Okaz

األمـن واألمـان واإليـمـان

-

وبدأنا العشر األواخر فحديثي هذا اليوم عن أعمال العشر األواخر، التي لها أهمية خاصة عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولهم فيها هدى خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصا فيها على الطاعة التي أمر بها الله عز وجل في كتابه: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم»، فالعشر األواخر فيها حرص على طاعة الـثـاث مـن ضمنهم أولــو األمــر وهـو مليكنا املـفـدى خــادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده األمني األمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الوفي األمير محمد بن سلمان، حفظهم الله وأبقاهم ذخـرا وخيرا بهم نرفه باألمن واألمــان واإليـمـان، هذه ثـاث كلمات نسمعها ونقرأها وننعم بها ونعيشها كل يـوم ولكن كم منا يعرف كيف نحصل ونستمر ونطمئن بوجودها. إن هاجس األمن يوقظ األمم واملجتمعات اإلنسانية في تاريخها كله وذلك ملا لـه مـن أهمية فـي حياتها واسـتـقـرا­رهـا، وال يتأتى االسـتـقـر­ار للفرد واملجتمع إال تحت مظلة األمـــن. فــإذا كــان الـفـرد خائفا أو املجتمع مهددا في أمنه فإن الطمأنينة واالستقرار لن يتوفرا وبالتالي تحدث األزمات وما يترتب عليها من الشقاء والبؤس والقلق والحرمان. وال يتأتى للفرد أن يسهم في بناء أمته حضاريا، وال يستطيع املجتمع أن ينتج حضارة ويزاول فعالياتها إال في جو من األمن وبحبوحة االستقرار؛ من أجل ذلك كان األمن املنطلق والغاية في حياة األفراد واملجتمعات. وعندما يأتي الحديث عن األمــن في بلدنا اآلمــن فإن الشخصية األولــــى الـــذي رفــع رايــتــه واسـتـظـل بـظـالـهـا الشخصية األولى التي يعود الفضل بعد الله إليه هو امللك عبدالعزيز طيب الله ثراه؛ فقد ظهر نجمه في سماء الوطن وأضاء طالعه حياة األمة. وكــان طالع السعد والسعود متزامنا مـع ظـهـوره وانـتـصـار­ه حيث عـادت لألمة بشخصيته املوهوبة وبحظه السعيد وحدتها. وجدد توحيدها، وكان عهده نقطة تحول في تاريخ األمة الحديث؛ انتقلت به من حـال إلـى حـال ومـن طـور إلـى طـور آخـر؛ انتقلت من الفوضى الــضــارب­ــة، ومـــن الــضــيــ­اع والــتــمـ­ـزق والــشــتـ­ـات، ومـــن الـفـقـر والجهل واملرض والخوف إلى األمن واالستقرار والنظام والوحدة والتوحيد والطمأنينة عـلـى مـسـتـوى الــفــرد وعـلـى مـسـتـوى املـجـتـمـ­ع، وانتقل شعب اململكة العربية السعودية من طور الركود واالنحطاط الفكري، والتخلف الحضاري إلـى طـور النهوض والتقدم والعلم واملعرفة، والتنمية الشاملة في كافة امليادين واألصعدة. وللمرء أن يتساء ل عن الركيزة األساس التي قام عليها هذا الصرح الشامخ األغر «الوطن»، وعن تلك املظلة التي تظله لينعم باألمن واألمان واإليمان وبالخير ويهنأ بالسعادة والراحة والرفاهية، إنها أسئلة كثيرة. يأتي األمن واألمـــان واإليــمــ­ان جـوابـهـا األول. األمــن لكي ينتج املــواطــ­ن، األمان لكي يستقر املواطن، اإليمان لكي تنبعث من نعمته األمـة وتنبعث حضارتها. وإذا كان هذا األمن راسخا وال شك برسوخ أسسه الثابتة العميقة تلك األسس التي تمخضت في مؤسسات حضارية متقدمة فــي أطــرهــا الـثـاثـة األمـــن واألمــــا­ن واإليــمــ­ان، فــإن لتلك األســـس وما انبثق عنها عظيم األثر في االستقرار والتنمية الشاملة التي تظهر في مظاهر عدة من أهمها الوحدة الوطنية ومن ثم التقدم الحضاري باعتباره أحد املكاسب املباشرة لألمن وقد تحقق هذا التقدم املذهل كنتيجة مباشرة وثمرة حلوة لألمن واألمان واإليمان.

للتواصل ((فاكس ))0126721108

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia