Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻋﺎدات ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺤﻮرﻫﺎ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ

ﻣﺼﻠﻮن ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ ﺳﻮرة »ﻳﺲ« ﰲ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﻣﻨﺬ ٠٠٨ ﻋﺎم

- أﻧﻘﺮة: ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق

ﻳـﺮﺗـﺒـﻂ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﻌــﺎدا­ت اﳌـﺘـﻮارﺛـ­ﺔ ﻣـﻦ ﺟﻴﻞ إﻟــﻰ ﺟﻴﻞ ﻓﻲ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ ﺑــﺎﻟــﻘــ­ﺮآن اﻟـﻜـﺮﻳـﻢ وﺗـﻼوﺗـﻪ وﺧﺘﻤﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﳌﺒﺎرك.

وﻣــــــﻦ أﻫــــــﻢ اﻟــــــﻌـ­ـــــﺎدات اﻟــﺘــﻲ ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء واﻟــﺸــﺒـ­ـﺎب ﻓــﻲ ﺷـﻬـﺮ رﻣــﻀــﺎن ﻣﺎ ﻳــﺴــﻤــﻰ ﺑــــ »اﳌـــﻘـــﺎ­ﺑـــﻠـــﺔ« اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـﺘـﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺘﻢ اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﻓﻲ اﳌــﺴــﺎﺟـ­ـﺪ ﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺎ­ت ﺗـﺘـﻨـﺎوب ﺗـــﻼوة أﺟـــﺰاء اﳌﺼﺤﻒ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺧﺘﻢ اﻟﻘﺮآن ﻛﺎﻣﻼ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺟﺪ.

وﻳﺤﺮص اﻷﺗــﺮاك وﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ، وﻳﻌﺪ ﻣﺴﺠﺪ وﻣﺪرﺳﺔ اﻟـــﺸـــﻴ­ـــﺦ ﺣــﻤــﻴــﺪ اﻟـــــﻮﻟـ­ــــﻲ، اﳌــﻠــﻘــ­ﺐ ﺑـ»ﺻﻮﻣﻮﻧﺠﻲ ﺑﺎﺑﺎ« ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣــﺎﻻﻃــﻴـ­ـﺎ ﺷـــﺮق ﺗــﺮﻛــﻴــ­ﺎ، ﻣـــﻦ أﻫــﻢ اﳌــﺴــﺎﺟـ­ـﺪ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺠــﻤــﻊ اﻟــﺸــﺒــ­ﺎب ﺣــــــﻮل اﻟـــــﻘــ­ـــﺮآن ﻟــــﺘــــ­ﻼوﺗــــﻪ، ﻓـﺒــﻌـﺪ ﺻــﻼﺗــﻲ اﻟــﻔــﺠــ­ﺮ واﻟــﻈــﻬـ­ـﺮ ﻳﺸﻜﻞ اﻟـــﺸـــﺒ­ـــﺎب واﻟـــﺼـــ­ﺒـــﻴـــﺔ ﺣــﻠــﻘــﺔ ﻓـﻲ اﳌﺴﺠﺪ اﻟﺬي ﻳﺮﺟﻊ ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻨﺎﺋﻪ إﻟـــﻰ اﻟــﻘــﺮن اﻟـــﺮاﺑــ­ـﻊ ﻋــﺸــﺮ ﻟــﺘــﻼوة اﻟﻘﺮآن.

وﻳــــــــ­ـﺸــــــــ­ـﺮف ﻃـــــــــ­ـــﻼب ﻣـــﻌـــﻬـ­ــﺪ »ﺧـــﻠـــﻮﺻ­ـــﻲ أﻓـــــﻨــ­ـــﺪي« ﻟـﺘـﺤـﻔـﻴـ­ﻆ اﻟﻘﺮآن، ﻋﻠﻰ ﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻊ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺒﻴﺔ ﺑــــﺼــــ­ﻮت ﺷـــﺠـــﻲ وﻗــــﻠـــ­ـﺐ ﺧــﺎﺷــﻊ وﻳــــﻘـــ­ـﻮل ﻣــﺼــﻄــﻔ­ــﻰ ﺑــــــﺎش، إﻣــــﺎم ﻣــﺴــﺠــﺪ ﺻــﻮﻣــﻮﻧـ­ـﺠــﻲ ﺑـــﺎﺑـــﺎ، إن ﺗــﻘــﻠــﻴ­ــﺪ ﻗـــــــﺮا­ءة اﻟــﺤــﻔــ­ﻈــﺔ ﻟــﻠــﻘــﺮ­آن اﻟـــﻜـــﺮ­ﻳـــﻢ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺴــﺎﻣــ­ﻊ اﻟــﺸــﺒــ­ﺎب ﻣـــﺴـــﺘـ­ــﻤـــﺮ ﻣـــﻨـــﺬ ٤١ ﻗــــﺮﻧـــ­ـﺎ وﻳـــﺘـــﻢ اﻟـــﺤـــﻔ­ـــﺎظ ﻋــﻠــﻴــﻪ إﻟــــﻰ اﻟـــﻴـــﻮ­م وإن اﻟﺤﻔﻈﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮون أن ﻣﻦ واﺟﺒﻬﻢ ﻧــﻘــﻞ ﻣـــﺎ ﺗــﻌــﻠــﻤ­ــﻮه وﺣــﻔــﻈــ­ﻮه ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻠﻴﻪ، وﻫﻜﺬا ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم.

ﺗﻘﻠﻴﺪ اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺣﻜﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻪ ﻟـﻜـﻦ أﺻـﺒـﺢ ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻓــﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺴﺎﺟﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﺼﻐﻴﺮة.

وﻓـــــﻲ ﺗــﻘــﻠــﻴ­ــﺪ آﺧـــــﺮ ﻳــﺤــﺮص اﳌﺼﻠﻮن ﻣﻨﺬ ٠٠٨ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ ﻗﺮاء ة ﺳـــﻮرة »ﻳـــﺲ« ﻓــﻲ ﺻـــﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻳـﻮم ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ »اﻹﻣــﺎرة« ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻛﻴﺮ ﺷﻬﻴﺮ وﺳـﻂ ﺗﺮﻛﻴﺎ، اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺑﻮﺻﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺗﺮﻛﻤﺎﻧﻲ ﺗﻠﻤﻴﺬ اﳌﺘﺼﻮف ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺮوﻣﻲ )ﻣﻮﻻﻧﺎ(.

وﻣــﻨــﺬ ٥ أﻋــــﻮام ﻳـﺘـﻮﻟـﻰ ﻫـﺬه اﳌـــﻬـــﻤ­ـــﺔ اﳌـــﺴـــﺘ­ـــﻤـــﺮة ﻓــــﻲ اﳌــﺴــﺠــ­ﺪ اﻟﺬي ﺑﻨﺎه اﻟﺸﻴﺦ ﺗﺮﻛﻤﺎﻧﻲ وﻣﻦ ﺛﻢ وﻫﺒﻪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ، ﻣﻨﺬ ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﲔ، اﻹﻣﺎﻣﺎن أوﻏﻮزﻫﺎن ﻛﺎﻳﺎ وﻋﻤﺮ أوﻟﻐﻮن.

وﻳﻮﺻﻲ ﻛﻞ إﻣﺎم ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺑﺎﳌﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، اﻷﻣـﺮ اﻟـﺬي ﻳـﺆدي إﻟﻰ اﺳﺘﻤﺮاره ﻣﻨﺬ ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﲔ.

ﻣـــــــﻦ ﺟـــــﻬـــ­ــﺔ ﺛـــــﺎﻧــ­ـــﻴـــــﺔ ﻳــﻈــﻬــﺮ اﳌـﺼـﻠـﻮن اﻟـﻘـﺎدﻣـﻮ­ن ﻷداء ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ، اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺑﻘﺮاء ة ﺳﻮرة »ﻳﺲ« ﻓﻴﻪ.

وﻗـﺎل إﻣـﺎم وﺧﻄﻴﺐ اﻟﺠﺎﻣﻊ أوﻏـــــــ­ﻮزﻫـــــــ­ﺎن ﻛـــــﺎﻳــ­ـــﺎ، إن اﻟـــﻌـــﺎ­ﻟـــﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺗﺮﻛﻤﺎﻧﻲ وﻟﺪ

ﻓﻲ ﺧﺮاﺳﺎن ﻋﺎم ٤١٢١ وﺟـــــﺎء إﻟــــﻰ وﻻﻳـــــﺔ ﻛـﻮﻧـﻴـﺔ وﺳـــﻂ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ ﻋـــﺎم ٤٢٢١ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻤﺮه ٠١ ﺳﻨﲔ ﻓﻘﻂ.

وأوﺿــــﺢ أن »ﺳــﻠــﻄــﺎ­ن وﻟــﺪ« وﻫــﻮ اﺑــﻦ ﺟــﻼل اﻟــﺪﻳــﻦ اﻟــﺮوﻣــﻲ، أرﺳﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﺮﻛﻤﺎﻧﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟـــﻰ وﻻﻳــــﺔ ﻛــﻴــﺮ ﺷـﻬـﻴـﺮ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﻧﺸﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﳌﻮﻟﻮﻳﺔ ﻫﻨﺎك.

وأﺿــــﺎف ﻛــﺎﻳــﺎ أن ﺗـﺮﻛـﻤـﺎﻧـ­ﻲ رﻛـــــﺰ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻋـــﻠـــﻰ ﺧــﺪﻣــﺔ اﻷوﻗﺎف وﻃﻠﺐ ﻓﻲ وﺻﻴﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑــــﻘــــ­ﺮاءة ﺳــــــﻮرة ﻳــــﺲ ﻓــــﻲ ﺻــﻼة اﻟــﻔــﺠــ­ﺮ ﻣـــﻦ ﻛـــﻞ ﻳـــــﻮم، ﻓـــﻲ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ ﺟﺎﻣﻊ.

وأﺷﺎر ﻛﺎﻳﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ إﻣﺎﻣﺎ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻗﺒﻞ ٥ ﺳﻨﻮات، وأن أول ﻣﺎ ذﻛﺮه ﺑﻪ ﺳﻠﻔﻪ ﻫﻮ اﳌﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءة ﺳﻮرة ﻳﺲ ﻓﻲ ﺻﻼة ﻓﺠﺮ ﻛﻞ ﻳﻮم.

وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺬه اﳌﻬﻤﺔ ﻣﻊ زﻣﻴﻠﻪ اﻵﺧﺮ ﻋﻤﺮ أوﻟﻐﻮن، ﻣﺆﻛﺪا أﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﺑﺘﻮارث ﻫــﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻣﻨﺬ ﻣـﺌـﺎت اﻟﺴﻨﲔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﻬﺎم ﻋﻤﻠﻪ.

وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﺿﺮﻳﺢ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺗﺮﻛﻤﺎﻧﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ أﻳﻀﺎ داﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ وﻗﻒ »اﻹﻣـﺎرة« اﻟﺬي أﻧﺸﺄه اﻟــﺸــﻴــ­ﺦ وأن ﻗــــــﺮاء­ة ﺳـــــﻮرة ﻳﺲ ﻣﺘﻮارﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻨﺬ ٠٠٨ ﻋﺎم وأﻧﻬﻢ ﺳﻴﻨﻘﻠﻮن ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ إﻟﻰ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺤﻠﻮن ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ.

ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺒـﻪ ﻗـــﺎل اﻹﻣــــﺎم ﻋﻤﺮ أوﻟﻐﻮن إن ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﳌﺬﻛﻮر ﻳﺤﻤﻠﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة وإﻧـــﻬـــ­ﻢ ﻳــﺸــﻌــﺮ­ون ﺑــﺴــﻌــﺎ­دة إزاء ﺗـﻨـﻔـﻴـﺬ وﺻــﻴــﺔ اﻟــﻌــﺎﻟـ­ـﻢ ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎن ﺗﺮﻛﻤﺎﻧﻲ.

وﻗﺎل أﺣﺪ اﳌﺼﻠﲔ اﳌﺪاوﻣﲔ ﻋــﻠــﻰ ﺻـــﻼة اﻟــﻔــﺠــ­ﺮ، إﻧـــﻪ ﻳﺴﻌﻰ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻗﺮاءة ﺳﻮرة ﻳﺲ ﻣﻨﺬ أن ﺳﻤﻊ ﺑﺎﻟﻮﺻﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة وﻳﺸﻬﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ ازدﺣﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن وﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ أﻳﻀﺎ، ﻳــﻘــﺮأ اﻹﻣـــــﺎم ﺳــــﻮرة ﻳــﺲ ودﻋـــﺎء ﺧﺘﻢ اﻟـﻘـﺮآن ﻓـﻲ اﻟـﺠـﺎﻣـﻊ، وﻧﺤﻦ ﺳـــﻌـــﺪا­ء ﺟــــﺪا ﺑــﺎﻟــﻌــ­ﻴــﺶ ﻓـــﻲ ﻫــﺬا اﻟﺠﻮ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻲ.

وﻣﻦ ﻗﺼﺺ ارﺗﺒﺎط اﳌﺴﺎﺟﺪ ﺑـﺎﻟـﻘـﺮآن وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه اﻟﺨﺎﺻﺔ إﻟﻰ ﻣـﺴـﺠـﺪ آﺧـــﺮ ﻫــﻮ »أوﻟــــﻮ ﺟــﺎﻣــﻊ« وﻫﻮ ﻣﻦ أﻗﺪم اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷـــﺎﻧـــﻠ­ـــﻲ أورﻓــــــ­ــﺔ ﺟـــﻨـــﻮب ﺷــﺮﻗــﻲ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ، اﳌــﻌــﺮوﻓ­ــﺔ ﺑــﺎﺳــﻢ »ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻷﻧﺒﻴﺎء« ﺣﻴﺚ اﺣﺘﻀﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺗﺎرﻳﺨﻪ أﺗﺒﺎع اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ اﻟــﺜــﻼث )اﻟــﻴــﻬــ­ﻮدﻳــﺔ واﳌـﺴـﻴـﺤـ­ﻴـﺔ واﻹﺳﻼم(.

وﻫــﻮ ﻣــﻦ أﻗـــﺪم اﳌـﺴـﺎﺟـﺪ ﻓﻲ ﺷــﺎﻧــﻠــ­ﻲ أورﻓــــــ­ـﺔ؛ ﺣــﻴــﺚ ﺑــﻨــﻰ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻛـ »ﻛﻨﻴﺲ ﻳﻬﻮدي«، وﻓﻲ ٥٣٤ ﻣﻴﻼدﻳﺔ ﺗﺤﻮل إﻟـﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻟـﻠـﻤـﺴـﻴـ­ﺤـﻴــﲔ ﻋــﻠــﻰ ﻳـــﺪ اﻟـــﺮاﻫــ­ـﺐ »راﺑﻮﻻ«.

واﺳــــــﺘ­ــــــﺨـــ­ـــﺪﻣـــــ­ـﺖ ﻓــــــــﻲ ﺑــــﻨــــ­ﺎء اﻟــﻜــﻨــ­ﻴــﺴــﺔ ﺻـــﺨـــﻮر ﺣـــﻤـــﺮا­ء ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﻤﻞ ﻋــﻨــﺪ ﺗــﺤــﻮﻟــ­ﻪ إﻟــــﻰ ﻛــﻨــﻴــﺴ­ــﺔ ﻟـﻘـﺐ »اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟـﺤـﻤـﺮاء« وﻓــﻲ ٠٧١١ ﻣـــﻴـــﻼد­ﻳـــﺔ، ﺗـــﺤـــﻮﻟ­ـــﺖ »اﻟــﻜــﻨــ­ﻴــﺴــﺔ اﻟﺤﻤﺮاء« ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﺰﻧﻜﻴﲔ إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺎﺳﻢ »أوﻟﻮ ﺟﺎﻣﻊ«.

وﺟـــﺮى ﺗـﺮﻣـﻴـﻢ ﻫــﺬا اﳌﺴﺠﺪ ٤ ﻣــﺮات ﻓـﻲ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻪ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﳌﺴﺎﺟﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺼﺪﻫﺎ اﳌﺼﻠﻮن ﻓﻲ ﺷﺎﻧﻠﻲ أورﻓﺔ وﻗﺎل ﻣﻔﺘﻲ وﻻﻳﺔ ﺷﺎﻧﻠﻲ أورﻓﺔ إﺣﺴﺎن أﺗـﺸـﻴـﻚ إن أوﻟـــﻮ ﺟـﺎﻣـﻊ ﻫــﻮ أﺣـﺪ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ، اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﻧﺎﺿﻮل.

وأﺿﺎف أن اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺗﻢ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺧﻄﺎب، ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻴﺎض ﺑﻦ ﻏﻨﻢ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﺎﺷﻮا ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻋﻴﺎض ﺑﻦ ﻏﻨﻢ ﻧﻔﺴﻪ.

وأﺿـﺎف أن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻧﻮا أول ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ »أوﻟـﻮ ﺟــﺎﻣــﻊ«، وﻣـﻨـﺬ ﺗﻠﻚ اﻟـﻔـﺘـﺮة ﺗﻘﺎم ﺻـــﻼة اﻟــﺠــﻤــ­ﻌــﺔ، وﺻــــﻼة اﻟـﻌـﻴـﺪ واﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻓﻴﻪ.

وأﺷـــــــ­ـــــﺎر إﻟــــــــ­ﻰ أن اﳌـــﺴـــﺠ­ـــﺪ ﻣﺴﺘﻄﻴﻞ اﻟـﺸـﻜـﻞ، وﻳـﺒـﻠـﻎ ﻃﻮﻟﻪ ٦٦١ ﻣـــﺘـــﺮﴽ، وﻳـــﻀـــﻢ ٥٧ ﻋـــﻤـــﻮد­ا، وﻣﻨﺎرﺗﻪ ﻫـﻲ اﻷوﺳــﻊ ﻓـﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﺑـــــﻪ ﺑـــﺌـــﺮ ﻳــﻌــﺘــﻘ­ــﺪ أﻧـــﻬـــﺎ ﻣــﺼــﺪر »ﺷﻔﺎء« ﻟﻸﻣﺮاض.

وﻋﻦ ﻗﺼﺔ ﻫﺬه اﻟﺒﺌﺮ، أﺷﺎر أﺗﺸﻴﻚ إﻟــﻰ رواﻳــﺔ ﺗﻘﻮل إن اﺑﻨﺔ ﺣـــﺎﻛـــﻢ ﺷــﺎﻧــﻠــ­ﻲ أورﻓــــــ­ﺔ ﻓـــﻲ ﻋـﻬـﺪ اﳌﺴﻴﺢ، أﺻﻴﺒﺖ ﺑﻤﺮض ﺟﻠﺪي ﻣﻌﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة، ﻓﻜﺘﺐ اﻟﺤﺎﻛﻢ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺪ اﳌﺴﻴﺢ، داﻋﻴﺎ إﻳﺎه ﻟﺰﻳﺎرة اﳌﺪﻳﻨﺔ.

وﺗــﻀــﻴــ­ﻒ اﻟـــــﺮوا­ﻳـــــﺔ، ﺣـﺴـﺐ اﳌــﻔــﺘــ­ﻲ، أن اﻟـﺴـﻴـﺪ اﳌـﺴـﻴـﺢ أﺑـﻠـﻎ ﺣـــﺎﻛـــﻢ ﺷــﺎﻧــﻠــ­ﻲ أورﻓــــــ­ـﺔ ﺑـــﺄﻧـــﻪ ﻟـﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ زﻳﺎرة اﳌﺪﻳﻨﺔ، وأرﺳﻞ ﻟــﻬــﻢ ﻣـــﻨـــﺪﻳ­ـــﻼ ﻣــﺴــﺢ ﺑـــﻪ وﺟــﻬــﻪ، وﻃـــﻠـــﺐ ﻣــــﻦ أﻫـــــﻞ اﳌـــﺪﻳـــ­ﻨـــﺔ إﻟــﻘــﺎء اﳌـﻨـﺪﻳـﻞ ﻓــﻲ اﻟـﺒـﺌـﺮ، وأن ﻳﺸﺮﺑﻮا ﻣــﻨــﻬــﺎ ﻓــﺸــﻔــﻲ ﻛـــﻞ ﻣـــﻦ ﺷــــﺮب ﻣﻦ اﳌﺮض اﻟﺠﻠﺪي.

وأوﺿــــــ­ــــــﺢ أن اﻟــــﻜـــ­ـﺜــــﻴـــ­ـﺮ ﻣــﻦ اﻷﺷــــﺨــ­ــﺎص ﻳـــﻌـــﺘـ­ــﻘـــﺪون أن ﻣـــﺎء اﻟﺒﺌﺮ ﻳﺠﻠﺐ اﻟﺸﻔﺎء اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮاﻓﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎس ﻟـﺸـﺮب ﻣــﺎء اﻟﺒﺌﺮ ﻓﻲ اﳌﺴﺠﺪ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺸﻔﺎء.

 ??  ?? ﺗﻘﺎم اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎء أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻟﺨﺘﻢ اﻟﻘﺮآن
ﺗﻘﺎم اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎء أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻟﺨﺘﻢ اﻟﻘﺮآن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia