ﻣﺒﻨﻰ »ﺗﻮ ﺗﻤﺒﻞ ﺑﻼﻳﺲ« ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻣﻜﺘﺐ أﺛﺮﻳﺎء اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ
ﲢﻔﺔ ﻣﻌﻤﺎرﻳﺔ ﰲ ﻗﻠﺐ ﻟﻨﺪن
ﻳﻌﺪ ﻣﺒﻨﻰ »ﺗﻮ ﺗﻤﺒﻞ ﺑﻼﻳﺲ« Two Temple Place ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻫﺮ اﳌﻌﻤﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻓﻲ ﻟﻨﺪن؛ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﻨﻰ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻔﻴﻜﺘﻮري اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﺸﻴﻴﺪه ﻣﻦ أﺟﻞ وﻳﻠﻴﺎم واﻟﺪورف أﺳﺘﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﺮ ﺑﺠﻮار ﻣﺤﻄﺔ ﻗﻄﺎر أﻧﻔﺎق ﺗﻤﺒﻞ، وﻳـﻄـﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ اﻟﺘﻴﻤﺲ. وآﻟــﺖ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﻫــﺬه اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺣــﺎﻟــﻴــﴼ إﻟـــﻰ ﺟـﻤـﻌـﻴـﺔ ﺧــﻴــﺮﻳــﺔ ﻣـﺴـﺠـﻠـﺔ ﻫـــﻲ »ﺑـــﻮﻟـــﺪوغ ﺗﺮاﺳﺖ«، وﻳﺴﺘﻀﻴﻒ اﳌﺒﻨﻰ ﻣﻌﺎرض ﻓﻨﻴﺔ، وﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺣﻔﻼت زﻓﺎف إﻟﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮات.
ﻛﺎن وﻳﻠﻴﺎم واﻟﺪورف أﺳﺘﻮر أﻣﻴﺮﻛﻴﴼ، وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻛــﺎن أﺣــﺪ أﺛــﺮى اﻷﺛــﺮﻳــﺎء ﻓـﻲ زﻣـﻨـﻪ، إن ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮاء ﺣﺘﻰ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﻛﺎن ﺑﻴﻞ ﻏﻴﺘﺲ أو وارن ﺑﺎﻓﻴﺖ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. وﻗﺮر أﺳﺘﻮر اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﻋﺎم ١٩٨١ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﺧﺘﻄﺎف أﺑﻨﺎﺋﻪ واﺗﺨﺎذﻫﻢ ﻛﺮﻫﺎﺋﻦ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ. اﺷﺘﺮى أﺳﺘﻮر ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎرات واﳌﻤﺘﻠﻜﺎت ﻓﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟـﻚ ﻗﻠﻌﺔ »ﻫﻴﻔﺮ« ﻓﻲ ﻛﻴﻨﺖ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻜﻨﴼ ﻳﻮﻣﴼ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻫﻨﺮي اﻟﺜﺎﻣﻦ، وزوﺟـﺘـﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ آن ﺑﻮﻟﲔ، وﻛﻠﻴﻔﻴﺪﻳﻦ ﻫﺎوس ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻛﺸﺎﻳﺮ. وﻗﺪ اﺳﺘﻐﻞ ﺛﺮوﺗﻪ ﻟﻴﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮذ واﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ.
ﺧــــﻼل اﻟـــﺤـــﺮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ اﻷوﻟـــــــﻰ ﻗــــﺪم ﻋـــــﺪدﴽ ﻣـﻦ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ إﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﺠﺮﺣﻰ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮد وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ. وﺗﻢ ﻣـﻨـﺤـﻪ ﻟــﻘــﺐ ﻟـــــﻮرد، وﻓـــﻲ اﻟــﻨــﻬــﺎﻳــﺔ ﻟــﻘــﺐ ﻓــﻴــﻜــﻮﻧــﺖ. ﺗﻢ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺑﻨﺎﻳﺔ »ﺗﻮ ﺗﻤﺒﻞ ﺑﻠﻴﺲ« ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻟﺘﺴﺘﺨﺪم ﻛﻤﻜﺘﺐ ﻹدارة ﻣﻤﺘﻠﻜﺎت أﺳﺘﻮر اﻟﻜﺜﻴﺮة. وﻗﺎم ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ اﳌﺒﻨﻰ ﻣﻌﻤﺎري ﻣﻦ أﺑـﺮز اﳌﻌﻤﺎرﻳﲔ اﳌﺘﺒﻌﲔ ﻟﻠﻄﺮاز اﻟﻘﻮﻃﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ وﻫـﻮ ﺟﻮن ﻟـﻮﻓـﺒـﻮرو ﺑـﻴـﺮﺳـﻮن. ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟــﻰ ﺛــﺮوة أﺳــﺘــﻮر، ﺣﲔ ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﺸﻴﻴﺪ اﳌﺒﻨﻰ ﻋﺎم ٢٩٨١. ﺗﻢ إﻧﻔﺎق ﻛﻞ ﻣـﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ اﳌﺒﻨﻰ ﻟﻴﺼﺒﺢ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﴼ. إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟﻰ اﻟــﺪﻳــﻜــﻮرات اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﳌـﺘـﺮﻓـﺔ، ﺣــﲔ ﺗﻢ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﺎم ٥٩٨١ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ وأﻗﻮى ﻏﺮﻓﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺧﺰﻳﻨﺘﲔ ﻣﺤﺼﻨﺘﲔ ﻫﺎﺋﻠﺘﲔ.
ﺗﻢ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺣﺠﺎرة ﺑﻮرﺗﻼﻧﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻧﻮاﻓﺬ ﻣﻘﻮﺳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ. ﻳﻮﺟﺪ ﻋـﻨـﺪ اﳌــﺪﺧــﻞ ﻋــﻤــﻮدا إﻧــــﺎرة ﺿـﺨـﻤـﺎن ﻣـﺼـﻨـﻮﻋـﺎن ﻣﻦ اﻟــﺒــﺮوﻧــﺰ، وﻋـﻠـﻰ ﻗﺎﻋﺪﺗﻴﻬﻤﺎ أﺷــﻜــﺎل ﺑـﺪﻳـﻌـﺔ ﳌﻼﺋﻜﺔ. ﻳﺘﺤﺪث اﳌﻼك ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻌﻤﻮدﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺎﺗﻒ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﻤﻊ اﳌﻼك اﳌﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻮد اﻵﺧﺮ إﻟﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ.
وﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺗﻮﺟﺪ أداة ﺿﺨﻤﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﺗــﺠــﺎه اﻟــﺮﻳــﺢ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﻜـﻞ ﺷـــﺮاع ﺳـﻔـﻴـﻨـﺔ، وﻓـــﻲ داﺧــﻞ اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺗﻮﺟﺪ أﻟﻮاح ﺧﺸﺒﻴﺔ. ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷول اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺳﻘﻒ اﻟﻌﻮارض اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ، وﺑﻬﺎ ﻧﻮاﻓﺬ زﺟﺎﺟﻴﺔ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﻴﻞ. وﻳـــﺰﺧـــﺮف اﻟــــﺪرج اﳌــــﺆدي إﻟـــﻰ اﻟــﻄــﺎﺑــﻖ اﻷول أﺷــﻜــﺎل ﻣﻨﺤﻮﺗﺔ ﻟﺼﻮر ﻣﺴﺘﻮﺣﺎة ﻣﻦ رواﻳﺔ »اﻟﻔﺮﺳﺎن اﻟﺜﻼﺛﺔ« ﻟﻠﺮواﺋﻲ أﻟﻜﺴﻨﺪر دوﻣﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋـﺸـﺮ. ﻳـﺒـﺪو أﻧــﻪ ﺗــﻢ اﺧـﺘـﻴـﺎر ﺗـﻠـﻚ اﻷﺷــﻜــﺎل ﺑــﻨــﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﻮل أﺳﺘﻮر إن ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ ﻣﻦ رواﻳﺎﺗﻪ اﳌﻔﻀﻠﺔ. أﻣﺎ اﻷرﺿﻴﺔ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺪرج ﻓﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﺣﺠﺎر اﻷﺧـﺮى اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻟﻸﻏﺮاض اﻟﺰﺧﺮﻓﻴﺔ.
ﺑﻌﺪ وﻓﺎة وﻳﻠﻴﺎم أﺳﺘﻮر ﺗﻢ ﺑﻴﻊ اﳌﺒﻨﻰ، ﻟﻜﻦ اﺳﺘﻤﺮ اﺳـﺘـﺨـﺪاﻣـﻪ ﻛـﻤـﻜـﺘـﺐ. ﺧـــﻼل اﻟــﺤــﺮب اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﺒﻄﺖ ﻗﺬﻳﻔﺔ »ﻓﻲ ١« ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﻨﺎزي ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﳌﺒﻨﻰ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺪوث دﻣﺎر ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﺠﺰء اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣـﻦ اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ. ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ ﺗـﻢ ﺧﻠﻊ اﻟـﺰﺟـﺎج اﳌﺰﺧﺮف ووﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺰن آﻣﻦ، وﺗﻢ ﺗﺮﻛﻴﺒﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب. ﻳﻜﻮن اﳌﺒﻨﻰ ﻣﻔﺘﻮﺣﴼ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﺜﻞ وﻗﺖ إﻗﺎﻣﺔ اﳌﻌﺎرض اﻟﻔﻨﻴﺔ؛ وﻫﻲ ﻓﺘﺮة ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺑﲔ ﺷﻬﺮي ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( وأﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن(، وﻳﻜﻮن اﻟﺪﺧﻮل ﻣﺠﺎﻧﴼ. ﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰﻳﺎرة ﳌﻌﺮض ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﻘﻬﻰ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ، وﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑــﺘــﻨــﺎول ﻗـــﺪح ﻣــﻦ اﻟــﺸــﺎي واﻟــﻜــﻌــﻚ ﻓــﻲ إﺣـــﺪى اﻟـﻐـﺮف اﳌﺒﻄﻨﺔ ﺑﺎﻟﺨﺸﺐ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﺿــﻲ، واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ زﻣﻦ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﺧﺎرف اﳌﻌﻤﺎرﻳﺔ.