Al-Watan (Saudi)

هزيمة الدواعش تجلب الفوضى للموصل

- أبها: الوطن اختلاف الأجندة غياب الخطط

حذرت مجلة فورين بوليسي الأميركية من تفشي الفوضى بعد إعلان النهاية الرســمية لتنظيم »داعش« في العراق، مشــيرة إلى أن القوات المختلفــة التي تقاتل التنظيم، بدأت قبل إكمال مهمتها رسميا في صراعات جانبية بهدف زيادة النفوذ، مشــيرة إلى أن المدنيين هم الذين سيدفعون ثمن تلك الخلافات، مما ينذر بالفوضى الشاملة. وأضافت أن الصراع بين الوحدات العسكرية يجعل إقرار الأمن في الموصل أمرا صعبا، كما أن دخول مليشيات موالية للحكومة جلبت مزيدا من الجماعات المسلحة إلى وضع متقلب أصلا، وتتمثل هذه المليشــيا­ت في قوة مغاوير الموصل السنية، وقوات كردية، إضافة إلى ميليشيات الحشد الشعبي الشــيعية. وأضافت في تقرير كتبه المحللان كامبل ماكديارميد وديفيد كينر أنه بمجرد تحرير الجانب الشرقي من الموصل، وقبل الانتقال إلى تحريــر بقية المدينة من المتشددين الذين ما زالوا يتحصنون بداخلها، ويتخــذون المدنيــين دروعا بشريــة، بدأ التنافس والخلاف في الظهور بين الفصائل، بدلا من التعاون للحفاظ على الأمن والنظام؛ مما ينذر باندلاع فوضى. ورأت المجلة أن هذا التنافس ســيؤدي حتما إلى إجهاض كافة الجهود الراميــة إلى محاربة خلايا التنظيم النائمة، التي ظلت خلال الفترة الماضية تشن هجمات انتحارية في المناطق المحررة.

قالت المجلة »بعد أشــهر من إعلان شرق الموصل مناطق محــررة، لا يبدو أن هناك خططا معتــبرة لإقرار الأمــن، ناهيك عن تحقيق مصالحة وإعادة إعمار تلك المناطق. وهذا عائــد إلى التنافس الذي بدأ يظهر على الســطح بين الفصائل المقاتلة التي أسهمت في هزيمــة التنظيم، ويعود ذلك التنافس إلى ســبب رئيسي هو اختلاف أجندة وتوجهات تلك الفصائل وتباين أيديولوجيا­تها، إضافة إلى تزايد الرغبة في الانتقام من المدنيين، حيث تنظر ميليشيات الحشــد الشعبي إلى كثير منهم على أنهم كانوا يتعاونون مع الدواعش في الموصل، رغم الدور الكبــير الذي لعبته فصائل من داخل المدينة في هزيمة المتشددين. وحدث في مرات سابقة أن أقدمت الميليشيات على الانتقام من المدنيين ومصادرة منازلهم وإحراق ممتلكاتهم، مثلما حدث في الفلوجة.

نقلت فورين بوليسي عن مستشار الأمن القومي السابق، موفق الربيعي، قوله »ليست هناك خطة حكومية بعد تحرير الموصل، لم أر شيئا من ذلك«. رغم أن مسؤولين عراقيين نفوا هذا الادعــاء بقولهم إنهم عاكفون على وضع إســتراتيج­ية لإقرار الأمن والخدمات للمدينة التي مزقتها الحرب. وأشارت المجلة إلى تصريح مسؤول أمني كبير بوجود ملامح خطة تتــولى بموجبها الحكومــة المركزية في بغداد مســؤولية الأمــن، بينما تضطلع الحكومة المحلية بتصريف الشؤون الإدارية اليوميــة، وقالت »الفكرة تقــوم على عودة المحافظ والحكومة المحليــة إلى المدينة، من أجل التركيز على الخدمات والشؤون المدنية، أما الأمن فسيكون من مسؤولية جهاز الأمن هناك، وهذا يعني أنه ســيكون هناك اتحاد مؤلف مــن قوات محليــة وفيدرالية لفترة محددة من الزمــن«. غير أن فورين بوليسي ترى أن من شأن وجود قوات موحدة تعقيد العلاقات بين القوات الفيدرالية المنقســمة أصلا، مضيفة أن مؤسسات الدفاع وأجهزة الاســتخبا­رات العراقية تفتقــر إلى قيادة موحدة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia