Al-Watan (Saudi)

تنشد عن الحال

- صالح الشيحي

كان من اللافت والمحيّر بالنسبة لي - كما أشرت يوم أمس - أن الفعاليات القطرية الحقيقية - صحف وتلفزيون ومؤسسات - تعيش خارج المعادلة.. لا دور مطلوب منها، ولا تستطيع أن تلعب أي دور.. عدا محاولات مستميتة من صحيفة »الراية«، التي يرأس تحريرها الأستاذ »صالح الكواري« منذ 2008، ينطبق عليها المثل الحجازي الشهير »من شافك يا اللي في الظلام تغمز«.. وللكواري و»الراية« تفصيل سأذكره في مقال آخر.. على كل حال، وبعيدا عن الشبكات الخارجية التي ينفق عليها الأمير »حمد بن خليفة« مئات الملايين من الدولارات، كالعربي الجديد والخليج الجديد و»هافنينغتون بوست عربي«، نجد أن (هامش الحرية النسبية) المتاح لشبكة »الجزيرة« بشعارها الشهير »الرأي والرأي الآخر« - لا يمكن أن يحصل عليه التلفزيون القطري، الواقع في شارع مجاور على بعد بضعة دقائق منها، والذي يديره ويعمل فيه القطريون الأصليون! إنني على يقين مطلق أن الأمور لا يمكن لها أن تسير مصادفة.. هكذا يريد لها »الأمير الوالد«.. خطاب تخديري موزون بهامش محدد ومحدود موجه لـ»الداخل«، وخطاب آخر يتجاوز »التنمر« نحو الخطورة الشديدة، موجه لـ»الخارج«، يؤدي دوره باحترافية شديدة، وبسالة؛ لتحقيق حلم إمبراطورية الأميرين »حمد بن خليفة وحمد بن جاسم« التي ستقوم - لك أن تتخيل - على أنقاض الجارة الكبرى السعودية! ربما من الطريف هنا، أن أشير إلى أنك تستطيع مشاهدة الإعلاميين القطريين على قلة عددهم في كل مكان.. وتستطيع زيارة الصحف القطرية متى شئت، وكأنها صحف بلدك، لكن -إطلاقا- لا يمكن لك أن تشاهد العرب العاملين في قناة »الجزيرة«.. مؤتمرات ومناسبات وندوات كثيرة حضرتها، وشاركت فيها، لم أشاهد أيا منهم.. بل والأكثر طرافة أن هناك مؤتمرات وندوات بعضها من تنظيم شبكة »الجزيرة« نفسها، لكنك لا تجد أيا من قياداتها، أو وجوهها المعروفة، وفي هذا أيضا تفصيلٌ لاحق! »تنشد عن الحال.. هذا هو الحال«: شاشة »الجزيرة« التي تلتهم 7 مليارات دولار من أموال الشعب القطري كل عام، لا يسمح للإعلامي القطري بالعمل فيها، المجال الوحيد المسموح به، وهذا تحجيم غير لائق، هو نشرة الأحوال الجوية! للحديث بقية..

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia