«آي باد» الوزارة.. هدية في الوقت املناسب!
«آي بـاد» وزيـر الصحة السابق كان كافيا قــبــل نــحــو ثــــالث ســـنـــوات لــتــهــدئــة خاطر رهـــام وقــت تسلم الــجــهــاز الــلــوحــي الذكي هدية معتبرة من أكبر مسؤول في الصحة وقتذاك بـادر بزيارتها في املستشفى بعد عملية نقل الــدم املـلـوثـة. اعتبر الكثيرون هــديــة الــوزيــر مـحـاولـة اعــتــذار أو تطييب خاطر للطفلة التي كانت تبهرها األلوان وألــعــاب الفيديو، غير أن مضي السنوات بمرضها وتعافيها، حمل للصغيرة التي شبت عن الطوق إلى سنن النضح، هموما أكثر من الجهاز اللوحي، إذ لم تنجح هدية الـــوزارة فـي تضميد جــراح والـديـهـا، وظل هـاجـس املـــرض الخطير وآثــــاره املــريــرة ال يغيب عن بال والد رهام وأمها. فتضاعفت املـرارة، حن أقرت الصحة بخطئها وربما استعدادها لدفع مبلغ نصف مليون ريال تـعـويـضـا للطفلة الــتــي قـبـلـت «اآلي باد» قـبـل أن يــبــادر محاميها بطلب مضاعفة الـتـعـويـض مــن «آي بـــاد» 500و ألـــف إلى ســتــة أرقــــــام، مــســنــودا هـــذه املــــرة بتقارير طبية أكدت األضرار الجسيمة التي سكنت منزل رهــام وأسـرتـهـا.. هــذه األضـــرار التي صاحبت رهام الصبية التي كانت سعيدة بضفائرها حن نقلوا لها الدم امللوث حتى أصبحت اليوم فتاة كاملة النضج تتأهب بصبر وعناد للوقوف أمام ساحات العدالة تطالب بحقها.. واسـتـعـادة عافيتها التي سلبتها أيـــادي اإلهــمــال والـسـهـو والخطأ غير املقصود. رهــام، التي تحتفظ بهدية وزارة الصحة حتى الـيـوم، في ذاكرتها، تلك الليلة التي حقنت بالدم املـلـوث، ولـم تعد تعبأ كثيرا الـيـوم بالجهاز اللوحي الــالمــع، إذ تتابع الــيــوم عـبـر «آي بـــاد» مــن الـجـيـل الخامس آخــــر تــعــلــيــقــات املــتــعــاطــفــن مـــع قضيتها الــــعــــادلــــة.. لــيــس فــــي مـــقـــدورهـــا مواجهة الــــــــوزارة الــعــتــيــقــة وإمــكــانــاتــهــا الوفيرة، إذ أوكــلــت املـهـمـة ملـحـامـيـهـا، غـيـر أنــهــا ما زالـــت تـعـيـش الــدهــشــة.. كـيـف لـــــوزارة مثل الصحة تملك كـل هــذه اإلمـكـانـات الوفيرة أن «تغلط» وتسهو لتصيبها في ماضيها ومستقبلها.. ثم تعتذر لها بهدية قبلتها بحبور وسعادة حن كانت طفلة وتسخر منها بعدما فارقت أيـام الطفولة بسنوات ثالث؟