أزﻣﺔ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ وﺣﺠﻢ اﳌﺄﺳﺎة
ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﻨﻈﺮ اﳌــﺆرﺧــﻮن ﻓﻲ ﻳــﻮﻣــﻨــﺎ اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻲ إﻟـــــﻰ اﳌــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﺔ ﺑــﲔ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة وﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻣـﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﻳــﺴــﻤــﻌــﻮا أﺻــــــﺪاء ﺗــﺤــﺬﻳــﺮات وﺗــﻬــﺪﻳــﺪات ﺳـﺒـﻖ وأن ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺻــــﺮاﻋــــﺎت ﻓـــﻲ اﳌــــﺎﺿــــﻲ، واﻟــﺘــﻲ ﻏـــﺎﻟـــﺒـــﴼ ﻣــــﺎ أﺳــــﻔــــﺮت ﻋــــﻦ ﻋـــﻮاﻗـــﺐ ﻛﺎرﺛﻴﺔ.
ﻣــــﻦ ﻧـــﺎﺣـــﻴـــﺘـــﻪ، أﻋـــــــﺮب ﻣــــﺎرك ﺳـــﺘـــﻮﻟـــﺮ، اﳌــــــﺆرخ اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻲ واﻟﻌﺴﻜﺮي ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻴﺮﻣﻮﻧﺖ، ﻋـــﻦ اﻋــﺘــﻘــﺎده ﺑــــﺄن »أﺣــــﺪ اﻷﻣــــﻮر اﳌﺆﻛﺪة أﻧﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﺘﺎر اﻟﺤﺮب ﻛــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ، ﻓــﺄﻧــﺖ ﻻ ﺗــــﺪري ﻛﻴﻒ ﺳــﻴــﻨــﺘــﻬــﻲ اﻷﻣـــــــﺮ«. وﻳــﻨــﺒــﻐــﻲ أن ﻳـــﺪﻓـــﻊ ﻫـــــﺬا اﻟـــﻐـــﻤـــﻮض ﺻــﺎﻧــﻌــﻲ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺎت ﻟـﺘـﻮﺧـﻲ اﻟــﺤــﺬر اﻵن ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻊ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ.
ﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ، ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أن اﻟــﺤــﺮوب ﻏـﺎﻟـﺒـﴼ ﻣــﺎ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺧــﻄــﺎﺑــﺎت ﻋــﺪواﻧــﻴــﺔ وﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت ردﻳﺌﺔ. ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن، ﻳﺨﻔﻖ اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮك ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟــــﺮدع ﻋــــــﺪوان، ﻣـﺜـﻠـﻤـﺎ ﺣـــﺪث ﻓﻲ ﻣـﻴـﻮﻧـﻴـﺦ ﻋـــﺎم ٨٣٩١، إﻻ أﻧـــﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﺗﺸﺘﻌﻞ اﻟﺤﺮوب ﺟــﺮاء ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣـﻦ اﻷﺧــﻄــﺎء اﻟﺘﻲ ﺗــﺘــﻤــﺨــﺾ ﻋــــﻦ ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ ﻟــــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻳـﺮﻏـﺒـﻬـﺎ أﺣــــﺪ، ﻣـﺜـﻠـﻤـﺎ ﺣـــﺪث ﻓﻲ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ٤١٩١،
ورﺑﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﻟــــــــــﻰ اﳌـــــﺜـــــﺎل اﻷوﺿــــــــــﺢ ﻋــﻠــﻰ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﻔﺮ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﻟﺮدﻳﺌﺔ ﻋﻦ ﻛﺎرﺛﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ. وﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺮد ﺳﺘﻮﻟﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ أﺛﻨﺎء ﻟﻘﺎء ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻓـﺈن ﻛﻞ ﻃـﺮف ﺗﻮرط ﻓــﻲ ﻣــﻮﻗــﻒ ﻫــﺠــﻮﻣــﻲ، ﺑــﻨــﺎء ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻘﺎده ﺑﺄن أﻫـﺪاف ﺑـﻼده ﻳﻤﻜﻦ إﻧـــﺠـــﺎزﻫـــﺎ ﻋــﺒــﺮ ﺣـــــﺮب ﻗــﺼــﻴــﺮة، ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻧﺴﺒﻴﴼ.
إﻻ أن ذﻟــــــــﻚ ﺗــــﻤــــﺨــــﺾ ﻋــﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣـﻦ اﻷﺣـــﺪاث اﳌﺄﺳﺎوﻳﺔ: ﺑـﻌـﺪ اﻏــﺘــﻴــﺎل اﻷرﺷـــﻴـــﺪوق ﻓـﺮاﻧـﺰ ﻓﻴﺮدﻳﻨﺎﻧﺪ، ﻃﻠﺒﺖ اﻟﻨﻤﺴﺎ دﻋﻢ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﻓــــﻲ ﻣـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ ﺻــﺮﺑــﻴــﺎ، وﻋــﺮض اﻟﻘﻴﺼﺮ ﻓﻴﻠﻬﻠﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻐﺒﺎء »ﺷﻴﻜﴼ ﻋﻠﻰ ﺑـﻴـﺎض«. ﻓﻲ اﳌــﻘــﺎﺑــﻞ، ﺑـــــﺪأت روﺳـــﻴـــﺎ، ﺣﻠﻴﻔﺔ ﺻـــﺮﺑـــﻴـــﺎ، ﻓــــﻲ ﺗــﻌــﺒــﺌــﺔ ﻗـــﻮاﺗـــﻬـــﺎ، وردت أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﻗﻮاﺗﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى، وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﺛﻢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻋﺼﺮ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ، ﻓﺈن ﻋﻮاﻗﺐ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﻟــﺨــﺎﻃــﺌــﺔ ﺳــﺘــﻜــﻮن أﻛــﺜــﺮ ﻓــﺪاﺣــﺔ ﺑـﻜـﺜـﻴـﺮ، ﻟـﻜـﻦ ﻟـﺤـﺴـﻦ اﻟــﺤــﻆ ﺳـﺎد اﳌـــﻨـــﻄـــﻖ ﺣـــﺘـــﻰ اﻵن. ﻓــــﻲ ﻛــﺘــﺎﺑــﻪ »ﺧــــــﺪﻋــــــﺔ آﻳــــــــــــﻚ«، ﺷــــــــﺮح إﻳــــﻔــــﺎن ﺗـﻮﻣـﺎس أن اﻟﺮﺋﻴﺲ دواﻳــﺖ دي. أﻳﺰﻧﻬﺎور ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ اﻟﺘﻮرط ﻓــﻲ اﻟــﺤــﺮب اﻟــﻜــﻮرﻳــﺔ ﻋــﺎم ٣٥٩١، وﻛـــﺘـــﺐ ﻳـــﻘـــﻮل إﻧــــﻪ »ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻛــﺎن ﻳـﺨـﻔـﻖ اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﻮن واﻟــﻜــﻮرﻳــﻮن اﻟــﺸــﻤــﺎﻟــﻴــﻮن ﻓـــﻲ ﺗــﻘــﺒــﻞ اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟــــﻘــــﺎﺋــــﻢ، ﻛـــــﺎن اﻟـــﺪﺑـــﻠـــﻮﻣـــﺎﺳـــﻴـــﻮن اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﻮن ﻳــﻠــﻤــﺤــﻮن ﺑــﺼــﻮرة ﻋــﺎﻣــﺔ إﻟـــﻰ أن اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﺳــﺘــﻮﺳــﻊ ﻧــﻄــﺎق اﻟـــﺤـــﺮب ﻟﺘﻀﻢ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ«. أﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن أﻳﺰﻧﻬﺎور ﻛﺎن ﻳﻨﻮي ﺣﻘﴼ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ، ﻓﺘﺒﻘﻰ أﻣﺮﴽ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺠﺰم ﺑﻪ.
أﻗــــــﺪم أﻳــــﺰﻧــــﻬــــﺎور ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬه اﳌﺠﺎزﻓﺔ ﻣﺠﺪدﴽ ﻋﺎم ٨٥٩١، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻨﺤﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻧﻴﻜﻴﺘﺎ ﺧﺮوﺗﺸﻮف إﻧﺬارﴽ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻀﺮورة ﺳﺤﺐ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻗﻮاﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺮﻟﲔ. وأﻛﺪ أﻳﺰﻧﻬﺎور، اﻟﺬي ﻋﺮف ﻓﻲ اﻟﺪاﺋﺮة اﳌﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﺳﻢ آﻳﻚ، ﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻪ أﻧﻪ ﻣﻌﺎرض ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ. وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ وﺟﻪ اﻟﺪﻋﻮة إﻟــﻰ اﻟـﺰﻋـﻴـﻢ اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـﺎﺗـﻲ ﻟـﺰﻳـﺎرة اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة، وﻓـــﻲ أﻋـﻘـﺎب ﻋــﻄــﻠــﺔ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ أﺳـــﺒـــﻮع ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ﻗﻀﺎﻫﺎ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﺑﺮﻓﻘﺔ أﺣﻔﺎد اﻟﺮﺋﻴﺲ داﺧﻞ اﳌﺰرﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ، ﺗﺮاﺟﻊ ﺧﺮوﺗﺸﻮف ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ.
وﺗــﻌــﺘــﺒــﺮ أزﻣــــــﺔ اﻟـــﺼـــﻮارﻳـــﺦ اﻟــــﻜــــﻮﺑــــﻴــــﺔ ﻟـــﺤـــﻈـــﺔ اﻟـــــــــــــﺬروة ﻓــﻲ اﳌـﺠـﺎزﻓـﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺨﻄﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ. إﻻ أن ﻓﻴﻠﻴﺐ زﻳﻠﻴﻜﻮ، اﻟﺬي ﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻏﺮاﻫﺎم أﻟﻴﺴﻮن ﻓﻲ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎب »ﺟﻮﻫﺮ اﻟــــــﻘــــــﺮار« اﻟـــــــﺬي ﺗــــﻨــــﺎول أﺣــــــﺪاث ﺗـﻠـﻚ اﻟــﻔــﺘــﺮة، ﻳــﺮى أن اﻟـﻘـﺼـﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻏﻤﻮﺿﴼ ﻋﻦ اﻟﺴﺮد اﳌﻄﺮوح. ﻓﻲ ٧٢ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( ٢٦٩١، وﺟــــــﻪ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﺟﻮن إف. ﻛﻴﻨﻴﺪي إﻧـﺬارﴽ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﻟــﺨــﺮوﺗــﺸــﻮف ﻧـﺠـﺢ ﻓــﻲ ﺗﺠﻨﻴﺐ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ اﻟـﺤـﺮب. إﻻ أن ﻫـﺬا ﺟﺎء ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺧﺮوﺗﺸﻮف ﺗﺤﺬﻳﺮﴽ وﺟﻪ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ٣١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ﺿﺪ وﺿﻊ أﺳﻠﺤﺔ ﻧﻮوﻳﺔ ﻓـــﻲ ﻛـــﻮﺑـــﺎ. واﻟـــﺘـــﺴـــﺎؤل ﻫــﻨــﺎ: ﻫﻞ ﻛﺎن ﻛﻴﻨﻴﺪي ﺳﻴﻌﻠﻦ اﻟﺤﺮب ﺣﻘﴼ ﻟـﻮ ﻟـﻢ ﻳـﺘـﺮاﺟـﻊ ﺧـﺮوﺗـﺸـﻮف؟ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻟﻘﺪ أﺧﺒﺮ ﻗﺎﺋﺪﴽ ﺑﺎﻷﺳﻄﻮل اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ أﻧـــــﻪ ﻛـــــﺎن ﻳـــﻨـــﻮي ﺑــﺪء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ٠٣ أﻛﺘﻮﺑﺮ.
وﻳــﻜــﺸــﻒ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ ﻛــﻴــﻒ أن اﻟــــﺤــــﺮوب ﺗــﺘــﺪاﺧــﻞ ﻣﻊ اﻟــــﻮﻋــــﻮد واﻹﻧـــــــــــــﺬارات، ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ ﻳﺠﺮي اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻪ وأﺧﺮى ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﺘﺠﺎﻫﻞ ﻓﺤﺴﺐ، ﺣﺴﺒﻤﺎ أوﺿﺢ زﻳـــﻠـــﻴـــﻜـــﻮ. ﻋـــــﺎم ٦١٩١، ﺗــﻌــﻬــﺪت أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﺄن ﻏﻮاﺻﺎﺗﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻬﺎﺟﻢ ﺳﻔﻨﴼ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﺛﻢ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ، ﻣﺎ أدى ﻟﺠﺮ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة إﻟﻰ اﻟﺤﺮب. ﻋﺎم ٥٦٩١، ﺣﺬرت اﻟﺼﲔ ﻣﻦ أن وﻗﻮع ﻏﺰو أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻟﻔﻴﺘﻨﺎم اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺳﻮف ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺼﻴﻨﻲ، وﻇﻠﺖ اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ أﺳـﻔـﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺰوﻋﺔ اﻟـﺴـﻼح. ﻋــــــﺎم ١٩٩١، ﺣـــــــﺬرت اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ أﻧﻪ ﺣﺎل ﻋﺪم اﻧﺴﺤﺎب ﻗﻮاﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﻓﺈن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺳﺘﻬﺎﺟﻢ ﻗﻮاﺗﻪ. وﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻮن، وﻧﻔﺬت أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ ﺗــﻬــﺪﻳــﺪﻫــﺎ. وﻓـــﻲ ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻣﺎ ﺗــﺰال ﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻟﻴﻮم، أﻗﺪﻣﺖ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﻏـﺰو اﻟﻌﺮاق ﻋــﺎم ٣٠٠٢ ﺑــﻨــﺎء ﻋـﻠـﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﺳـﺘـﺨـﺒـﺎراﺗـﻴـﺔ زاﺋــﻔــﺔ ﻋــﻦ وﺟــﻮد أﺳﻠﺤﺔ دﻣﺎر ﺷﺎﻣﻞ.
واﻵن، ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻄﺒﻖ دروس اﻟــــﺘــــﺎرﻳــــﺦ ﻋـــﻠـــﻰ اﻷزﻣــــــﺔ اﻟــﺤــﺎﻟــﻴــﺔ ﻣــﻊ ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ؟ أوﻻ: ﺗــﺤــﻤــﻞ اﻟـــﺮﺳـــﺎﺋـــﻞ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻣﺤﻮرﻳﺔ. وﻣـﻊ وﺟـﻮد ﻫـﺬا اﻟﻘﺪر اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ، ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮن أن ﻳﻘﻨﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺈرﺳﺎل إﺷـــــﺎرات ﺑــﺎﻟــﻐــﺔ اﻟـﺤـﺴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺮب واﻟﺴﻼم ﻋﺒﺮ ﺗﻐﺮﻳﺪات ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ٠٤١ ﺣﺮﻓﴼ. ﺛﺎﻧﻴﴼ: ﺗﻮﺣﻲ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ أن اﻟــﺰﻋــﻴــﻢ اﻟـــﻜـــﻮري اﻟــﺸــﻤــﺎﻟــﻲ ﻛﻴﻢ ﺟﻮﻧﻎ أون ﻳﻤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻺﻗﺪام ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎزﻓﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺨﻄﻮرة. وﺗـــﺸـــﻴـــﺮ ﺗــــﻘــــﺪﻳــــﺮات ﻣـــﺴـــﺆوﻟـــﲔ أﻣﻴﺮﻛﻴﲔ إﻟﻰ أﻧﻪ أﺟﺮى أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٨ اﺧــﺘــﺒــﺎرﴽ ﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ وﻗـﻨـﺎﺑـﻞ ﻣــﻨــﺬ ﺻـــﻌـــﻮده إﻟـــﻰ ﺳـــﺪة اﻟـﺤـﻜـﻢ ﻋـﺎم ١١٠٢، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـــ٠٢ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ واﻟﺪه.
ﻫـــــﻞ ﻳـــﻤـــﻜـــﻦ أن ﻳــــﺒــــﺪي ﻛــﻴــﻢ اﺳـــﺘـــﻌـــﺪاده ﻳــﻮﻣــﴼ ﻣـــﺎ ﻟـﻠـﺘـﻔـﺎوض ﻣﻊ ﺗﺮﻣﺐ. ﺣﺘﻰ اﻵن، رﻓﺾ ﻛﻴﻢ ﺑﺎزدراء اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﺗﻬﺎ أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﺎ ﻟـــﻠـــﺘـــﻘـــﺎرب، واﺳـــﺘـــﺠـــﺎب ﻟــــﻠــــﺪﻋــــﻮات اﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻴــــﺔ ﻟــﻀــﺒــﻂ اﻟﻨﻔﺲ ﺑــﺈﺟــﺮاء ﺛـﻼﺛـﺔ اﺧﺘﺒﺎرات أﺧﺮى. ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻬﺎ، ادﻋﺖ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ أﻧﻪ ﻳﺘﺤﺮك اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ رﻏــﺒــﺘــﻪ ﻓـــﻲ اﻟــــﺪﻓــــﺎع ﻋـــﻦ اﻟــﻨــﻔــﺲ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟـــﺘـــﺪرﻳـــﺒـــﺎت اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﳌــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ ﻣــﻊ ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ.
* ﺧﺪﻣﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ«
ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت ﺗﺸﺘﻌﻞ اﳊﺮوب ﺟﺮاء ﺳﻠﺴﻠﺔ أﺧﻄﺎء وﺗﺘﻤﺨﺾ ﻋﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﻏﺒﻬﺎ أﺣﺪ