ﺑﺎرﻳﺲ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ »ﺗﺠﺪﻳﺪ« اﺗﻔﺎق اﻟﺼﺨﻴﺮات واﺧﺘﺼﺎر اجملﻠﺲ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ
ﻣﺎﻛﺮون ﻳﻄﻤﺢ ﻣﻦ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﺮاج وﺣﻔﱰ إﻟﻰ ﺑﻠﻮرة »ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ« ﻟﻠﺤﻞ
أﺧــﻴــﺮا وﻗـــﻊ ﺧــﻴــﺎر ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻋﻠﻰ ﻗــﺼــﺮ ﺳــﻴــﻞ ﺳـــــﺎن ﻛـــﻠـــﻮ، اﻟــــﻮاﻗــــﻊ ﻓـﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻻﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺜﻼﺛﻲ اﻟﺬي ﺳﻴﺠﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﻮم اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ اﳌﺘﻨﺎﻓﺴﲔ، ﻓﺎﺋﺰ اﻟﺴﺮاج، رﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﳌﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ، ﻗﺎﺋﺪ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ واﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻲ إﻳـــــﻤـــــﺎﻧـــــﻮﻳـــــﻞ ﻣــــــﺎﻛــــــﺮون. وﺳﻴﺤﻀﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﳌﻤﺜﻞ اﻟﺨﺎص ﻟــﻸﻣــﲔ اﻟــﻌــﺎم ﻟــﻸﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة اﻟـﻮزﻳــﺮ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﻏـﺴـﺎن ﺳـﻼﻣـﺔ اﻟـــﺬي ﻳﺒﺎﺷﺮ رﺳﻤﻴﺎ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺤﺎﻟﻲ. وﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻣﻘﺮرا دﻋﻮة ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻋﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻻﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، ﺻﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮة. ﻣﺼﺎدر ﻓﻲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺣﺮﺻﺖ أﻣـﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ أن ﺑﺎرﻳﺲ »ﻻ ﺗﺮﻳﺪ اﺳﺘﺒﻌﺎد أﺣﺪ« وأﻧﻬﺎ »ﻗـﺎﻣـﺖ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎور ﻣﻄﻮﻻ وﺑﺎﻟﻌﻤﻖ« ﻣﻊ اﻟـﺪول اﳌﻌﻨﻴﺔ أﻛﺎﻧﺖ دول اﻟﺠﻮار اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺼﺮ واﻟﺠﺰاﺋﺮ واﳌﻐﺮب أو اﻟــﺒــﻠــﺪان اﻟـﺨـﻠـﻴـﺠـﻴـﺔ أو اﻷﻃـــــﺮاف اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ »وﻋــــﻠــــﻰ رأﺳــــﻬــــﺎ روﻣـــــﺎ« واﻟﺪول اﻷﺧﺮى.
وأﻛﺪت ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر أن اﳌﺒﺎدرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ »اﻣﺘﺪادا« ﻟﻠﻤﺒﺎدرات اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ وأﻧــﻬــﺎ »ﺗــﺄﺗــﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة«. ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﺻﺖ ﺑﺎرﻳﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ أﻧﻬﺎ، ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻠﻴﺒﻲ: »ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻃﻼع اﻟﻼﻋﺒﲔ اﳌﺤﻠﻴﲔ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﺗﻘﻮم ﺑـﻪ ﻣـﻦ أﺟــﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ دﻳــﻨــﺎﻣــﻴــﺔ ﺟــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ« داﻓــﻌــﺔ ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ. وﺧﻼﺻﺔ اﻷﻣـــــــﺮ أن ﺑــــﺎرﻳــــﺲ ﻋــﻤــﻠــﺖ ﻟــﺘــﻮﻓــﻴــﺮ »أﻓﻀﻞ اﻟﻈﺮوف« ﻹﻧﺠﺎح اﻻﺟﺘﻤﺎع اﳌــﺬﻛــﻮر وﻫـــﻲ ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ أن »ﺗـﻮﻗـﻴـﺘـﻪ« اﻟﻴﻮم ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ »إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ« وﻳـﺄﺗـﻲ ﻓـﻲ »ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ« ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن اﳌﺒﺎدرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﺗﺤﻈﻰ ﺑــﺪﻋــﻢ واﺳـــــﻊ«. وﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ آﺧــﺮ، ﺗــﺒــﺪو اﳌـــﺼـــﺎدر اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻴــﺔ واﺛــﻘــﺔ ﻣــــﻦ أن اﻟـــﻄـــﺮﻓـــﲔ اﳌــﻌــﻨــﻴــﲔ ﺑــﺪﻳــﺎ »ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ«. ﻣﺎ ﻫﻮ اﳌﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎع؟ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ أن ﺳﻘﻒ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻣـــﻦ اﺟــﺘــﻤــﺎع ﺳــﻴــﻞ ﺳــﺎن ﻛــﻠــﻮ ﻟــﻴــﺲ ﻣـﺮﺗـﻔـﻌـﺎ وﻳــﻌــﻮد ذﻟـــﻚ ﻷن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﻌﻲ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل دون اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟـﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺣﺎﺳﻤﺔ وﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮف أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ اﳌــﺮة اﻷوﻟــﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﺮاج وﺣﻔﺘﺮ وآﺧﺮﻫﺎ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌﺎﺿﻲ. وﻣﺎ ﺗﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ ﺑﺎرﻳﺲ ﻫﻮ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟــﻰ »إﻋـــﻼن ﻣـﺸـﺘـﺮك« ﻣـﻦ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮ ﻓﻘﺮات ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻣــﺴــﺎء أﻣــﺲ ﻳــﻜــﻮن ﺑـﻤـﺜـﺎﺑـﺔ »ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ« ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ. وﺷـﺪدت أوﺳـﺎط اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ، ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺗﻤﻬﻴﺪي ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻗﺒﻴﻞ ﻇــﻬــﺮ أﻣـــــﺲ، ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﻘـــﻮل إن »إﻋــــﻼن ﺑـــــﺎرﻳـــــﺲ« ﻻ ﻳــﺸــﻜــﻞ ﺣــــﻼ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺎ »ﻟــﻠــﻮﺿــﻊ ﻓـــﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ ﺑـــﻞ إﻧــــﻪ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺒﺎدئ ورؤﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺤﻞ«. وإذا ﺣـﺼـﻞ ﻣــﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻟــﻪ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ وﺻـــﺪر اﻹﻋــــﻼن اﳌـﺸـﺘـﺮك، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن »اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ« اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻄﺮﻓﺎن ﺗﻮﻗﻴﻊ وﺛﻴﻘﺔ ﻛﻬﺬه، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﻌﺘﺒﺮه ﺑﺎرﻳﺲ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻣﻬﻤﺎ. وﻣﻦ اﳌﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﻨﺺ »اﻹﻋﻼن« ﻋﻠﻰ أن »ﻻ ﺣـﻞ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻟﻠﺤﺮب ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑـﻞ اﻟـﺤـﻞ ﺳـﻴـﺎﺳـﻲ« وأن ﻳﺆﻛﺪ أن ﻓﺎﺋﺰ اﻟﺴﺮاج ﻫﻮ »اﳌﻤﺜﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ« اﻟـــــﺬي ﻳــﺤــﻈــﻰ ﺑـــﺪﻋـــﻢ اﻷﻣـــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة واﻷﻃــــــــﺮاف اﻟـــﺪوﻟـــﻴـــﺔ وأن اﻟــﺠــﺎﻧــﺒــﲔ »ﻋــﺎزﻣــﺎن ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻣـﻌـﺎ« ﻣــﻦ أﺟـﻞ اﻟﺤﻞ اﳌﻨﺸﻮد ﻓﻀﻼ ﻋﻦ وﺣﺪة ﻟﻴﺒﻴﺎ.
ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎ، ﺳﻴﻠﺘﻘﻲ ﻣــﺎﻛــﺮون ﻋﻠﻰ اﻧــﻔــﺮاد اﻟــﺴــﺮاج ﺛــﻢ ﺣﻔﺘﺮ ﻓــﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣــﻦ ﺑـﻌـﺪ اﻟـﻈــﻬــﺮ ﻋـﻠــﻰ أن ﻳـﻌـﻘـﺪ ﻋﻘﺐ ذﻟـــــﻚ اﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎع اﻟـــﺜـــﻼﺛـــﻲ ﺑــﺤــﻀــﻮر ﺳــﻼﻣـﺔ اﻟـــﺬي ﻳـﻜـﻮن ﻗــﺪ اﻟـﺘـﻘـﻰ ﻗﺒﻠﻬﺎ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟـﺎن إﻳﻒ ﻟﻮ درﻳﺎن. وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺑﺼﺪور اﻹﻋﻼن اﳌﺸﺘﺮك وﺑﻠﻘﺎء ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﻛﺮون ﻳﻌﺮض ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أﺳﺌﻠﺔ وأﺟﻮﺑﺔ.
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﺘﺪﻋﻮ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع ﻟـــــﻮ ﻟـــــﻢ ﻳــــﻜــــﻦ ﺑــــﻌــــﺾ اﻷﻓــــــﻜــــــﺎر اﻟـــﺘـــﻲ ﺳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ إﻟــﻴــﻪ وﺳـﺘـﻨـﺎﻗـﺶ ﺧـﻼﻟـﻪ. وﻣــﻦ اﻷﻓــﻜــﺎر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟـﺤـﺎﺟـﺔ إﻟﻰ »ﺗــﺠــﺪﻳــﺪ اﺗـــﻔـــﺎق اﻟــﺼــﺨــﻴــﺮات« اﻟـــﺬي رﻋــﺘــﻪ اﻷﻣــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة واﻟـــــﺬي أﻓـﻀـﻰ إﻟﻰ ﻗﻴﺎم اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ وﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟـــــﺴـــــﺮاج. وﺗــﻌــﺘــﺒــﺮ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ وﻣــﻌــﻬــﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪول ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ واﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌـﺘـﺤـﺪة أن اﻻﺗــﻔــﺎق اﳌـﺬﻛـﻮر »ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﻼءم وﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﺘﻐﻴﺮات« اﻟـــﺘـــﻲ ﺣــﺼــﻠــﺖ ﻓـــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ ﺳـﻴـﺎﺳـﻴــﺎ وﻣـﻴـﺪاﻧـﻴـﺎ. وأﻫـﻤـﻬـﺎ أن اﳌﺸﻴﺮ ﺣﻔﺘﺮ أﺻﺒﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ« وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ ﻳــﺠــﺐ أن ﺗــﻜــﻮن ﺟﺰء ا ﻣﻦ اﻟﺤﻞ ﻻ أن ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ. وﻧﻘﻠﺖ أوﺳـﺎط دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن ﻓﺮﻧﺴﺎ أﺻﺒﺤﺖ »ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟـﺪا« ﻣﻦ ﺣـﻔـﺘـﺮ وأن دﻋـــﻮﺗـــﻪ ﻻﺟــﺘــﻤــﺎع ﺛـﻼﺛـﻲ أﺣـــــــﺪ أﻃــــــﺮاﻓــــــﻪ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻲ »اﻋﺘﺮاف ﺑﺸﺮﻋﻴﺘﻪ« وأﻳﻀﺎ ﺑــ»دوره ﻓﻲ اﻟـﺤـﻞ«. وﻣﻤﺎ ﺳﻴﺘﻢ ﺗـﺪارﺳـﻪ ﻏﺪا إﻋــــــﺎدة اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻓـــﻲ ﺗــﺸــﻜــﻴــﻞ اﳌــﺠــﻠــﺲ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻲ واﻷرﺟــــــﺢ ﺣــﺼــﺮه ﺑـﺜـﻼﺛـﺔ أﺷــﺨــﺎص ﻳــﻜــﻮن ﺣﻔﺘﺮ أﺣــﺪﻫــﺎ »إﻟــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ اﻟـــﺴـــﺮاج وﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ ﺛــﺎﻟــﺜــﺔ«. ﺑﻴﺪ أن اﳌـﻮﺿـﻮع اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﻴﻮم ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻘﺘﺮح اﻟـﺴـﺮاج إﺟـﺮاء اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻘﺎدم وﻓﻖ اﳌﻘﺘﺮﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ. وأﺣﺪ اﻟﻮﺟﻮه اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أن ﺑﺎرﻳﺲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ﺣﻔﺘﺮ اﻟــﺬي رﻓــﺾ دوﻣــﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ إﻣــﺮة اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ »ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟـﻺﺳـﻼﻣـﻴـﲔ« أﺻـﺒـﺢ اﻟــﻴــﻮم، ﺑﺤﺴﺐ ﻣـﺎ ﺗـﺆﻛـﺪه اﳌـﺼـﺎدر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ: »أﻛﺜﺮ اﻧـﻔـﺘـﺎﺣـﺎ ﻟﻠﻨﻘﺎش واﻟــﺘــﻌــﺎون« ﺑــﻞ إن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﺮى أﻧﻪ »ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻠﻌﺐ دور ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ«.
وﻛـــــﺎن ﻗــﺼــﺮ اﻹﻟـــﻴـــﺰﻳـــﻪ ﻗـــﺪ ﻧـﺸـﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﺻﺒﺎح أﻣﺲ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ أن اﳌﺒﺎدرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻏﺮﺿﻬﺎ »ﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﺑـــﲔ اﻟـــﺴـــﺮاج وﺣــﻔــﺘــﺮ ﻓﻲ اﻟـــﻮﻗـــﺖ اﻟـــــﺬي ﻳــﺘــﺴــﻠــﻢ ﻓــﻴــﻪ اﳌــﺒــﻌــﻮث اﻟﺨﺎص ﻟﻸﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣــﺴــﺆوﻟــﻴــﺎﺗــﻪ«. وأﺿــــــﺎف اﻟــﺒــﻴــﺎن أن ﻓﺮﻧﺴﺎ »ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﺎ، ﺗﺴﻌﻰ ﻟــﺘــﺄﻛــﻴــﺪ دﻋــﻤــﻬــﺎ ﻟــﻠــﺠــﻬــﻮد اﻟــﺴــﺎﻋــﻴــﺔ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺠﻤﻊ اﻷﻃﺮاف اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻛــﺎﻓــﺔ«. واﻟــﺘــﺤــﺪي، ﻓــﻲ ﻧﻈﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ، ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ »ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻴﺒﻴﲔ وﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟـﻰ ﺟﻴﺶ ﻧﻈﺎﻣﻲ ﻣﻮﺣﺪ ﻳﻜﻮن ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ« ﻣﻌﺘﺒﺮة أن ذﻟﻚ ﻳﺸﻜﻞ »ﺿﺮورة ﻟﺒﺴﻂ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋــﻠــﻰ اﻷراﺿــــــﻲ واﻟـــﺤـــﺪود اﻟـــﻠـــﻴـــﺒـــﻴـــﺔ وﻣـــــﺤـــــﺎرﺑـــــﺔ اﳌـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺎت اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ وﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻬﺮﻳﺐ اﻟﺴﻼح واﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ ﻟﻠﻌﻮدة إﻟﻰ ﺣﻴﺎة ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة«.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧـﺮ، ﻳﻌﻜﺲ اﺟﺘﻤﺎع اﻟـﻴـﻮم رﻏـﺒـﺔ رﺋـﺎﺳـﻴـﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓـﻲ أن ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺎرﻳﺲ دورا رﻳـﺎدﻳـﺎ ﻓﻲ اﳌﻠﻒ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﳌﺎ ﻳﺤﺘﻀﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﻫﻲ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ ﺷﻤﺎل أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ وﺑـــﻠـــﺪان اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ واﻟــﺤــﺮب ﻋــﻠــﻰ اﻹرﻫــــــﺎب واﻟـــﺨـــﻮف ﻣـــﻦ ﺗـﺤـﻮل ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ إﻟــــﻰ ﺑــﻴــﺌــﺔ رﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ ﺣـﺎﺿـﻨـﺔ ﻟــــ »داﻋـــﺶ« وﻟـﻠـﺘـﻨـﻈـﻴـﻤـﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ اﳌـــﺨـــﺘــﻠـــﻔـــﺔ وأﺧـــــﻴـــــﺮا ﺗــــﺪﻓــــﻖ ﺗــــﻴــــﺎرات اﻟـــﻬـــﺠـــﺮة ﻧـــﺤـــﻮ اﻻﺗـــــﺤـــــﺎد اﻷوروﺑــــــــﻲ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﻃﺊ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎب اﻟـﺪوﻟـﺔ واﻻﻓﺘﻘﺎر إﻟـﻰ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ. ووﺻﻔﺖ اﳌـﺼـﺎدر اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺄﻧﻪ »ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺘﻔﺠﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ وﻋﺴﻜﺮﻳﺎ« وأن ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﳌﺒﺎدرة دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ - ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ. وﻟﻴﺲ ﺳــــــﺮا أن اﻟـــــــــﺪور اﻟـــــــﺬي ﺗـــﺒـــﺤـــﺚ ﻋــﻨــﻪ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻳﻨﻈﺮ إﻟـﻴـﻪ ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي ﺑﺮز ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺳﺎﻧﺪرو ﻏﻮزي، وزﻳﺮ اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻟﻠﺸﺆون اﻷوروﺑـﻴـﺔ إﻟــــﻰ ﺻـﺤـﻴـﻔـﺔ »ﻻ رﻳــﺒــﻮﺑــﻠــﻴــﻜــﺎ« ﺣﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﻛﺮون ﻋﻠﻰ أن »ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺰاﻣﻪ ﻓــﻲ اﻷزﻣــــﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺟـﺎﻣـﻌـﺎ وﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ«. وﺗﻌﺘﺒﺮ روﻣﺎ أﻧﻬﺎ اﳌﻌﻨﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﻤﺎ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻟﻌﺐء اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻷﻓﺎرﻗﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒﺮون اﻟﺒﺤﺮ ﺳﻌﻴﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ أوروﺑﺎ. وﻛﺮد ﻋﻠﻰ »اﻟﻘﻠﻖ« اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻣــــــﻦ اﻟــــﺘــــﻬــــﻤــــﻴــــﺶ، أﻛــــــــــﺪت اﳌـــــﺼـــــﺎدر اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻴــﺔ أن ﺑــﺎرﻳــﺲ »ﺗــﺘــﺸــﺎور ﻋﻦ ﻛﺜﺐ« ﻣﻊ اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﲔ وأﻧﻪ »ﻟـﻴـﺲ ﻫـﻨـﺎك ﻣـﻦ ﻋـﺘـﺐ« إﻳـﻄـﺎﻟـﻲ. أﻣﺎ ﺳﺒﺐ اﳌــﺒــﺎدرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓــﻸن ﻟﻴﺒﻴﺎ »ﻣﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ رأس أوﻟﻮﻳﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﻛﺮون«. ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال: ﳌﺎذا ﺳﺘﻨﺠﺢ ﺑـــــﺎرﻳـــــﺲ ﺣـــﻴـــﺚ ﻓـــﺸـــﻠـــﺖ اﳌـــــﺤـــــﺎوﻻت اﻷﺧﺮى؟ اﻟﺮد اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻫﻮ أن اﻟﻈﺮوف ﺗﺒﺪﻟﺖ وأﺻﺒﺤﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻮاءﻣﺔ وﻓﻲ ﺗــﻔــﺎﺻــﻴــﻠــﻬــﺎ أن ﺣــﻔــﺘــﺮ أﺻـــﺒـــﺢ أﻛــﺜــﺮ اﻧﻔﺘﺎﺣﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺣﺎﺗﻪ اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ وأن اﻷﺟﻮاء ﻟﺪى ﺑﻠﺪان اﻟﺠﻮار واﻷﻃﺮاف اﻷﺧــــﺮى أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻼءﻣــﺔ. ﻣــﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ ﻣــﺼــﺎدر دﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻴـﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗــﺤــﺪﺛــﺖ إﻟــﻴــﻬــﺎ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« أن اﻷزﻣــــــﺔ اﻟــﺨــﻠــﻴــﺠــﻴــﺔ ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ إﻟــﻰ »ﻋــــﺎﻣــــﻞ ﻣـــﺴـــﺎﻋـــﺪ« ﻟـــﻠـــﺤـــﻮار ﻛـــﻤـــﺎ أن وﺻـﻮل ﻣﺎﻛﺮون إﻟـﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ »وﺣـﺪ« اﳌﻮﻗﻒ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﳌﻨﻘﺴﻢ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﲔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻠﺴﺮاج واﻟـﺪﻓـﺎع اﻷﻗﺮب إﻟﻰ ﺣﻔﺘﺮ.