Al-Watan (Saudi)

كيف يمكن فهم الوقائع سسيلامودني طينةيمةن

االلمتأ مةناالإلخو­ونج الذين يحومون حول خزعبلاتهم الجيوثقافي­ة سياسية، لا تنفع معهم النصيحة

-

عنوان معقد قد يبدو بسيطا في مجريات مجتمعات دول العالم وأحداثها. لكنه، على أية حال، معالج رسميا من شركات عالمية محددة تحلل آليا معظم منتجات المجتمعات اللغوية الشفوية والمكتوبة الرقمية وفق السيادات الجغرافية السياسية القوية الكبرى في بناء الإنسان والتواصل واقعيا. ليس لعظم المثقفين محل ضمن ذلك التحليل، ومن يعالجها فقط هو: مناهج التحليل الحاسوبية للمجتمعات في العالم. الأحداث السوسيو - سياسية ثقافية لا تؤخذ على نتائجها على الإطلاق من أصوات المثقفين، بل من نتائج التحليل العام التي تحتكرها الشركات الكبرى. الثقافة مركبة في العالم، وليست حكرا لأية مزاجيات ثقافية، لأن ثقافة الحياة والأحداث والوقائع والمأمول المتعاقب إيجابيا تحتاج لخوارزميات تحليلية تنشد دائما جوابا لسؤال يتكرر دائما، وهو: ثم ماذا إيجابي فقط؟ أي: (بالعامية: وبعدين ؟ ‪SO WHAT‬ .(?

أدعو المثقفين السعوديين، والعرب عموما، ممن يصطفون مع سياسة المملكة العربية السعودية، إلى ترك مصطلح »الثقافة« واستبداله بمصطلح طويل: »الواقعية العالمية والولاء للوطن الأكبر السعودية«. لماذا؟ لأني أدرك تماما أن من سيوظف مصطلح »الثقافة« سيظل مصدوما دائما بنظريات الواقعية العلمية في تحليلات الكم وتحليلات اللغة الاجتماعية الضخمة في القرن الحادي والعشرين، وهي تحليلات لا تهتم أبدا بالمزاجيات الثقافية.

العالم يتقدم بشكل متسارع، وتسعى كل المحلّات الكبرى في العالم رقميا إلى تبيانه بأدوات باهظة الثمن. ليس للعلوم مزاجيات، وهنا فكل سعودي مثقف يتحتم عليه أن يحترم سياسة دولته وسياسة هيئة بيعته، ثم بعد ذلك يحلل في الوقائع فقط دون الثقافات المزاجية. وفي النهاية، سيحمد ربه بأن له دولة سعودية ما زالت تعتني به بمعايير أفضل الدول المتقدمة. كل سعودي يرهق نفسه في البحث الثقافي بأن يترك مصطلح الثقافة نهائيا؛ لأنه مصطلح »معوق« منذ الأزل بسبب ديمومة أمشاجه مع المزاجيات.

أما المتأسلمون من الإخونجية ومن سعى مساعيهم قديما وحديثا من الذين يحومون حول خزعبلاتهم الجيوثقافي­ة سياسية، فليس لهم أية نصيحة، لأنهم ضائعون في الأساس، مثل الطفل الرضيع، لأن كل لغاتهم تشبه تماما لغة الطفل الذي يظل يصرخ أو يضحك ولا تفهم ماذا بعد منه، ولا يحتاج إلا إلى روضة تعليمية أولية لمبادئ السياسات والوطنية والولاء السعودي ومن واكب وانتفع من عمقها الإسلامي الصحيح من الدول العربية.

العالَم الفصيح رقميا بات واضحا في لغاته الدولية المسيطرة علميا ونهضة للإنسان، ولم يعد يُصدّق البحث الوصفي المحلي أو البحث الثقافي المجتَزأ، ولذا يجب التنبيه، فنحن في عالم واضح وصريح بالأرشفات الحاسوبية الخوارزمية. كل العالم منذ عام 2001 مكشوف، ولم يعد بحاجة إلى مثقفين معدودين يكشفون لنا ما يريدونه بمزاجياتهم، لأن أدوات هذا القرن قد تجاوزت مفهوم الكتب المعدودة على أصابع اليد المثقف.

يحتاج فهم الأحداث المعقدة من كل عالم ومن كل مثقف ومن كل مسؤول إلى أن يعي تماما »الوقائع« الرقمية ومآلاتها، لا »الثقافة« المجتزأة دائما، التي انخدع بها الكثير، ولا »الإنسانية« الخادعة التي صارت كثيرا مطية لتأسيس مؤسسات ثقافية مجتمعية تسعى لمصالحها الشخصية ولا تنفع مجتمعاتها إلا بقدر أنملة من باب الخداع.

أنا سعيد جدا بمستقبل وطننا العزيز، وبمستقل الأجيال السعودية القادمة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وفي ظل البيعة الحديثة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فدولتي بأسيادها منذ أن تعب وشقي مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مدة 33 سنة في تأسيسها وإعادة حقها السياسي من بعد بذرة الإمام محمد بن سعود، وتخليصها من خرّاج الهويات السياسية المجلوبة المختلفة عن طبيعتها الجيوثقافي­ة، ستظل مدركة بكل معاني التطور والتقدم والتسلح والأثرة بمنافع صورتها الوطنية السعودية لبناء الإنسان السعودي والخليجي (والعربي وفق أدوات القرن الـ21) الذي يعي تماما أقل أدوات مفهوم الوطنية عالميا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia