»ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻣﺴﻚ« ﻳﻨﻬﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﺪة ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٦ أﻟﻒ زاﺋﺮ
ﻋﻮدة اﻷدوار اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻌﻤﺪ اﻷﺣﻴﺎء ﺿﻤﻦ اﳌﻬﺮﺟﺎن
أﻧـــﻬـــﻰ ﻣـــﻬـــﺮﺟـــﺎن »ﺣــﻜــﺎﻳــﺎ ﻣــﺴــﻚ« اﻟــــﺬي ﺗـﻨـﻈـﻤـﻪ ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ ﻣـــﺤـــﻤـــﺪ ﺑـــــﻦ ﺳـــﻠـــﻤـــﺎن ﺑـــــﻦ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻌــﺰﻳــﺰ »ﻣــﺴــﻚ اﻟــﺨــﻴــﺮﻳــﺔ«، ﻓﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺟـــﺪة، ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ أول ﻣــﻦ أﻣــﺲ، ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻪ رﻗﻤﴼ ﻗﻴﺎﺳﻴﴼ ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟـﺰوار؛ إذ ﺗﺠﺎوز اﻟﺮﻗﻢ ٠٦ أﻟﻒ زاﺋﺮ وزاﺋﺮة ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮاﺋﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ.
وﺷــــﻬــــﺪ اﳌـــــﻬـــــﺮﺟـــــﺎن اﻟـــــﺬي اﺳﺘﻤﺮ ﳌﺪة ﺧﻤﺴﺔ أﻳﺎم، ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻋﺪة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، ﺗﻮاﻓﺪ إﻟﻴﻬﺎ آﻻف اﻟـــــــﺰوار ﻣـﺘـﻨـﻘـﻠـﲔ ﺑـــﲔ »ﻣــﺴــﺮح ﺣﻜﺎﻳﺎ« اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻌﺮض ﻗﺼﺺ اﳌــﺮاﺑــﻄــﲔ ﻓــﻲ اﻟــﺤــﺪ اﻟـﺠـﻨـﻮﺑـﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ، وﻋﺮض أﻓﻼم ﺳﻌﻮدﻳﺔ وﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟــــﻰ أرﻛــــــﺎن ﻣــﺤــﺘــﺮف اﻟــﻜــﺘــﺎﺑــﺔ، واﻟـــــﺮﺳـــــﻢ، واﳌــــﺆﻟــــﻒ اﻟــﺼــﻐــﻴــﺮ، وﻛـــــﺬﻟـــــﻚ أﻧــــﺸــــﻄــــﺔ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮاﺗـــﻲ وﻣﻜﺘﺒﺔ ﺣـﻜـﺎﻳـﺎ ﻣـﺴـﻚ، واﻟـﺮﻛـﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻲ.
وﻣﻦ ﺑﻮاﺑﺔ ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻣﺴﻚ ﻓﻲ ﺟـﺪة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﻋــﺎدت ﻣﺠﺪدﴽ اﻷدوار اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻌﻤﺪ اﻷﺣﻴﺎء ﻗـــﻴـــﺎﺳـــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــــﺎ ﻛـــــــﺎن ﻋـــﻤـــﺪة اﻟﺤﻲ ﻳﻤﺎرس ﻋﻤﻮدﻳﺘﻪ ﻗﺪﻳﻤﴼ، وﺳـﻂ دﻋــﻮات ﺑـﻀـﺮورة ﺗﻤﺴﻚ اﻟﻌﻤﺪة ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﺘﻠﻚ اﻷدوار وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﺎ أﻧــــﻬــــﺎ ﺗــــﻌــــﺰز ﻗـﻴـﻤـﺔ ﻋﻤﺪ اﻷﺣﻴﺎء وﺗﺤﻔﻆ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻣـــﻬـــﺎم ﻋـــﻤـــﺪة اﻟـــــﺤـــــﺎرة ﻓـﻲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗــﺘــﻨــﻮع ﻣــﺎ ﺑﲔ إﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ واﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ وﺣـﺘـﻰ اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ، ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﺗــﺰﻳــﺪ ﻣﻦ ﻗﻮة ﺗﺮاﺑﻂ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ داﺧـــــــﻞ ﻛــــﻞ ﺣــــــﻲ، ﻣــــﻦ ﺿـﻤـﻨـﻬـﺎ اﻟـﺼـﻠـﺢ ﺑــﲔ اﻷﺑــﻨــﺎء واﻹﺧــــﻮان واﻷزواج.
وﻳــﺮﺟــﻊ ﻫــﻤــﺎم ﺑــﻦ ﺻــﺎدق، اﳌـــــــﺸـــــــﺮف ﻋـــــﻠـــــﻰ ﻣــــــﺴــــــﺎر ﺟـــــﺪة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻲ، أﺳﺒﺎب ﺑﺪء اﺧﺘﻔﺎء اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺪة ﺣـﺎﻟـﻴـﺎ، إﻟــﻰ ﺧـــﺮوج اﻟــﻨــﺎس ﻣﻦ ﺣﺎراﺗﻬﻢ ﻟﻴﺘﺴﺒﺐ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻚ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﲔ اﻟﻌﻤﺪة وأﻫــــﻞ اﻟــﺤــﻲ. وﻳـــﻘـــﻮل: »ﻗــﺪﻣــﻨــﺎ ﺧـــﻼل ﺣــﻜــﺎﻳــﺎ ﻣــﺴــﻚ ﺳﻜﺘﺸﺎت ﺧــﻔــﻴــﻔــﺔ ﺗـــﺠـــﺴـــﺪ ﻣــــﻬــــﺎم ﻋــﻤــﺪة اﻟــﺤــﺎرة، ﻣــﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻷراﻣــــــــــــﻞ واﻷﻳــــــــﺘــــــــﺎم، وإﻋـــــــــﺎدة اﻟﺘﺮاﺑﻂ اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدا ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ«، ﻣﺆﻛﺪا أن اﻟﻌﻤﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛـﺎن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻔﺮض ﻫﻴﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس.
وأﺷــــــــــــــﺎر إﻟـــــــــﻰ أن ﺑــﻌــﺾ اﻷﺣــﻴــﺎء اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﺗــﻜــﺎد ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﲔ، وأﺿﺎف: »ﻻ ﻳﺰال دور اﻟﻌﻤﺪة ﻣﻬﻤﺎ ﺟﺪﴽ، وﻣـــﻌـــﺘـــﻤـــﺪا ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻌﻤﺪ أﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺑــﻴــﻨــﻬــﻢ وﺑــﲔ ﺳــﻜــﺎن اﻷﺣـــﻴـــﺎء«. وﺗــﺎﺑــﻊ: »ﻣـﻦ اﻟـــﻀـــﺮوري ﺗــﺤــﺮك اﻟـﻌـﻤـﺪ ﻧﺤﻮ اﻹﻓﻄﺎرات اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ واﺣﺘﻔﺎﻻت اﳌﻌﺎﻳﺪة ﻓـﻲ اﻟﺤﻲ وﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟـــﻌـــﺰاء«، ﻣـﺒـﻴـﻨـﴼ أﻫــﻤــﻴــﺔ إﻧــﺸــﺎء ﺳـــﺠـــﻼت ﻟـــﻜـــﻞ ﻓـــــﺮد ﻓــــﻲ اﻟــﺤــﻲ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ اﻟــﻌــﻤــﺪة ﻟـﻠـﺘـﻘـﻠـﻴـﻞ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻟﻔﺎت اﻷﻣﻴﻨﺔ.
واﺳــــﺘــــﻮﻗــــﻒ زوار ﺣــﻜــﺎﻳــﺎ ﻣﺴﻚ ﻓﺎﻛﻬﺔ »اﻟﺤﺒﺤﺒﻮ« اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺤﺠﺎزي اﻟﺬي ﻛﺎن ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﻣﺠﺮد ﻛﻮﻧﻬﺎ إﺣﺪى اﻷﻛﻼت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ إﻟﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺠﺎﻟﻴﺎت اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟــــــﻘــــــﺎدﻣــــــﺔ ﻟـــﻠــــﺤــــﺞ واﻟـــــﻌـــــﻤـــــﺮة، ﻟﻴﻜﺘﺸﻒ زوار ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻣﺴﻚ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ »اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ اﻟﺨﺎرﻗﺔ« ﻻﺣﺘﻮاﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة.
وﻟـــﺨـــﺼـــﺖ ﻓــــﻮاﺋــــﺪ ﻓــﺎﻛــﻬــﺔ اﻟــــﺤــــﺒــــﺤــــﺒــــﻮ، ﻓــــــﻲ اﺣــــﺘــــﻮاﺋــــﻬــــﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﺴـﺐ ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺤـﺪﻳـﺪ واﳌـــﻐـــﻨـــﻴـــﺴـــﻴـــﻮم واﻟـــﻜـــﺎﻟـــﺴـــﻴـــﻮم واﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮم وﻓﻴﺘﺎﻣﲔ ﺳﻲ، إﺿــــﺎﻓــــﺔ إﻟـــــﻰ ﻣــﺴــﺎﻫــﻤــﺘــﻬــﺎ ﻓـﻲ إﻧﻘﺎص اﻟــﻮزن ﻻﺣﺘﻮاﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻟــﻴــﺎف اﻟـﺘـﻲ ﺗﺸﻌﺮ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺎﻟﺸﺒﻊ.