Okaz

إعالميون في الرحالت امللكية!

-

محاضرة طريفة للراحل محمد عبده يماني رحمه الله، وزير اإلعالم السعودي السابق، من ثالثة أجزاء، حكى فيها عـن املـلـك خـالـد رحـمـه الـلـه، ومــن طريف روايـــاتـ­ــه أن املــلــك خــالــد رفـــض طــلــب يــاســر عرفات وبعض الزعماء العرب، أن يحلفوا على باب الكعبة من أجل الوحدة والتضامن، حينها رد امللك: «تبي تكذبون بأيمانكم في بيت الله!! كفاية األيمان اللي برا»! أعـــادنــ­ـي هــــذا املـــوقــ­ـف إلــــى مـــذكـــر­ات يــمــانــ­ي املهمة املمتعة: (أيامي)، حيث روى قصة أول وفد إعالمي يصحب ملكًا سعوديًا، وحـني جـاء رؤســاء التحرير للمطار تفاجأ امللك خالد وقال له: «يا معالي الوزير نحن لم نتعود أن نصطحب معنا أحدًا في الزيارات امللكية». ذهــب الـوزيـر إلــى األمـيـر فهد، ولــي العهد، واسـتـغـرب هــو اآلخـــر، وحـسـم األمــر مــع املـلـك خالد، الــذي ابتسم وعــرف اإلحـــراج الــذي وقــع فيه يماني، بسبب مـبـادرٍة لم تــدرس، خالصتها إدخــال رؤساء التحرير مع الوفود امللكية. والـذي بات تقليدًا منذ ذلك الوقت. يــروي الــراحــل يماني حـكـايـاٍت لـه مـع املـلـك سلمان، عندما كان أميرًا للرياض، الذي حمى التلفزيون من مداهمات عــديــدة، مـن بعض املتشددين تــارة، ومن بعض املوتورين العاديني تارة أخرى، وفي ليلة تم تهديد وزارة اإلعالم باالقتحام، حينها اتصل األمير سلمان بيماني، وطمأنه أن «الوضع تحت السيطرة»، ومن الغد قال له امللك مازحًا: «الحمد لله حميناكم البارحة من اقتحام الوزارة»، ليجيب يماني ضاحكًا: «يا طويل العمر احنا كلنا في الدبرة». أجريت مع يماني حوارًا في «إضاءات»، كان ًمضيئًا وصريحًا، تمسك بالتصوف ووجد فيه راحة نفسية عميقة، لكنه قال إنه يجب أن ال يكون تصوفًا خارجًا عن الكتاب والسنة، بعيدًا عن البدع. كـان قريبًا مـن امللك خـالـد، ويـحـدث أن يخلو خالدا بخيمته في البرية لوحده ليقرأ القرآن، وكان املدعو دائمًا إلى خيمته الخاصة، في لحظة أوراده وقرآنه، هو محمد عبده يماني، رحمهما الله جميعًا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia