اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻤﺎﺋﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮ ﺗﻮﺟﻬﺎت ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺗــــﺘــــﺴــــﻢ ﺷــــــــﺮﻛــــــــﺎت اﻷﻋــــــﻤــــــﺎل اﻟــﺘــﺠــﺎرﻳــﺔ ﺑـﻨـﻈـﺮة ﻣـﺘـﻔـﺎﺋـﻠـﺔ ﺣـﻴـﺎل اﻟــﻔــﺮص اﳌـﺘـﺎﺣـﺔ أﻣـﺎﻣـﻬـﺎ، ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺤﺠﻢ ﻃﻠﺐ اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ واﻟﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﻮاﺗﻴﺔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻤﺪ أﻳﻀﴼ إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗـــــﺰاﻣـــــﻨـــــﴼ ﻣــــــﻊ اﻟــــﺘــــﺄﺛــــﻴــــﺮ اﻟـــﺴـــﻠـــﺒـــﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ، وذﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ اﻻﺳﺘﺒﻴﺎن اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑــﻨــﻚ »اﺗــــﺶ إس ﺑــﻲ ﺳـــﻲ« واﻟـــﺬي اﺳﺘﻬﺪف ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٠٥٨ ﺷﺮﻛﺔ.
ﻓﻘﺪ ﻋـﺒـﺮ ﻣـﺎ ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ )٨٧ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ( ﻋـﻦ ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ إزاء ﺑـﻴـﺌـﺔ اﻟــﺘــﺠــﺎرة، ﻟـﺘـﺮﺗـﻔـﻊ ﻫـﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ٦٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ راﺑﻄﺔ دول ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ آﺳﻴﺎ، و٢٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـﻲ، وذﻟﻚ وﻓﻘﴼ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ رﺻﺪ ﺣﺎﻟﺔ ٤٣ ﺳﻮﻗﴼ ﺗﺠﺎرﻳﺔ.
وﻳﺘﻮﻗﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ )٥٣ ﻓــﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ( أن ﻳﻜﻮن اﻻﺳـﺘـﻬـﻼك اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ ﻫﻮ اﻟــﺪاﻓــﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ وراء ﻧﻤﻮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﻘــﺒــﻞ، ﻣــﻊ ﺗـﺮﻛـﻴـﺰ ﻧـﺤـﻮ ٣٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت ﻋﻠﻰ اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ، وﺗــﺮﻛــﻴــﺰ ٢٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺰﻳﺎدة ﻛﻔﺎء ﺗﻬﺎ أو ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎت وﺧﺪﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة.
وﻟـــــﻜـــــﻦ ﻓــــــﻲ اﻟــــــﻮﻗــــــﺖ ﻧـــﻔـــﺴـــﻪ، ﻳﻼﺣﻆ أن اﻷﺟﻮاء اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ آﺧﺬة ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﺪ، ﻣـﻊ اﻋﺘﻘﺎد ٣٦ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـﻦ ﺷـﺮﻛـﺎت اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺳﺘﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻻﻗـﺘـﺼـﺎداﺗـﻬـﺎ اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ، ﻣــﺎ ﻳﺸﻜﻞ زﻳـــــﺎدة ﺑـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻧـﻘـﻄـﺘـﲔ ﻣـﺌـﻮﻳـﺘـﲔ ﻣــﻘــﺎرﻧــﺔ ﻣــﻊ اﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ اﳌـﺴـﺠـﻠـﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ ﻋﺎم ٨١٠٢.
وﻳــﻌــﺰى اﻟﺴﺒﺒﺎن اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺎن اﻟـــــﻜـــــﺎﻣـــــﻨـــــﺎن وراء ﻋـــــــــﺪم ﺗـــــﻔـــــﺎؤل ﺷـــﺮﻛـــﺎت اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﺘــﺠــﺎرﻳــﺔ ذات اﻟــﻨــﻈــﺮة اﻟــﺴــﻠــﺒــﻴــﺔ ﺣـــﻴـــﺎل ﻓـﺮﺻـﻬـﺎ إﻟــﻰ اﻟﺘﻌﺮﻓﺎت اﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ واﻟـﻨـﺰاع اﻟـــﺘـــﺠـــﺎري اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ - اﻟــﺼــﻴــﻨــﻲ، وذﻟـــــﻚ ﺑـﻨـﺴـﺒـﺔ ١٣ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻟﻜﻼ اﻟــــﺴــــﺒــــﺒــــﲔ. ﺣــــﻴــــﺚ ﺗــــﻤــــﺜــــﻞ ﻛــﻠــﻔــﺔ اﻟـﺘـﻌـﺮﻓـﺎت اﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ ﻣـﺼـﺪر ﻗﻠﻖ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻧﻈﺮة ﺳﻠﺒﻴﺔ )٠٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﻳـﻤـﺜـﻞ اﻟـــﻨـــﺰاع اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻣـــــﻊ اﻟـــــــﻮﻻﻳـــــــﺎت اﳌــــﺘــــﺤــــﺪة ﻣـــﺼـــﺪر اﻟــﻘــﻠــﻖ اﻷﻛــــﺒــــﺮ ﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺎت اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟــــﺘــــﺠــــﺎرﻳــــﺔ ﻓـــــﻲ اﻟــــﺼــــﲔ وﻫـــﻮﻧـــﻎ ﻛـــﻮﻧـــﻎ )٥٦ و٣٥ ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ(. وﻳﺸﻜﻞ اﻟﺴﻴﺎق اﻷوﺳﻊ ﻟﻠﺘﻮﺗﺮات اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺼﺪر اﻟﻘﻠﻖ اﻷﺳـﺎﺳـﻲ ﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻦ روﺳــﻴــﺎ )٦٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، وأﳌﺎﻧﻴﺎ )٩٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، وﺗﺮﻛﻴﺎ )٦٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(.
وﺗــﻌــﺒــﻴــﺮﴽ ﻋـــﻦ ﻫــــﺬه اﻟــﺸــﻜــﻮك، ﺗـﻘـﻮم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ ﺷـﺮﻛـﺎت اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻔﺮص اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج. وﻋﻨﺪ ﺳــﺆاﻟــﻬــﺎ ﻋـــﻦ اﻷﻫــــــﺪاف اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ ﻟـــﻠـــﻨـــﻤـــﻮ اﻟـــــﺘـــــﺠـــــﺎري اﳌــﺴــﺘــﻘــﺒــﻠــﻲ، اﻧﺨﻔﻀﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺷـﺮﻛـﺎت اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟــﺘــﺠــﺎرﻳــﺔ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ذﻛــﺮت اﻷﺳﻮاق اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻣﻦ ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ ﻫـﺬا اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ٨١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺣــﺎﻟــﻴــﴼ، واﻧـﺨـﻔـﻀـﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺷــﺮﻛــﺎت اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ذﻛــﺮت آﺳﻴﺎ ﻣـﻦ ٣٤ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ إﻟــﻰ ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﺗﺖ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ٤٤ إﻟﻰ ٤٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻓـــــﻲ ﻧـــﻔـــﺲ اﻟــــﻮﻗــــﺖ، ﺗـﺨـﻄـﻂ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺄﻧﺸﻄﺔ ﺗـﺠـﺎرﻳـﺔ ﺿـﻤـﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﺎ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺜﻼث أو اﻟﺨﻤﺲ اﻟﻘﺎدﻣﺔ، ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥ ﻧﻘﺎط ﻣﺌﻮﻳﺔ إﻟﻰ ٨٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻄﻠﻊ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟــﺸــﺮق آﺳــﻴــﻮﻳــﺔ إﻟـــﻰ اﻟــﺼــﲔ ﻋﻠﻰ وﺟـــــــﻪ اﻟــــﺨــــﺼــــﻮص ﻛــــﺴــــﻮق ﻧــﻤــﻮ ﻣـﺴـﺘـﻘـﺒـﻠـﻲ، ﻓــﻲ ارﺗـــﻔـــﺎع ﺑـﻨـﺴـﺒـﺔ ٤ ﻧﻘﺎط ﻣﺌﻮﻳﺔ إﻟﻰ ٦١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻗـــــﺎل ﻧــﻮﻳــﻞ ﻛـــﻮﻳـــﻦ، اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺘــﻨــﻔــﻴــﺬي ﻟــﻠــﺨــﺪﻣــﺎت اﳌــﺼــﺮﻓــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرﻳـــﺔ اﻟـــﻌـــﺎﳌـــﻴـــﺔ ﻟـــــﺪى »إﺗــــﺶ إس ﺑـــﻲ ﺳـــــﻲ«: »ﻻ ﺗـــــﺰال ﺷــﺮﻛــﺎت اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺗﺘﺤﻠﻰ ﺑﻨﻈﺮة ﺗﻔﺎؤﻟﻴﺔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻠﻤﺢ إﻟﻰ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺄن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻤﺎﺋﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪر ﻗﻠﻖ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﺤﺪ ﻣﻦ إﻗــﺒــﺎﻟــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ اﻟــﻨــﻤــﻮ ﻣﻦ ﺧــﻼل اﻟــﺘــﺠــﺎرة اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ. وﺗﺘﻄﻠﻊ ﺑـﻌـﺾ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت إﻟــﻰ اﻟـﺪاﺧـﻞ ﺑﺤﺜﴼ ﻋـﻦ اﻟــﻔــﺮص، وﺗـﻌـﺪل اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻬﺎ وﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﻟـــﻠـــﻤـــﺤـــﺎﻓـــﻈـــﺔ ﻋــــﻠــــﻰ ﺗـــﻜـــﻴـــﻔـــﻬـــﺎ ﻣــﻊ اﻟﻈﺮوف اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ... ﻫﺬا وﻧﺘﻮﻗﻊ أن ﺗــﻠــﻌــﺐ وﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻟـﺘـﻜـﻨـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺎ واﻟــــﺘــــﺤــــﻮل اﻟــــﺮﻗــــﻤــــﻲ واﻟـــﺒـــﻴـــﺎﻧـــﺎت دورﴽ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﴼ ﻣﻬﻤﴼ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻤﻜﲔ ﺷـﺮﻛـﺎت اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ وﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ واﻟــﻮﺻــﻮل إﻟــﻰ اﳌـﺰﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟﻌﻤﻼء اﻟﺠﺪد وﺧﻔﺾ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ«.
ﻛﻤﺎ ﻳﺒﲔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋـــﻠـــﻰ ﻧـــﺼـــﻒ ﺷــــﺮﻛــــﺎت اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ )١٥ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ( ﺗﺘﻮﻗﻊ أن ﺗـــﻌـــﻮد اﺗـــﻔـــﺎﻗـــﻴـــﺎت اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرة اﻟــــﺤــــﺮة ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﺑـــﺎﻟـــﻔـــﺎﺋـــﺪة ﻋـﻠـﻰ ﻣـــﺪى اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻟــﺜــﻼث اﻟـﻘـﺎدﻣـﺔ ﻓــــــﻲ ﺣـــــــﺎل ﺗــــــﻢ ﺗـــﻄـــﺒـــﻴـــﻘـــﻬـــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻠــﺪاﻧــﻬــﺎ وﻗـــﻄـــﺎﻋـــﺎت أﻋــﻤــﺎﻟــﻬــﺎ. وﺗـــﺤـــﻈـــﻰ اﺗـــﻔـــﺎﻗـــﻴـــﺎت اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرة اﻟﺤﺮة ﺑﺎﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺿﻤﻦ اﻷﺳﻮاق اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮل ٠٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣــﻦ ﺷــﺮﻛــﺎت اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ إن ﻟــــﻬــــﺬه اﻻﺗــــﻔــــﺎﻗــــﻴــــﺎت ﺗـــﺄﺛـــﻴـــﺮا »إﻳــﺠــﺎﺑــﻴــﺎ«، ﻣــﻘــﺎرﻧــﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٤ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ ﺷـــﺮﻛـــﺎت اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ.
وﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻫـﺬا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ أﻳـــﻀـــﴼ ﻓــــﻲ اﻟــــﺘــــﺼــــﻮرات اﳌــﺘــﺼــﻠــﺔ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة. ﻓﻔﻲ ﺣﲔ ﺗـﺒـﺪي ﺷــﺮﻛــﺎت اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ آﻳﺮﻟﻨﺪا )١٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة )٤٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، وﺳــــﻨــــﻐــــﺎﻓــــﻮرة )٠٤ ﻓـــــﻲ اﳌـــــﺎﺋـــــﺔ(، واﻟــــﺼــــﲔ )٧٣ ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ( ﻗـﻠـﻘـﻬـﺎ ﺣﻴﺎل اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻣﺰاوﻟﺔ اﻷﻋﻤﺎل، ﻓﺈن ﻧﻈﻴﺮاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان ﻣﺜﻞ ﻓﻴﺘﻨﺎم )٥٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، وﺗـﺎﻳـﻼﻧـﺪ )٣٤ ﻓـﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ(، واﻟﻬﻨﺪ )٩٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، واﻹﻣــﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة )٧٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ( ﺗﺮى أن ﻫﺬه اﻷﻧــﻈــﻤــﺔ ﺳـــﻮف ﺗــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ ﻗـﺪرﺗـﻬـﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ.
وﻋـــﻨـــﺪ اﻟــﻨــﻈــﺮ إﻟــــﻰ ﻣــﺤــﺮﻛــﺎت اﻟـــﻨـــﻤـــﻮ اﳌــــــﻮﺟــــــﻮدة ﺿـــﻤـــﻦ ﻧــﻄــﺎق ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ اﳌﺒﺎﺷﺮة، ﻓﺈن اﻷوﻟﻮﻳﺎت اﻟـــﻘـــﺼـــﻮى ﻟـــﻠـــﺸـــﺮﻛـــﺎت ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــﺪار اﻟﺴﻨﺘﲔ اﳌﻨﺼﺮﻣﺘﲔ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ أﺳﻮاق ﺟﺪﻳﺪة )٨٢ ﻓـﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ(، وﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎت أو ﺧﺪﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة )٥٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﲔ اﻟﻘﺎدﻣﲔ، ﻓﺈن اﻷوﻟﻮﻳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ١٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻫـﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﺴﻮق، ﻳــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻣــــﺒــــﺎﺷــــﺮة اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺰ ﻋــﻠــﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﻬﺎرات وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ٩٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ.
وﻫـﻨـﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ دور ﻣﺤﻮري ﻟﺘﻠﻌﺒﻪ. ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻛﻞ ﺧﻤﺲ ﺷﺮﻛﺎت )٢٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ( ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓـــــــﻲ ﺗـــــﻄـــــﻮﻳـــــﺮ وﺳـــــــﺎﺋـــــــﻞ اﻟـــﺒـــﺤـــﺚ واﻟــﺘــﻜــﻨــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺎ ﺧـــــﻼل اﻟــﻌــﺎﻣــﲔ اﳌﺎﺿﻴﲔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ﺗﻠﻚ اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت )٥٧ ﻓـﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ( إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻣﻦ أﺟـﻞ ﺗﺤﺴﲔ ﻣـﺮدود أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ، ﻓﻲ ﺣﲔ أن ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ رﺑــﻊ ﺗﻠﻚ اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت )٦٢ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ( ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺳﺒﺒﴼ رﺋﻴﺴﻴﴼ ﻻﺧﺘﻴﺎر أﺣﺪ اﳌﻮردﻳﻦ ﺑﻌﺪ اﻋﺘﺒﺎر ﻛﻠﻔﺔ وﻧﻮﻋﻴﺔ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻪ.