فرقنا والفقيه واملتمزر 2-1
غــاب (قــائــد) عــن الـقـريـة فــوق الـشـهـريـن، انتشر نـسـوة من الــقــريــة فـــوق األجــنــحــة، وأســـطـــح املـــنـــازل يــتــرقــن إطاللة التاجر الجوال. قالت غالية لجارتها رحمة: الله يصيبه، والـلـه لنبزته بعشرة ريـــال، كما عـن الجمل ليشتري لي كحال وقماش سنت. ردت رحمة: «وأنا يخته خذت خمسة ريال من كمر الشيبة ليقضي لي لبانًا، ووطى فينا شيبتنا قــصــة عــشــان خـمـسـة الـــجـــن». تــداخــلــت جــارتــهــمــا الثالثة علياء: «أنــا أعطيته بنجرتي الذهب يبيعها، وياهب لي واحــــدة أكــبــر مـنـهـا، ضــاقــت عـلـى ذراعــــــي». عـلـقـت غالية: «والـلـه مـا عـاد تسع مـن جواليق التمر اللي تسرين طول الليل تفقعن وتبلعن». تضاحكن وأكفهن على جباههن يترقن الوافد. صبيحة يـــوم الـخـمـيـس ورجــــال الــقــريــة فــي الــســوق، أطل (قائد) من طرف القرية يحمل بقشته، يرتدي ثوبًا أبيض، وقبعة مطرزة، ويحزم وسطه بكمر، فيما تلمع الكحلة في أهـــداب عينيه، وتـفـوح مـن جـسـده رائـحـة عطر الريفدور، خرج املوصيات ملالقاته عند أول باب يضع بقشته عليه، سلمن عليه، قالت إحداهن: «وشبك أحويت علينا يا ِعْربي أحصيناك مـا عــاد بتجي»، تبسم مـن قولها ورد: «والله ما أتخلف عنكن لو كان سيف اإلمـام فوق رقبتي، جزعت يم البالد وتفقدت العيال، وصمت معهم رمضان، وثاني العيد حركت مع سائقي الشاحنات». بــدأ يـسـلـم مــا أمــن مــن لـوازمـهـن بـصـوت عــال «غـالـيـة هذا قماشك وكحلك»،رحمة «لبانك الشحري»، علياء «بنجرتك الذهب عيار خمسة وعشرين قضيتها والله من باب اليمن والــشــاهــد ربـــي واحــــد ال غـــيـــره»، وصـــل صـــوت فــرقــنــا مع النساء إلـى أذن الفقيه املـرابـط في الخلف، سمع الضحك والــدردشــة، فأطل برأسه ونــادى: «يـا قائد إذا انتهيت من الحرائر مرنيه قيل عندي». أنــهــى قــائــد جـولـتـه عـلـى الـقـريـة وســلــم األمــانــات ألهلها، واسـتـعـد بـتـأمـن وصــايــا جــديــدة، وانــخــرط عـلـى الفقيه، صب له القهوة وقدم له التمر، وبدأ يتنشده عن النسوان اللي شرين منه، وبخبث ما يخفى على قائد كان يحاول مــعــرفــة ســـر ارتـــيـــاح نــســاء الــقــريــة لــقــائــد، ومـــن هـــي اللي ضحكت بصوت عال، ومن هي اللي غمزت، واللي دقته في جنبه، كان قائد متحفظًا في ردوده. للمقالة بقية.. علمي وسالمتكم.