Okaz

°AEAE×U K 5¹oeuF ‪« iFÐ …d−¼ sŽ‬

- د. ﺻﺪﻗﺔ ﻳﺤﻴﻰ ﻓﺎﺿﻞ sfadil50@hotmail.com

سبق أن اقترحت على مقام وزارة الخارجية، بالتعاون مع الجهات الحكومية األخــرى املختصة، القيام بدراسة علمية شاملة لظاهرة إقـامـة أعــداد كبيرة مـن املواطنني السعوديني، إقامة دائمة أو شبه دائمة، في بعض الــدول املجاورة، وغيرها... تمهيدا التخاذ السياسات املناسبة التي تحقق املصلحة العامة لبالدنا، واملصالح املشروعة لهؤالء املهاجرين. أمــا أهــم مــبــررات مقترحي هــذا، فيمكن تلخيصها فيما يـلـي: كبر عدد هؤالء. إذ يقدر البعض عددهم بأكثر من مليون شخص (وذلك يشكل نسبة عالية من مجموع سكان اململكة السعوديني، قد تصل إلى أكثر من 5٪ من مجموع السكان)، وعدم وجود معلومات كافية عن هؤالء، وعن ظروفهم املعيشية. حيث إن بعضهم يواجه مشكالت ال حصر لها. إضافة إلــى: ضــرورة التمهيد لرعاية مصالح هؤالء، وحــفــظ حــقــوقــ­هــم، بـشـكـل أفــضــل، واســتــمـ­ـرار تــواصــلـ­ـهــم مــع بلدهم األصــلــي. وبـالـطـبـ­ع، يجب أن ال يتمخض عن الـــدراسـ­ــة والــســيـ­ـاســات أي خـــرق لحقوق اإلنسان، وخاصة حرياته املشروعة، ومن ذلــك احـتـرام رغبة كـل إنـسـان فـي اإلقامة املشروعة حيث شاء. كان ذلك قبل حوالى الــعــام. ومــا زلـنـا فـي انـتـظـار نتائج هذه الــدراســ­ة، الـتـي قيل إن وزارة الخارجية تـقـوم بـهـا فــي الــوقــت الــحــاضـ­ـر، ومــن ﺛم عمل ما يجب عمله. *** وهذه الـوزارة قـادرة على إجـراء الدراسة العلمية املطلوبة في وقت قصير نسبيا، عبر تكليف معهد األمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسي­ة بالقيام بـهـا، إن رأت ذلــك مناسبا. وهــذا املعهد، بما يـمـلـكـه مــن إمــكــانـ­ـات، وكــــادر بـحـثـي مـتـمـيـز، يـعـتـبـر بـمـثـابـة املركز الرئيس ألبـحـاث السياسة الخارجية السعودية، أو ‪)Think Tank(‬ وزارة الخارجية السعودية. وبعد إنهاء الـدراسـة املطلوبة، يمكننا معرفة ما يجب اتخاذه من سياسات وإجراءات تجاه هذه الظاهرة، تستهدف خدمة املصلحة العامة للبالد، وتقديم أكبر خدمة ممكنة لهؤالء الهاجرين األعــزاء. وبالنسبة للعدد املقدر للمهاجرين، فقد قلت إنـه قرابة املليون ينتشرون في عـدة دول عربية وغير عربية. وقد يكون العدد أقل أو أكثر قليال. وقد ذكر السيد الدكتور عبدالله دحــالن، في مقال له نشر في هذه الصحيفة بعنوان «أوقـــاف لفقراء السعوديني فـي املهجر» (عكاظ: العدد ،18117 االحـد 3 / 4 / ،م2016 ص )17 إنـه: «أشــارت إحدى اإلحصائيات غير الدقيقة أن هناك حوالى مليوني سعودي، يقيمون خــارج وطنهم السعودية، ودون اإلشـــارة لألسباب والــظــرو­ف التي دفعتهم للعيش خــارج وطـنـهـم، إال أنـهـا حقيقة». ﺛـم مضى قائال: «الحقيقة األصعب واألشد مرارة هي أن الظروف املعيشية لبعضهم، أو بعض أبنائهم، صعبة جدا، وقاسية». ﺛم طالب بإنشاء وزارة خاصة للمهاجرين السعوديني... وإنشاء أوقاف، يصرف ريعها للمحتاجني الكثر منهم...! (الدراسة املطلوبة ستبني الحقائق املعنية). وهــنــا، أضــم صـوتـي للزميل الـكـريـم، مــؤكــدا أن الــظــروف املعيشية لبعض هـؤالء صعبة وقاسية. ولكنني ال أرى إقامة وزارة مستقلة وقـائـمـة بــذاتــهـ­ـا، لـرعـايـة هـــؤالء املـهـاجـر­يـن. يكفى االهــتــم­ــام األوفر لوزارة الخارجية واألجهزة الحكومية األخرى بهؤالء.

كــمــا كــتــب الـــدكـــ­تـــور دحـــــالن مـــقـــاا­ل آخر عــن ذات املــوضــو­ع، وفــى ذات الصحيفة (عكاظ: العدد ‪7/19 ،18495‬ / 8341هـ، ‪/4 /16‬ ،م2017 ص )15 ذكـــر فــيــه أن: «هــنــاك أكــثــر مــن ﺛــالﺛــة مــاليــني سعودي وسعودية مهاجرون خارج الوطن...». كما طـالـب: «بإنشاء جهاز مستقل، أو وزارة، أو هــيــئــة عـــامـــة، تــهــتــم بــشــؤن املغتربني السعوديني...». إن العدد كبير نسبيا، ونسبة لعدد السكان السعوديني، كما أشرنا. أما هذه الظاهرة فتستحق االهتمام والدراسة، من قبل وزارة الخارجية أو غيرها، حتى ولو كان العدد مئة ألف فقط...؟! فغني عن القول أن الدراسة املطلوبة حيوية ومهمة... خاصة بالنسبة لألمن الوطني، وللمصلحة العامة السعودية، وأيضا ملصلحة كل املعنيني. بل إن الــدراســ­ة املوضوعية ألى أمــر يجب أن تسبق أي سياسات تجاهه. واألهــم أن تتخذ، على ضـوء استنتاجات هـذه الــدراســ­ة، السياسات واإلجراءات املناسبة والالزمة التي تضمن تحقيق األهداف السامية لهذه الـدراسـة، وفـي مقدمتها: خدمة املواطن السعودي، أينما كان. وسنتحدث عن ما يجب عمله تجاه الهجرة االستيطاني­ة في املقال القادم بإذن الله.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia