احلسبة بني األخالق «والتسييس»!
معظم األمــور التي نمارسها يوميًا هـي مـن الحسبة بــاملــعــنــى الــحــقــيــقــي... رعـــايـــتـــك ألبـــنـــائـــك، وتعليمك لــهــم... شــرح بعض مـا يستغلق عليهم... التبليغ عن املخالفات فـي الـشـارع للبلدية أو الـشـرطـة... مكافحة الغش الـتـجـاري، ومالحقة مهربي املــخــدرات... سحق اإلرهـــابـــيـــن... تــطــويــر االقـــتـــصـــاد... دفـــع عـجـلـة عمل الدفاع املدني... كل هذه أعمال هي من صميم الحسبة بمفهومها األصلي! القارئ لتاريخ هذا املفهوم كما في كتاب مايكل كوك، (األمر باملعروف والنهي عن املنكر في الفكر اإلسالمي)، يجد أن مفهوم الحسبة ضخم «سياسيًا»، حيث تحول مــع الــصــراعــات والــفــن إلــى ســـوط يـسـتـخـدم مــن أجل أغراض تخدم حزبًا سياسيًا معينًا، وإال نعرف مفهوم الحسبة لدى النبي عليه الصالة والسالم، والذي كان يــنــاصــح الــنــاس بــشــؤون مــنــزلــهــم، وحــقــوق خدمهم ويكافح العنصرية بن الصحابة، وينهى عن الغش باملحالت ومواقع التجارة. الــحـســبــة أكــبــر مـــن صـــوت مــســيــس يـطـمـح إلـــى هدف سياسي ال ديني، إنها مفهوم مدني، يجب أن نفعله بالشارع، والدكان، واملدرسة، واملؤسسة!.