4 نوفمبر.. «كسر عظم» إيران
تـــــضـــــرب الـــــحـــــزمـــــة الــــثــــانــــيــــة من الـعـقـوبـات األمـريـكـيـة عـلـى إيران، املـــــقـــــررة فــــي الـــــرابـــــع مــــن نوفمبر الــجــاري، قـلـب االقـتـصـاد اإليراني مــن خــالل إعــــادة صــــادرات طهران مــن الـنـفـط والـــغـــاز إلـــى «الصفر»، األمــر الــذي سـيـؤدي إلــى مـزيـد من االنهيار في العملة املحلية، ومنع تدفق رأس املال األجنبي للبالد. وال شــك أن مــا تــواجــهــه إيــــران من تـــــدهـــــور مــــتــــزايــــد فــــي االقتصاد واألوضـــــــــــــاع الــــداخــــلــــيــــة سيؤدي فــي نـهـايـة املــطــاف إلـــى عـزلـهـا عن العالم، وهو ما تسعى إليه اإلدارة األمـــريـــكـــيـــة عــبــر إستراتيجيتها الـــــــجـــــــديـــــــدة الـــــــرامـــــــيـــــــة إلــــــــــى شـــــل اقــتــصــادهــا املــعــتــمــد عــلــى النفط، ومـــن ثــم إجــبــارهــا عـلـى الخضوع والـتـخـلـي عــن بـرنـامـجـهـا النووي والباليستي، وإيقاف تدخالتها في سورية واليمن ولبنان والعراق. ويــعــتــقــد مــراقــبــون ســيــاســيــون أن تـــــزامـــــن الــــعــــقــــوبــــات مـــــع تصاعد حــــدة اإلضـــرابـــات واالحتجاجات وارتفاع األسعار والبطالة وتزايد مــعــدالت الـفـقـر، مــن شـأنـه أن يدفع الــــنــــظــــام اإليــــــرانــــــي إلــــــى اإلذعــــــــان والتوجه نحو تغيير سياساته في املنطقة والعالم، وإن لم يفعل فإن مـصـيـره سـيـكـون بـيـد شعبه الذي أيقن أن نظام «والية الفقيه» ينهب أمواله وثرواته لينفقها على دعم وتــمــويــل الــتــنــظــيــمــات اإلرهابية وزعــــزعــــة األمــــــن واالســــتــــقــــرار في املنطقة والعالم. ومن هنا، فإنه يتعني على النظام الـــحـــاكـــم فـــي طـــهـــران أن يـــــدرك أن ســـاعـــتـــه قــــد حــــانــــت، وأن الخطر يحدق به من كل جانب، وأن الكرة باتت في ملعبه، فإما أن يعدل من سـلـوكـه ويــوقــف إرهـــابــه، وإال فإن مصيره إلى زوال.