ﺿﻐﻮط ﺑﻴﺌﻴﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻨﻌﻲ اﻟﺴﻴﺎرات اﻷوروﺑﻴﲔ
ﻳــﻮاﺟــﻪ ﻣـﺼـﻨـﻌـﻮ اﻟــﺴــﻴــﺎرات ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻫﺠﻮﻣﴼ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎت ﺑـــﻴـــﺌـــﻴـــﺔ أﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻴــــﺔ، ﻓـــــﻲ ﻇـــــﻞ ﻣــﺎ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﻛﺒﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ إﺻﺪار اﻧﺒﻌﺎﺛﺎت ﺳﺎﻣﺔ، وﻳﺤﺬر ﺧﺒﺮاء ﻣـــــﻦ أن ﺑــﻌــﻀــﻬــﻢ ﻗـــــﺪ ﻳــﺘــﻌــﺮض ﻟــــﻌــــﻘــــﻮﺑــــﺎت ﻓـــــﻲ ﺣـــــــﺎل ﺗــﻬــﺮﺑــﻬــﻢ ﻣــﻦ ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺘـﻬـﻢ ﺗــﺠــﺎه ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗــﻜــﻨــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺎ ﺻــﻨــﺎﻋــﻴــﺔ ﺻـﺪﻳـﻘـﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ.
وﻳـــﻘـــﻮل ﻣــﻴــﺨــﺎﺋــﻴــﻞ ﻓـﻴـﻠـﺘـﻲ، اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻷﳌـﺎﻧـﻲ، إن ﺷﺮﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﺎرات ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﳌـــﻜـــﺎﻓـــﺤـــﺔ اﻧــــﺒــــﻌــــﺎﺛــــﺎت اﻟـــــﻐـــــﺎزات اﻟﺴﺎﻣﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺤﻘﻖ اﳌﺒﻴﻌﺎت اﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ، وﻫﺬا ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ.
وﻳﺸﻴﺮ ﻓﻴﻠﺘﻲ إﻟـﻰ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﻌﺎﺋﺪات اﳌﺤﻘﻘﺔ ﻣﻨﻬﺎ، ﺣﻴﺚ إن ٥٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﳌـﺎﻧـﻲ ﻣﺼﺪره ﺷﺮﻛﺎت »ﻓﻮﻟﻜﺴﻔﺎﻏﻦ« و»ﺑـﻲ إم دﺑﻠﻴﻮ« و»ﻣـﺮﺳـﻴـﺪس«. ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﻤﺜﻞ ﺷﺮﻛﺎت »رﻳﻨﻮ« و»ﺑﻴﺠﻮ« اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎرات ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﺗﻤﺎﻣﴼ ﺛﻘﻞ ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﻴﺎت« اﻹﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻴـــﺔ اﻟــﻌــﻤــﻼﻗــﺔ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟﻠﻨﺎﺗﺞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ.
وﺗـــﻌـــﻠـــﻴـــﻘـــﴼ ﻋــــﻠــــﻰ ﺗـــﺤـــﺮﻛـــﺎت ﻣـﺎرﻏـﺮﻳـﺒـﺖ ﻓـﺎﺳـﺘـﻴـﻐـﺮ، ﻣﻔﻮﺿﺔ اﻻﺗــــــﺤــــــﺎد اﻷوروﺑـــــــــــــــﻲ، اﳌــﻌــﻨــﻴــﺔ ﺑـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﺔ اﳌــــﻨــــﺎﻓــــﺴــــﺔ اﻟــــﺮاﻣــــﻴــــﺔ إﻟـــــﻰ ﻓــﺘــﺢ ﻣــﻠــﻒ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﺿـﺨـﻢ ﺑﺨﺼﻮص ﺗــﺠــﺎوزات ﻣﺎرﺳﺘﻬﺎ ﺷﺮﻛﺎت إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻴﺎرات اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، ﻳﺸﻴﺮ اﻟﺨﺒﻴﺮ إﻟﻰ أن اﳌﻔﻮﺿﺔ ﻫﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﲔ.
وﻗـﺮرت ﻓﺎﺳﺘﻴﻐﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـــﺤـــﺎﺿـــﺮ أن ﺗــﻐــﺾ اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻋـﻦ ﺗــــــﺠــــــﺎوزات ﻋـــﻤـــﺎﻟـــﻘـــﺔ اﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ ﺷــﺮﻛــﺎت »ﻣـﺮﺳـﻴـﺪس« و»ﻓﻮﻟﻜﺴﻔﺎﻏﻦ« و»ﺑﻲ إم دﺑﻠﻴﻮ« اﻷﳌــــــﺎﻧــــــﻴــــــﺔ، وﺧــــﺼــــﻮﺻــــﴼ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺘﲔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺘﲔ »ﺑـــــــــــﻮرش« و»آودي«. وﺗـــﺄﺗـــﻲ ﺗــﺤــﺮﻛــﺎت اﳌــﻔــﻮﺿــﻴــﺔ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ ﺑـﻌـﺪ ﺛــﻼﺛــﺔ أﻋـــﻮام ﻋـﻠـﻰ ﻓﻀﻴﺤﺔ »دﻳﺰل ﻏﻴﺖ« اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﺷﺮﻛﺔ »ﻓـﻮﻟـﻜـﺴـﻔـﺎﻏـﻦ« اﻟـﻌـﻤـﻼﻗـﺔ داﺧــﻞ ﻗـــﻔـــﺺ اﻻﺗــــﻬــــﺎم ﻟــﻜــﻮﻧــﻬــﺎ زورت اﺧــﺘــﺒــﺎرات اﻧــﺒــﻌــﺎﺛــﺎت اﻟــﻐــﺎز ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻛﺎﺗﻬﺎ.
ﻓــــﻲ ﺳــــﻴــــﺎق ﻣـــﺘـــﺼـــﻞ، ﺗــﻘــﻮل ﻟـﻴـﺰا آﻳﺸﻨﺒﺮﻏﺮ ﺧﺒﻴﺮة ﺗﺴﻮﻳﻖ اﻟﺴﻴﺎرات ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت إن اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﻜﺒﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﺟﻤﺎﻟﻴﻬﺎ إﻟــﻰ ٤ ﻣـﻠـﻴـﺎرات ﻳـﻮرو ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺗﻤﻠﺼﻬﺎ ﻣــﻦ ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺤﺮﻛﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺤﺮﻛﺎت ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ.
وﻫــــــﻲ واﺛــــﻘــــﺔ ﺑــــــﺄن ﻋــﻤــﺎﻟــﻘــﺔ إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻴﺎرات ﻓﻲ أوروﺑـﺎ ﻣﺜﻞ »ﻣــﺮﺳــﻴــﺪس« ﻳـﺘـﺨـﺒـﻄـﻮن اﻟــﻴــﻮم ﺑـﲔ ﻧﻮﻋﲔ ﻣـﻦ اﻷزﻣــﺎت اﻟـﺤـﺎدة. ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻷوﻟــــﻰ ﻓــﻲ ﻋــﺪم ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﻌـــﺜـــﻮر ﻋــﻠــﻰ ﺣـــﻞ ﻧــﻬــﺎﺋــﻲ ﻟﺴﻴﺎراﺗﻬﻢ اﳌﻠﻮﺛﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ، ﻓﻬﻨﺎك ﻣﻼﻳﲔ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﺰل اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻮاﺻـﻞ ﺗﻠﻮﻳﺚ اﻟــﻬــﻮاء ﻓﻲ اﻟــﻘــﺎرة اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ. وﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ اﻟﺘﻠﻮﻳﺚ ﺑﻄﺮاز اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ إﻧﻤﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪة أﻳﻀﴼ. ﻓﺎﻷﺧﻴﺮة ﺗﻔﺮغ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻧﺴﺒﺔ ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻨﻴﺘﺮوﺟﲔ، وﻫﻮ ﻏـﺎز ﺳـﺎم ﻟﻠﺒﺸﺮ وﻣﻀﺮ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ، أﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ ﻣﺮات ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ اﳌﻘﺒﻮﻟﺔ.
أﻣﺎ اﻷزﻣﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺘﺘﻤﺤﻮر ﺣــــﻮل اﻧـــﻬـــﻴـــﺎر أﺳــــــﻮاق ﺳـــﻴـــﺎرات اﻟــــﺪﻳــــﺰل اﻷوروﺑــــﻴــــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗﺒﺪو ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ.