السبيعي عّراب الساحة.. «ذاك كل الناس ما تاصل مداه»
النسخة الخليجية إلعالم الشعر الشعبي من «ميردوخ»، يراه الكثيرون «عراب» جيلي الثمانينات والتسعينات من الشعراء، إعـــالمـــي يـتـبـعـه الـــشـــعـــراء، وشـــاعـــر ال يحب اإلعـــالم، أنيق فـي كتابة النصوص، رغم شح ما يكتب، وكأن ناصر السبيعي قال بيته: والــــزعــــل قــلــت الـــزعـــل مـــاهـــو ملـــن مثلي بضاعة وانــت بعضك يــا رفـيـق «العمر» يكفي عن جميعك بـحـدود شهرة جــاوزت خليج العرب وشط بحرها األحمر، وبـــاســـم ارتـــبـــط مــنــذ نحو ثـــــالثـــــة عـــــقـــــود بالشعر، وبـــــقـــــصـــــائـــــد وأغـــــنـــــيـــــات ســامــرت الـعـشـاق وربــتــت عـلـى كتوفهم كـثـيـرا، اسـتـطـاع مـعـد صفحة الشعر النبطي فـي صحيفة السياسة الكويتية، ناصر السبيعي، أن يصنع مجلة املختلف نجاحا واسـمـا وامـبـراطـوريـة، والـتـي بدورها وصلت بالشاعر الـذي ال يخجل من تبنيه لـ «الشللية» في الصحافة الـشـعـريـة، إلــى صـنـاديـق اقــتــراع مجلس األمــة الكويتي مــرتــن، وإلى التغزل بكف من تطرب للغناء يقول ذات نار وبرد: تـــــــــــهــــــــــز يـــــــــــــدهـــــــــــــا كــــــــــــــــل مــــــــــــــــا هـــــــــــــزهـــــــــــــا الــــــــفــــــــن
وتــــــــهـــــــــتـــــــــز كـــــــــــــل الـــــــــخـــــــــلـــــــــق مـــــــــــــن هـــــــــــــز يــــــدهــــــا لـــــــــــــــوال مــــــخــــــافــــــتــــــهــــــا عــــــــلــــــــى الـــــــــــنـــــــــــاس تــــنــــجــــن
مــــــــــــا تـــــــكـــــــتـــــــفـــــــي فـــــــــــــي هـــــــــــــز يـــــــــــدهـــــــــــا وحـــــــــدهـــــــــا
وعـلـى الـرغـم مـن إحـسـاس الـشـاعـر الـطـاغـي عليه، والـظـاهـر مـن خالل انتقائيته للشعراء الـذيـن تبنتهم مجلته «املختلف» منذ ثمانينات القرن املاضي، والذين يرى أنه صنعهم نجوما ليصنعوه، وليشاركوه نجاحات مهرجان الشعر األشـهـر فـي الخليج العربي «هــال فبراير» كالشعراء هالل املطيري، رشيد الدهام، سعد علوش، حامد زيد، محمد جـارالـلـه الـسـهـلـي، ورفـــاق دربـــه الــذيــن واكــبــوا مـرحـلـة تـأسـيـس مجلة املختلف سليمان املانع والراحل مساعد الرشيدي، نايف صقر، وفهد عـافـت، الـذيـن تمكنوا حينها مـن التغلب على منافستهم األبــزر ذلك الحن «الغدير» بعد انضمام األمير بـدر بن عبداملحسن لكوكبتهم، ودعمه لهم، إال أن عراب الشعر الشعبي الحديث ظهر للمتابع ملسيرته الـشـعـريـة واإلعــالمــيــة، كـشـاعـر وإعــالمــي ال يـحـب اإلعــــالم، وقــلــيــال ما يتعاطى معه. وبمنتوج شعري شحيح مقارنة بعمره العملي في الساحة الشعرية، تمكن ناصر السبيعي من حفر العديد من قصائده وأبياته في ذاكرة املتلقي، واستطاع أن يخلد اسمه في عالم الشعراء مع من صنع من نجوم، يقول: قــــــــــــــــــال لــــــــــــــو حــــــــبــــــــيــــــــت غــــــــــــيــــــــــــرك وش تـــــــقـــــــول قــــــــــــلــــــــــــت أحــــــــــــــــــــــــــــــــــاول قـــــــــــــــــد مـــــــــــــــــا أقـــــــــــــــــــــــــــــدر أمــــــــنــــــــعــــــــك قــــــــــــــــــــــــــال لــــــــــــــــــو عـــــــــــــيـــــــــــــت تـــــــــــــــطـــــــــــــــاوعـــــــــــــــك الـــــــــــحـــــــــــلـــــــــــول قـــــــــــــلـــــــــــــت احـــــــــــــــبــــــــــــــــه يـــــــــــــــــــا بـــــــــــــعـــــــــــــد عــــــــــــــــمــــــــــــــــري مــــــعــــــك ولم يكتف السبيعي بتخليد اسمه بكتابة قصائد نبطية يداحم بها كتوف فحول الشعراء بالساحة الشعرية فحسب، بـل جــاوز ذلــك إلى الــعــزف عـلـى قــلــوب محبيه، بـالـحـبـال الـصـوتـيـة ألشــهــر املـطـربـن في الخليج، وذلك من خالل كتابته ألشهر األغاني العاطفية ومنها«تعال وما بقى لي يوم»، وأغنية «انتهينا» التي اظهرت حجم الجنون الذي يكتب به السبيعي الشعر العاطفي اململوء بالدهشة يقول: ياللي عشانك قمت امللم رفاتي واثــــــــــــــــــــــــــــــرك غـــــــــــــديـــــــــــــت بـــــــــدنـــــــــيـــــــــتـــــــــي صـــــــــــــحـــــــــــــوة املـــــــــــــــوت كـــــــــــنـــــــــــت الـــــــــــــغـــــــــــــريـــــــــــــق وكــــــــــــــنــــــــــــــت قــــــــــــــــــــــــــــارب نــــــــجــــــــاتــــــــي انــــــــــــقــــــــــــذتــــــــــــنــــــــــــي لــــــــــــكــــــــــــن عــــــــــــلــــــــــــى لـــــــــــــــــــــــــوح تــــــــــــابــــــــــــوت
ويبقى ناصر السبيعي بتجربة اإلعالمية والشعرية الناجحتن، مميزا في طريقة كتابته للقصيدة وتعامله مع اإلعالم وتصدير النجوم،إال إنــه ال يخفي شـعـوره بـالـخـذالن مـن غالبية الـشـعـراء الـذيـن أسـهـم في تصديرهم للساحة، وكأنه بهذه النبرة التي تشكو الجحود يستحضر ماضيه الذي قال فيه عن حاضره وكأنه يراه: يـــــــــــــــســـــــــــــــألـــــــــــــــونـــــــــــــــي ويــــــــــــــــــــــــــــــن هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذاك الـــــــــــــــهـــــــــــــــوى ذاك راح ولـــــــــــــــــفـــــــــــــــــه املــــــــــــــــــــاضــــــــــــــــــــي بـــــــــــــــــــــــــــرداه ذاك عـــــــــشـــــــــنـــــــــا فـــــــــــــــــي ضــــــــــــــيــــــــــــــاء نــــــــــــــــــــــــــــوره ســـــــــــوى ذاك كــــــــــــــــــل الــــــــــــــــــنــــــــــــــــــاس مــــــــــــــــــا تـــــــــــــــاصـــــــــــــــل مــــــــــــــــــداه