Okaz

ال بد من صنعاء

- سعيد السريحي Suraihi@gmail.com

... والــطــري­ــق إلــى صـنـعـاء ال يمكن أن تـقـود إلـيـه املــفــاو­ضــات، كلما فشل منها شوط استأنفوا شوطا جديدا منها، وإنما تقود إليه تلك الدبابات التي تفك الحصار عن تعز وأولئك املقاتلون الذين يقفون على مشارف صنعاء وتلك القاذفات التي تدك معاقل الحوثيني. جربت الحكومة اليمنية أن تتخذ من الحوار وسيلة لكفكفة أطماع الحوثيني فانتهت إلــى إطــاحــة الحوثيني بها واحــتــال العاصمة واالستياء على مؤسسات الـدولـة والسيطرة على أسلحة الجيش، وجــربــت السلطة الــحــوار معهم ثـانـيـة وثـالـثـة ورابــعــة فـمـاطـلـو­ا ما وسعتهم املماطلة وتاعبوا ما أمكنهم التاعب حتى إذا ما استجمعوا قواهم واستطاعوا مللمة شعثهم نفضوا أيديهم من الحوار وقلبوا طاولته في وجه من يحاورهم وعادوا يرفضون األسس التي ينبني عليها أي حوار يمكن أن يفضي إلى حل يتمثل في استعادة الشرعية في اليمن. وإذا ما تمعنا في املابسات والظروف التي يتم طرح مبادرات الحوار فيها كــان لنا أن نتوجس منها ريبة ذلــك أنــه كلما تمكنت القوات الشرعية من تحقيق انتصارات في أرض املعركة ومالت كفة النصر لها تم طـرح املـبـادرا­ت وتعالت الـدعـوات للحوار وكأنما الهدف من وراء ذلك التعجيل بهدنة هدفها املعلن توفير أجواء مائمة للحوار وهدفها املضمر توفير فرصة للحوثيني وقوات علي عبدالله صالح تلتقط أنفاسها وتعيد موضعة قـواتـهـا وتتلقى مــزيــدا مــن الدعم الخارجي لها. وإذا كــان مـحـادثـات الكويت الـتـي امـتـدت ألكـثـر مـن ثـاثـة أشـهـر قد انتهت برفض الحوثيني ألي حل وتنكبهم القبول لكافة أسس الحوار سواء تمثلت في قرار األمم املتحدة أو مخرجات الحوار الوطني أو مبادرة دول مجلس التعاون واملضي بعد ذلك في تعنت أشد وذلك برفض ورقة األمم املتحدة التي أعقبت فشل تلك املحادثات، إذا كان ذلــك كـذلـك فكيف يمكن للحوار أن يشق طريقا إلــى صنعاء ويقف بديا ملا تنجزه الدبابات واملدافع، التي ال يعرف الحوثيون وسيلة غيرها، في أرض املعركة؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia