Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻫﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ »اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ« اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻧﺎﺟﺤﺔ؟

-

رﻏـﻢ ﻛﻞ اﻟﻘﻠﻖ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﻋـﺪم ﻧﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ،ً ﻫﻨﺎكً ﻣﺠﺎل واﺣــﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻳﺒﻠﻲ ﻓﻴﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑﻼء ﺣﺴﻨﺎ: ﺑﻨﻚ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ.

اﳌﻼﺣﻆ أن »اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ« ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺪور أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪ ﻣﻀﻰ. وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻘﻖ ذﻟﻚ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻋﺪد أﻗﻞ ﻣﻦ اﳌﻮﻇﻔﲔ. وﻋﻨﺪ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ داﺧﻞ اﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي، ﻧﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت - ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﺳﻤﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺪﻣﻬﺎ اﳌﺼﺮف وﻳﺸﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ.

ﺑﺤﻠﻮل ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ٦١٠٢، ﻛﺎن ﻟﺪى »اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟـﻔـﻴـﺪرا­ﻟـﻲ« ﻗـﺮاﺑـﺔ ٧٫٠ ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛـﻞ ٠٠١ ﺷﺨﺺ ﻳــﻌــﻤــﻞ ﺑــﻘــﻄــﺎ­ع اﻟــﻮﺳــﻴـ­ـﻂ اﻻﻋـــﺘـــ­ﻤـــﺎدي )اﻟــــــﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ اﳌﺼﺎرف وﺟﻬﺎت أﺧﺮى ﺗﻘﺮض اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ(، ﺗﺒﻌﺎ ﳌﺎ أﻋﻠﻨﻪ ﻣﻜﺘﺐ إﺣﺼﺎءات اﻟﻌﻤﻞ. وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﳌﻌﺪل أﻗﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎم ٧٠٠٢، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻔﺮ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﻮﺳﻊ دراﻣﺎﺗﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت »اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ«.

إذن، ﻫﻞ ﻳﻨﺠﺰ »اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ« ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺠﻤﺔ ﺑﻌﺪد أﻗﻞ ﻣﻦ اﳌـﻮارد؟ ﻧﻌﻢ وﻻ. ﻓﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ، ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻟـﺘـﻲ ﻃــﺮأت ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺑﺄﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺟﻴﻞ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة: اﻟﺸﻴﻜﺎت اﻟـﻮرﻗـﻴـﺔ. ﺣﺘﻰ وﻗــﺖ ﻗـﺮﻳـﺐ - ﺗـﺤـﺪﻳـﺪا ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة - ﻋﻜﻒ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ - ﺣﺮﻓﻴﺎ اﻵﻻف - ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﻴﻜﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﻷﻓﺮاد واﻟﺸﺮﻛﺎت ﻓﻲ ﺳﺪاد ﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﺪء ا ﻣﻦ ﻓﻮاﺗﻴﺮ اﻟﺒﻘﺎﻟﺔ.

وﺑﻔﻀﻞ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ واﳌﺪﻓﻮﻋﺎت اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ، أﺻﺒﺢ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ »اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ« اﻵن ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣـﺰﻳـﺪ ﻣـﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟـﺪﻓـﻊ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻗــﺪر أﻗــﻞ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد. ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٢١٠٢ )آﺧﺮ ﻋﺎم ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﺑﺨﺼﻮﺻﻪ ﺑــﻴــﺎﻧــ­ﺎت(، ﻛــﺎن ﻟــﺪى اﳌــﺼــﺎرف اﻟـﺘـﺎﺑـﻌـ­ﺔ ﻟــ»اﻻﺣـﺘـﻴـﺎﻃ­ـﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ« ٠٤٨ ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻓﻘﻂ ﻳﻮﻓﺮون ﺧﺪﻣﺎت ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﳌـﺎﻟـﻴـﺔ )ﺑـﻤـﺎ ﻓـﻲ ذﻟــﻚ اﻟﺸﻴﻜﺎت وﺧـﺪﻣـﺎت اﻟﺪﻓﻊ واﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻷﺧﺮى(، ﺑﺎﻧﺨﻔﺎض ﻋﻦ ٠٠٤٥ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﺎم ١٠٠٢. وﻓﻲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﻋﺪد أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻜﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، أﺻﺒﺢ ﺑﻤﻘﺪور ﻫﺆﻻء اﳌﻮﻇﻔﲔ ﻧﻘﻞ ﻗﺪر أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺎل؛ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻸﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ اﳌﻮﻇﻒ اﻟﻮاﺣﺪ ٤٫٤ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻋﺎم ٢١٠٢، ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻋﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻋﺎم ١٠٠٢.

ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﺛﻨﺎء، ارﺗﻔﻊ ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ داﺧﻞ أﻗﺴﺎم أﺧﺮى ردا ﻋﻠﻰ اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎم ٨٠٠٢ وﺻﺪور ﻗﺎﻧﻮن دود - ﻓﺮاﻧﻚ ﻋﺎم ٠١٠٢، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ »اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟــــﻔـــ­ـﻴــــﺪراﻟ­ــــﻲ« ﻣـــﺴـــﺆو­ﻟـــﻴـــﺎت؛ ﻣـــﺜـــﻞ إﺟــــــــ­ﺮاء اﺧـــﺘـــﺒ­ـــﺎرات اﻟﻀﻐﻮط ﻟﻠﻤﺼﺎرف واﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻬﻤﺔ. إﻻ أن اﻷرﻗــﺎم ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت. ﻋﺎم ٢١٠٢، ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ﻣﻮﻇﻔﻲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة »اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ« واﳌﺼﺎرف اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ٨٠١٤ ﺑﺄﻗﺴﺎم اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻋﻦ ٥١٩٢ ﻋﺎم ٦٠٠٢.

ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﺄﻛــﻴــﺪ ﻫــﻨــﺎك ﻣــﺰﻳــﺪ ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﻬــ­ﻮد اﻟــﺘــﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟـ»اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ« ﺑﺬﻟﻬﺎ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﳌﻨﺎﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﳌـﻮﻇـﻒ. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌـﺜـﺎل، ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﻬﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻘﺒﻮل ﻟــﺮأس اﳌــﺎل ﻓـﻲ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﻈﺎم أﻛﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ، ﻣﻊ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﳌﺸﺮﻓﲔ ﻹدارة اﳌﺼﺎرف. إﻻ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺈن ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺸﻴﻜﺎت اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﻳﺤﻤﻞ أﻫﻤﻴﺔ أﻛﺒﺮ ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮن دود - ﻓﺮاﻧﻚ.

*ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia