«—UH ådD
أولـئـك الـذيـن كانت أصـواتـهـم قبل ثاثن عاما تلعلع مـن على املنابر وال تتورع عن التشكيك في انتماء كثير من أبناء الوطن واتهامهم بالتﺂمر ضده ووصفهم بأنهم من «زوار السفارات»، أولئك الذين كانوا يوهمون الناس أنهم هم وحدهم من هداهم الله إلى الحق، وهم وحدهم من يعملون لصالح املجتمع، وهم وحــدهــم الـــقـــادرون عـلـى كـشـف الـحـقـائـق وفــضــح أعــــداء الباد، أولـئـك الــذي أسـسـوا للتشدد ورصـفـوا الطريق للفكر اإلخواني كي يعشش بيننا ويفرخ كذلك، أولئك الذين ال نسمع اليوم لهم صوتا، وإذا ما تجرأ أحدهم على الظهور في وسائل اإلعام فإنما لكي يروج لنوع من العطور وبعض أصناف األطعمة واألشربة، وليس ببعيد من أن نجد بعضهم ذات يوم يروج دعاية ملابس النوم، ولن يكون مشهدهم آنذاك بأكثر «فضائحية» من صورهم واجتماعاتهم ولقاء اتهم في قطر مع من كشفت الوثائق تورطهم في تعزيز الفكر املتطرف ودعم الجماعات اإلرهابية. أولئك الذين ينتظر املجتمع منهم كلمة اعتذار عن تاريخ لهم غير مجيد وال نظيف مع أبناء الوطن، تاريخ لم يتركوا فيه تهمة لم يلصقوها بأبناء الوطن، أولئك الذين مثلوا على الناس أدوار الدعاة والوعاظ واملصلحن عليهم اآلن أن يتبرأوا من تاريخهم ومن عاقاتهم ومن زياراتهم التي ال تخلو من شبهة ما دامت زيـــــارات لـبـلـد مـشـبـوه يجمعهم خـالـهـا بــرجــال تــــدور حولهم الشبهات. أولئك الذين ال يصدق عليهم إال وضع «اعمل نفسك ميت» عليهم أن يخرجوا عن صمتهم وعن مسرحية الدعايات واإلعانات ال لكي يتبرأوا مما جنوه فحسب، وإنما لكي يكشفوا ما كان يدور بن رؤوس الفتنة في قطر.