Okaz

‪jÝË_« ‚dA « n{«uŽË ‚«—Ë_« jKš‬

-

كلما الح ضوء في آخر نفق الشرق األوسط املظلم، تفجرت قضية جــديــدة تــربــك الـحـسـابـ­ات وتـخـلـط األوراق وتــعــود بـنـا إلــى نقطة الصفر، فال نعرف مـن مع مـن، وال مـن ضد مـن، وال أحد يعرف كم ستصمد هذه الصداقات أو تلك العداوات. فتارة تكون املوجة دينية وتارة تكون مذهبية أو طائفية وأخرى قبائلية أو فكرية أو أيديولوجية وفي كل مرة ومع كل قضية جديدة، تتوالد مواقف جديدة وتتشكل محاور جديدة تقسم املقسم وتـجـزئ املـجـزأ وصــوال ألهــداف إقليمية ودولـيـة تبدو مخيفة ومرعبة لحجم التعتيم على أهدافها والتي قد تصل إلى تقسيم الجغرافيا سياسيًا بما ينسجم مــع أدوار جــديــدة وواقـــع جـديـد تــفــرزه يوميا الــصــراع­ــات املـيـدانـ­يـة فــي مناطق الصراع ضد اإلرهاب. لـيـس دفــاعــا عــن اتـفـاقـيـ­ة سـايـكـس بـيـكـو، والــتــي شــارفــت عـلـى نـهـايـتـه­ـا، فهي التي قسمت البالد العربية جغرافيا وأعـاقـت وحدتها السياسية كسائر األمم والحضارات والثقافات، فضال عما تسببت به اتفاقية سايكس بيكو من ظلم ملــن فــوق األرض ومــا تـحـت األرض، لـكـن النسخة الــجــديـ­ـدة مــن سـايـكـس بيكو التي يتم تسريبها والتعبير عنها بانتظار الشرق األوسـط الجديد تعمل على تحريك السكان وتغيير الجغرافيا كي يفضي إلى تشكيل كيانات سياسية قزمية بمقاسات العوملة ومصالح قوى إقليمية ودولية. عــلــى مــا يــبــدو ونــظــرا لـحـجـم هـــذا الــهــدف الـكـبـيـر والــضــخـ­ـم واملــتــع­ــدد املواقع والجوانب، يتم استخدام نظرية خلط األوراق كثيرا فيما يدور في منطقتنا من أحداث ومواقف. وخلط األوراق في علم السياسة نظرية تهدف إلرباك الرأي العام بحيث يحار هذا الـرأي العام في فهم األهـداف التي يتم العمل عليها فتتداخل عليه النوايا والغايات والوسائل ويتداخل األصدقاء واألعداء. ويلعب اإلعــالم دورا محوريا في تطبيق هذه النظرية وممارستها على أوسع نطاق، خاصة مع اإلعالم الجديد ووسائل التواصل االجتماعي والتي ينخرط بها شرائح وفئات شتى من املجتمعات على حساب الحقيقة غالبا وسط ضباب كثيف مـن التضليل وعــدم الـوضـوح بـالـرؤيـة، مـا يتسبب بتشظي املـواقـف إلى عشرات ومئات القناعات وتشرذم الرأي العام بدال من تبلوره سواء على أساس سني شيعي، أو سني سـنـي، أو على أســاس أولــويــا­ت التنمية أو األمــن وعلى أساسات كثيرة من االهتمامات واملخاوف والتطلعات بني الشعوب واملجتمعات والـتـي ال تنتهي وال تتبلور إال بعد أن تــزول العاصفة وبعد أن تضع الحرب أوزارها. كان آخر تلك العواصف، تلك العاصفة التي ضربت العالقات الخليجية خالل األيام القليلة املاضية بني اململكة واإلمـارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، والتي أصبحت تهدد أهم تجمع عربي في تحقيق األمن والتنمية، خالفا لكل التجمعات العربية التي قامت خالل الثالثني سنة مع قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ومن دون شك كان هناك العديد من األعاصير والعواصف التي ضربت العالقات العربية العربية فيما مضى حول العديد من القضايا وبالتحديد منذ االحتالل األمريكي للعراق وحتى نشوب أحداث ما بات يعرف بالربيع العربي، بعضها أصبح يهدد وجود الدولة نفسها، خاصة مع توسع وتوالد املنظمات اإلرهابية مدعوما بالفكر التكفيري املتطرف. ينظر العالم إلــى منطقة الخليج العربي مـن منظور اقـتـصـادي بحت دون أي اعتبار للبعد الحضاري واإلنساني والقيمي، وذلك من منطلق أن املنطقة واحدة من أهم مصادر الطاقة في العالم بما تمتلكه من مخزون للبترول وهـذا ليس عيبا، لكن الطبيعي واملنطقي هو أن منطقة الخليج مناطق العالم حيث الحضارة واإلنسان والتنمية. من هنا تأتي أهمية الحفاظ على ما حققته دول الخليج من إنجازات تنموية، ومـن هنا تأتي الحاجة املاسة لبقاء واستمرار مجلس التعاون لــدول الخليج العربية، فهو الضمانة لحفظ الــتــواز­ن بـني دول املنطقة، وهــو األســاس لحفظ الهوية العربية لدول مجلس التعاون الخليجية واملهددة بالكثير من املخاطر والتحديات. من هنا، نتوجه لﻺخوة في قطر بـأال تكون بعض سياساتهم سببا في تمزق هـذا الكيان العربي الـذي حقق الكثير من اإلنـجـازا­ت وال يـزال أمامه الكثير من الفرص والتحديات، والكفيلة بأن تحقق املزيد من طموحات هذه الدول سياسيا واقتصاديا وثقافيا. ليس عيبا أن تقدم دولة تنازال لصالح مجموعة من دول يضمها كيان سياسي واقتصادي وثقافي أكبر وأشمل، فكما هو معلوم هذا ليس زمن الدول إنه زمن التكتالت االقتصادية واالتحادات السياسية بني الدول. إن ما يجمع شعوب دول الخليج العربية أكبر وأعمق مما يفرقها، وإن طموحات الشعوب أكبر مما تحقق بكثير، رغم أهمية اإلنجازات التي تحققت، فيكفي الحروب التي تعاقبت على هذه املنطقة والتي أعاقت كثيرا من طموحات دول املجلس. نتمنى أن نستيقظ غدا أو بعد غد على خطوة من األشقاء في قطر تعيد املياه ملجاريها بإيمان راسخ بأن مجلس التعاون ليس إطارا سياسيا فحسب، لكنه نموذج للنجاح في العمل املشترك اقتصاديا وثقافيا وسياسيا حاضرا ومستقبال. كما أننا على ثقة بأن الجهود التي تقوم بها الكويت الشقيقة لن تذهب أدراج الرياح، ألن التحديات كبيرة، لكن فرص النجاح أكبر، شريطة توفر اإلرادة و اإلدارة. ال تختلف عن الكثير من

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia