«هجر الزوجة» ُيعيد مدمنًا إلى الطريق الصحيح
لـم يكن أمـامـه خـيـار غير التعافي من اإلدمــــــان بــعــد شـــعـــوره بــالــذنــب تجاه والــدتــه وأســرتــه الـصـغـيـرة، خصوصا بعد أن هجرته زوجته وأخذت أطفالها إلى منزل ذويها، فعانى أحمد األمرين ولــم يتحمل املــوقــف، فـذهـب إلــى مركز الــــرعــــايــــة والـــتـــأهـــيـــل بــجــمــعــيــة كفى للتوعية بأضرار التدخني واملخدرات في جدة للتعافي من اإلدمان. ويــــــــــروى أحــــمــــد (ثــــالثــــيــــنــــي) قصته بــالــقــول: «أدمـــنـــت املـــخـــدرات فأهملت عملي ووالــدتــي الــتــي رعـتـنـي وعانت مــن أجــلــي، بــل وسببت القلق والحزن لــزوجــتــي وأطـــفـــالـــي، فــزوجــتــي كانت تسيل دمـوعـهـا كلما رأتــنــي وأطفالي يـخـتـبـئـون مـنـي ويــتــظــاهــرون بالنوم حتى ال أراهـــم، بـل أصبحوا يتبولون ال إراديًا وهم نائمون خوفًا مني، وفي نهاية املطاف هجرتني زوجتي وأخذت األطــفــال معها ومنعتني أسـرتـهـا من رؤيتهم واسترجاعهم». وأضاف «بعد أن التحقت بمركز الرعاية والـتـأهـيـل وحـظـيـت بـالـعـالج الدوائي والـنـفـسـي، لــم تتغير حـيـاتـي وحسب، بــل أدخــلــت الـــســـرور عــلــى كــل املقربني مني، ففرحة أمـي بتوبتي ال توصف، وزوجتي عادت للمنزل وأطفالي باتوا ال ينامون إال في حضني، فالحمد لله أن يسر لنا في هذا البلد املبارك أمثال جمعية كفى واملستشفيات املتخصصة لعالج األدمان قبل فوات األوان». من جهته، أكد مدير عام جمعية كفى في منطقة مكة الدكتور صالح بن محمد الشيخ، أن مركز الرعاية والتأهيل الذي انطلق منذ عـامـني يـحـوي الـعـديـد من القصص الحزينة التي حـول أبطالها نهاياتها إلــى سعيدة، بعد التحاقهم بـاملـركـز وتــركــوا رفـقـاء الـسـوء والبيئة الـسـلـبـيـة الــتــي كــانــوا يـعـيـشـون فيها، مشيرًا إلى أن املركز عالج حتى اللحظة 500 شخص، يقام لهم برنامج متكامل على مدى العام، منها رحالت اعتكاف إلى املدينة املنورة، وتمكينهم من أداء فريضتي العمرة والحج.