف حول معاملة أسرى الحرب.«

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قيادة مجموعة الــقــوات الـروسـيـة فـي سوريا عرضت مرتين على التحالف الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة التعاون في تدمير قوافل الإرهابيين التابعين لتنظيم »داعش« على الضفة الشرقية من نهر الفرات.

وجاء في بيان الـوزارة: »قيادة مجموعة الــقــوات الـروسـيـة فــي ســوريــا عرضت مرتين على التحالف الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة التعاون في تدمير قوافل الإرهـابـي­ـيـن التابعين لتنظيم »داعــش« المندحرة فـي الضفة الشرقية مـن نهر الفرات«. ونشرت وزارة الدفاع الروسية صــورة فيها قافلة مـن الإرهابيين تمتد لعدة كيلومترات وهي تخرج من البوكمال باتجاه معبر على الحدود السورية العراقية.

وجاء في البيان: »الصور الفوتوغراف­ية التي أخذت، يوم 9 نوفمبر2017، بواسطة جهاز بدون طيار روسي، سجل كيف تخرج قافلة من عدة كيلومترات من تشكيلات عسكرية تابعة لداعش هاربة من ضربات الطيران الروسي والقوات الحكومية من البوكمال باتجاه الحدود السورية العراقية .«

وقالت وزارة الدفاع الروسية: »سلاح الجو الأمريكي حاول عرقلة ضربات جوية روسية على داعــش حـول البوكمال في سوريا«، مضيفة أن الموقف على أرض الـواقـع فيما يتصل بـداعـش يكشف أن أمـريـكـا تتظاهر بمحاربة الإرهـــاب في الـشـرق الأوســط. واتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة بتقديم غطاء لوحدات داعش.

من جانب آخر قالت روسيا إنها تجري محادثات مع الـولايـات المتحدة لتجديد تفويض تحقيق دولي للأمم المتحدة في هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.

ورفضت موسكو أن تشارك في قرار وضعت الإدارة الأمريكية مسودته.

وينتهي يـوم الجمعة تفويض تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلص إلى أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين المحظور في هجوم يوم الرابع من أبريل.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد محاولة أمريكية أولى لتجديد تفويض التحقيق الـمـشـتـر­ك فــي 24 أكـتـوبـر، وقالت إنها تريد انتظار صدور تقرير عن أحدث تحقيق في الأمر بعد ذلك بيومين. واقترحت موسكو منذ ذلك الحين مسودة قرار خاصة بها.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، للصحفيين أمس الأول الاثنين »نتحدث مع الولايات المتحدة. لم ينتهِ الأمر بعد.«

وأشار تقرير التحقيق إلى أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم الـرابـع من أبريل باستخدام السارين في بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة مما أسفر عن مقتل العشرات. ونفت الحكومة السورية استخدامها للأسلحة الكيماوية.

وقـــال مـتـحـدّث بـاسـم بعثة الــولايــ­ات المتحدة في الأمـم المتحدة أمـس الأول الاثنين »رفـضـت روسـيـا أن تـشـارك في مسودتنا التي تتفق الأغلبية من أعضاء المجلس على أنها النص الأكثر قابلية للاستمرار، رغم محاولات متعددة لبحث المخاوف الروسية .«

ويحتاج القرار إلى موافقة تسعة أعضاء وعدم استخدام الفيتو حتى يصدر. وص وت مجلس الأمــن الـدولـي بـالإجـمـا­ع لإجــراء التحقيق الذي يُعرف باسم آلية التحقيق المشتركة في 2015 وجـدّد تفويضه في 2016. وقال نيبينزيا: »من المهم تجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة لكن بتفويض معدل لأنه يجب تصحيح الأخطاء الممنهجة التي رأيناها في التقرير الأحدث وهذا هو الهدف من قرارنا.«

وأضـاف أنـه ما لم يتم تجديد تفويض التحقيق فإن ذلك »قد يبعث بإشارة سيئة لكن الطريقة التي جـرى بها التحقيق تبعث بإشارة أسوأ«. وكانت آلية التحقيق المشتركة قـد خلصت إلــى أن الـقـوات الحكومية الـسـوريـة مسؤولة عـن ثلاث هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015 وأن تنظيم داعش استخدم غاز الخردل.

وقـال المتحدّث باسم البعثة الأمريكية »إن مسودة النص التي تقدمت بها روسيا دون أي مفاوضات غير مفيدة ولا تحظى بالدعم ولا يمكن أخذها على محمل الجد«.

من جانب آخر عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوجان عن قلقه إزاء وجود قواعد أمريكية وروسية في سوريا، وقال إن الدول التي تعتقد حقاً أن الحل العسكري غير ممكن في سوريا عليها أن تسحب قواتها.

وكـــان الـرئـيـسـ­ان الــروســي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب قالا في بيان مشترك يـوم السبت الفائت إنهما سيواصلان قتال داعش في سوريا لكنهما اتفقا على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الأوسع المستمر هناك منذ ست سنوات.

وقال أردوجان للصحفيين قبل أن يتوجه إلى روسيا لإجراء محادثات مع بوتين »لديّ مشكلة في فهم هذه التصريحات... إذا كان الحل العسكري خارج الحسابات فعلى مَن يقولون ذلك أن يسحبوا قواتهم.«

وأضاف: »حينئذ يجب البحث عن طريقة سياسية فـي سـوريـا وعــن سبل لإجــراء انتخابات... سنبحث ذلك مع بوتين.«

وبــعــد أكــثــر مــن أربــــع ســاعــات من المحادثات مع بوتين في منتجع سوتشي في جنوب روسيا قال أردوجان إنهما اتفقا على التركيز على حل سياسي للصراع.

وقال بوتين إن روسيا ستواصل العمل بـشـأن سـوريـا بـالـتـعـا­ون مـع تركيا وإن جهودهما المشتركة أسفرت عن نتائج تمثلت في »تقلص مستوى العنف قطعاً ويجري إيجاد ظروف أفضل لإحراز تقدم بشأن الحوار بين السوريين.«

وتقول وحـدات حماية الشعب الكردية إن واشنطن أقامت سبع قواعد عسكرية فـي مناطق شمال سـوريـا التي تسيطر عليها الوحدات أو القوات التي تساندها الولايات المتحدة في قتال قوات الرئيس بشار الأسد. ويقول التحالف الذي تقوده الـولايـات المتحدة إنها لا تناقش موقع قـواتـهـا.وروسـيـا داعــم قـوي للأسد الـذي يطالب أردوجـــان بـالإطـاحـ­ة بــه، وساعد التدخل العسكري الروسي قبل عامين في تحويل دفة الصراع لصالح الأسد. مسؤول روسي يحمل طفلاً روسياً لدى تسليم الأسر الروسية في القامشلي

كما تخوض الـقـوات التركية قتالاً في سوريا لوقف تقدم وحدات حماية الشعب الكردية على طول حدودها.

وفي الرياض قالت وكالة الأنباء السعودية إن الرياض ستستضيف اجتماعاً »موسعاً« للمعارضة السورية الشهر الجاري بهدف توحيد موقفها قبيل محادثات السلام التي ترعاها الأمـم المتحدة. وتؤيد السعودية تجمعاً لشخصيات معارضة يُعرف باسم الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة رياض حجاب رئيس الـــوزراء الـسـوري الأسبق ومثلت الهيئة المعارضة الـسـوريـة في محادثات جنيف في الماضي. وتوجد أيضاً مجموعات معارضة سياسية أخرى وشخصيات تحظى بدعم دول أخرى منها روسيا ومصر. لكن لم يتضح من بيان الوكالة السعودية من سيشارك من المعارضة السورية في المؤتمر. وتــؤيــد الـسـعـودي­ـة وهــي داعـــم رئيسي للمعارضة السورية المسلحة اتفاقاً دولياً بشأن مستقبل سوريا لكنها تصرّ على ألا يكون للرئيس بشار الأسد دور في أي انتقال سياسي ينهي الحرب. وذكـر البيان أن المحادثات المقررة في الفترة بين 22 و24 نوفمبر تهدف إلى »التقريب بين أطرافها ومنصاتها وتوحيد وفدها المفاوض لاستئناف المفاوضات المباشرة في جنيف تحت إشـراف الأمم المتحدة .« ولم تحقق جـولات متعددة من محادثات الأمــم المتحدة فـي جنيف بين حكومة دمشق والمعارضة تقدماً يُذكر.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman