Trending Events - Future Report
أزمات الثقة:
تراجع النخب التقليدية في انتخابات لكسمبورج
تعـد "دوقيـة لكسـمبورج" نموذجـاً للـدول الملكيـة البرلمانيـة التـي يتميـز نظامهـا الانتخابـي بالتمثيـل النسـبي، ممـا يجعـل الائتلافـات الحزبيـة هـي المهيمنـة علـى تشـكيل الحكومـات المتتابعـة، ومـن المرجـح أن تشـهد الانتخابـات التشـريعية المقـررة فـي 20 أكتوبـر 2017 تنافسـاً محتدمـاً بيـن الأحـزاب الرئيسـية فـي ظـل تراجـع ثقــة المواطنيــن فــي الأحــزاب المشــاركة فــي الائتــلاف الحاكــم، وتصاعـد تأييـد حـزب الشـعب الاجتماعـي المسـيحي، الـذي تتوقـع اســتطلاعات الــرأي أن يقــود الائتــلاف الحكومــي المقبــل بعــد الانتخابــات.
اأولاً: النظام الانتخابي في لوك�سمبورج
وفقـاً للمـادة 51 مـن دسـتور لوكسـمبورج، فـإن النظـام السياسـي للدولــة ديمقراطــي برلمانــي تعــددي، وعلــى مــدار تاريــخ النظــام السياسـي فـي لكسـمبورج تتابعـت الحكومـات الائتلافيـة، حيـث قـام أحـد الحزبيـن الكبيريـن فـي الدولـة وهمـا: "الحـزب الاجتماعـي" LSAP(،) و"حــزب الشــعب الاجتماعــي المســيحي" ،)CSV( بتشــكيل الحكومــة بالائتــلاف، إمــا مــع حــزب الخضــرDéi( Gréng) أو مــع الحــزب الديمقراطــي)1.)
ولقـد تغيـرت الصيغـة الائتلافيـة لحكومـة لوكسـمبورج فـي عـام 2013 حيـن تشـكلت الحكومـة، للمـرة الأولـى فـي تاريـخ لوكسـمبورج منـذ نهايـة الحـرب العالميـة الثانية، من ائتـلاف ثلاثي يضـم حـزب الخضـر، وحـزب عمـال لكسـمبورج الاجتماعـي، والحـزب الديمقراطـي، وبالتالي فقد خرج حزب الشـعب الاجتماعي المسـيحي مـن تشـكيل الحكومـة.
وجديـر بالذكـر أنـه كان من المقرر دائمـاً أن تعقد الانتخابات في يونيـو مـن كل عام كل خمـس سـنوات ،2004 ، )1999،)2009 إلا أنـه تمـت الدعـوة إلـى انتخابـات مبكـرة فـي 20 أكتوبـر 2013 بعد أن اضطرت الحكومة لتقديم اسـتقالتها على خلفية تدهور قطاع الاسـتخبارات وانخراطـه فـي أعمـال غيـر قانونيـة، وكذلـك تغـول السـلطة التنفيذية في عمل السـلطة القضائية. ولذلك، فإن الانتخابات التشـريعية المقبلـة سـوف تعقد في 20 أكتوبـر20172(.)
ويقـوم النظـام الانتخابـي علـى القوائـم الحزبيـة المفتوحـة والتي يتـم مـن خلالهـا السـماح للناخـب باختيـار عـدد من المرشـحين على القائمـة الحزبيـة، بمـا يعـادل عدد المقاعـد التي يجب أن تشـغلها كل دائـرة انتخابيـة، ويكـون الاقتـراع قائماً علـى "التصويت التفضيلي" Preferential Voting( ) وهـو نظـام يـؤدي إلـى ظهـور تنافـس بيـن أعضـاء الحزب الواحد للظهـور في القائمة، لأن الحزب يفضل إدراج المرشـحين الأوفـر حظـاً في الفـوز)3.)
وبشـكل عـام، تنقسـم لوكسـمبورج إلـى أربـع دوائـر انتخابيـة أساسـية يشـمل كل منهـا عـدداً مـن الكانتونـات، وذلـك بحسـب الدسـتور؛ وهي الجنوب، والوسـط، والشـمال، والشـرق. أما التمثيل النسـبي لـكل دائـرة داخـل البرلمـان فيحـدده قانـون الدولـة الانتخابي علـى النحـو التالـي: كانتونـات الجنوب يمثلهـا حوالي 23 نائبـاً، أما دائرة الوسـط فيمثلها حوالي 21 نائباً، ودائرة الشـمال بتسـعة نواب، ودائـرة الشـرق ممثلـة بسـبعة نـواب)4.)
ثانياً: القوى الحزبية الرئي�سية
يتميــز النظــام الحزبــي بالتعدديــة الحزبيــة، حيــث يصــل عــدد الأحـزاب السياسـية إلـى عشـرة أحـزاب تخـوض غمـار الانتخابات التشــريعية ليصبــح منهــا مــا هــو ممثــل برلمانيــاً )ســتة أحــزاب ممثلـة فـي برلمـان عـام 2013( ومـا هـو خـارج البرلمـان )أربعـة أحــزاب خــارج البرلمــان الحالــي منــذ 2013.)
مدرس مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ـ جامعة القاهرة
وعلــى الرغــم مــن أن الأحــزاب لــم تنشــر بعــد برامجهــا الانتخابيــة المقترحــة لانتخابــات 2017 التشــريعية، فــإن قــراءة برامجهــا فــي الانتخابــات الســابقة )2013( تشــير إلــى أن الملــف الاقتصـادي والبطالـة سـوف يتصـدران أولويـات الأحـزاب بشـكل عــام، يليهمــا فــي ذلــك التعليــم الــذي تراجعــت مؤشــرات جودتــه بحسـب مؤشـر PISA() الخـاص بجـودة تعليـم الرياضيـات الـذي تعتمـد عليـه منظمـة التنميـة والتعـاون الاقتصـادي، وكذلـك سـجلت لوكســمبورج ارتفاعــاً فــي معــدلات الفقــر بنســبة 5% فــي عــام 2015 مقارنــة بعــام 5( 2013.)
وعــادة مــا تتوقــف نتيجــة الانتخابــات البرلمانيــة علــى ثلاثــة محــددات رئيســية، يمكــن اعتبارهــا مؤشــرات أوليــة يمكــن مــن خلالهــا تقييــم فــرص القــوى السياســية بالانتخابــات التشــريعية القادمــة، والترتيبــات المرتقبــة بيــن الأحــزاب، وتتمثــل أهــم هــذه العوامــل فيمــا يلــي: 1- جماهيريــة القيــادة الحزبيــة: تعــد قيــادات الأحــزاب ومــدى شــعبيتها لــدى قواعــد الناخبيــن مؤشــراً علــى فــرص الأحــزاب فـي الانتخابـات التشـريعية، وتشـير النتائـج الأوليـة التـي أعلنتهـا صحيفــة كلمــة لوكســمبورج Luxembourg Wort( ) يــوم 18 ينايـر 2017 إلـى تقـدم شـعبية قائـد الحـزب الاجتماعـي LSAP() جيـن أسـيلبورن الـذي يشـغل منصـب وزيـر الخارجيـة الحالـي يليـه كل مـن ليـدي بلوفيـر عـن الحـزب الديمقراطي، وكلود فيسـلر الذي يقــود حــزب الشــعب الاجتماعــي المســيحي، أمــا رئيــس الــوزراء الحالـي كزافييـه بيتيـل فلايـزال يحظـى بشـعبية متزايدة علـى الرغم مـن احتلالـه المركـز الخامـس فـي الاسـتطلاع)6.) 2- حسـم الدوائـر الكبـرى: توجـد دائرتـان انتخابيتـان همـا الأكثـر تأثيـراً فـي نتائـج الانتخابـات التشـريعية وهمـا: دائـرة الجنـوب لأنها ممثلـة بحوالـي 23 مقعـداً، ودائـرة الوسـط التـي تمثـل بحوالـي 21 مقعـداً، أي أنهمـا يمثـلان 73% مـن المقاعـد البرلمانيـة، بالمقارنـة مـع دائرتـي الشـمال والشـرق اللتيـن تمثـل كل منهما بتسـعة وسـبعة نـواب علـى الترتيـب.
وخلصــت نتائــج اســتطلاعات الــرأي التــي أجرتهــا مؤسســة بوليمونيتـور Polimonitor() فـي ينايـر 2017 إلـى تراجـع تأييد الحـزب الديمقراطـي )الليبرالـي( بحوالـي 5.2% فـي دائرة الوسـط التـي تعـد تاريخيـاً معقـلاً سياسـياً لـه، مقابـل تقـدم حـزب الشـعب الاجتماعـي المسـيحي بنسـبة 39.4% وهـو مـا يُعـزى إلـى رفـض الناخبيـن لبعـض السياسـات الحكوميـة الراهنـة.
وبالنظـر إلـى دائـرة الجنـوب والتـي تعـد بدورهـا معقـلاً لليسـار باعتبارهــا المنطقــة الصناعيــة الأكبــر فــي لوكســمبورج، ومــن ثــم هــي مجــال لتعبئــة العمــال خلــف الأحــزاب اليســارية، فــإن تفـوق حزبـي الشـعب الاجتماعـي المسـيحي وكذلـك حـزب عمـال لوكســمبورج علــى مــا عداهمــا مــن أحــزاب يبــدو طبيعيــاً)7.)
ومــن الملحــوظ تراجــع شــعبية حــزب عمــال لوكمســبورج الاجتماعـي، وهـو جـزء من الائتـلاف الحزبـي الحاكم حاليـاً، مقابل تفـوق مضاعـف لحـزب الشـعب الاجتماعـي المسـيحي، وهـو مـا قد يُفسـر أيضـاً بتراجـع رضـا الناخبيـن عـن أداء الحكومـة، وامتـداد هـذا إلـى الأحـزاب أعضـاء الائتـلاف الثلاثـي بشـكل فـردي.
وإجمــالاً، فقــد تفــوق حــزب الشــعب الاجتماعــي المســيحي، يليـه فـي ذلـك حـزب عمـال لوكسـمبورج الاجتماعـي، ثـم الحـزب الديمقراطـي فـي المرتبـة الثالثـة، وهـي الخلاصـة ذاتهـا التـي أكدها اســتطلاع رأي آخــر أجرتــه مؤسســة الأبحــاث العالميــة ،TNS علـى عينـة مـن ثلاثـة آلاف ناخـب لصالـح جريـدة )Tageblatt( التـي أعلنـت نتائجـه فـي ينايـر 8( 2017(، وهـي التوقعـات نفسـها المدرجـة علـى موقـع المراقـب الانتخابـي لمؤسسـة إليكتروجـراف .) 9( )Electrograph( 3- الائتلافــات الحزبيــة: تتوقــع مختلــف اســتطلاعات الــرأي أن يســيطر حــزب الشــعب الاجتماعــي المســيحي علــى 46% مــن مقاعــد البرلمــان، وأن يكــون للحــزب الديمقراطــي وحــزب عمــال لوكسـمبورج الاجتماعـي التمثيـل نفسـه بنسـبة 17%، بينمـا تقـدر نسـبة مقاعـد حـزب الخضـر بحوالـي 10% وقـد يتسـاوى حـزب اليسـار وحـزب الإصـلاح الديمقراطـي البديـل فـي عـدد مقاعدهـم بنســبة 5% لــكل منهمــا؛ ولذلــك يرجــح أن يقــود حــزب الشــعب الاجتماعــي المســيحي الائتــلاف الحكومــي القــادم باعتبــاره أقــوى الأحـزاب الموجـودة؛ ومـن ثـم فهـو يتمتـع بدرجـة حريـة عاليـة فـي اختيـار الحـزب الـذي سـوف يدخـل معـه فـي ائتـلاف.
ثالثاً : �سيناريوهات ت�سكيل الحكومة الائتلافية
تتوقــف الائتلافــات الحزبيــة المتوقــع تشــكيلها بعــد الانتخابــات التشــريعية والتــي يتوقــع أن يقودهــا حــزب الشــعب الاجتماعــي المســيحي علــى عــدة عوامــل تتمثــل فيمــا يلــي: 1- التوجــه الأيديولوجــي للأحــزاب: ويقصــد بذلــك مــدى رغبــة الحــزب القائــد فــي تكويــن حكومــة يســارية خالصــة، وفــي هــذه الحالـة سـيدخل حـزب الشـعب الاجتماعـي المسـيحي فـي ائتـلاف مـع حـزب عمـال لوكسـمبورج الاجتماعـي، غيـر أن هـذا الائتـلاف قـد يضـر بالصـورة العامـة للحـزب باعتبـار الحكومـة لم تعـد ممثلة لجميــع التوجهــات الشــعبية الموجــودة علــى أرض الواقــع، ناهيــك عـن التمثيـل المبالـغ فيـه لدائـرة الجنـوب الانتخابيـة عمـا عداهـا من الدوائـر الثـلاث.
أمـا البديـل الآخـر فهـو الائتـلاف مـع الحـزب الديمقراطـي، وقد تكـون لذلـك البديـل ميزتـه العمليـة فـي تدعيـم صـورة الحـزب التـي سـوف تبـدو أكثـر تمثيلاً لتوجهـات الناخبيـن المختلفـة، وتحقيق قدر مـن التـوازن فـي السياسـات الحكوميـة بيـن التوجهـات الرأسـمالية والمطالـب العماليـة. بيـد أن هـذا البديـل قـد يترتـب عليـه احتمـال جنــوح الحــزب الديمقراطــي إلــى تحقيــق نــوع مــن الاســتمرارية فـي سياسـاته التـي يتبناهـا حاليـاً باعتبـاره رأس الائتـلاف الحزبـي الحاكـم حتـى اللحظـة، وهـو مـا قـد يؤثـر علـى درجـة التوافـق فـي العمـل الحكومـي مـن خـلال وجـود نـوع مـن المقاومـة للسياسـات اليسـارية لحـزب الشـعب الاجتماعـي.
2- التنافسـية الحزبيـة: مـن المرجـح أن يركـز حـزب الشـعب الاجتماعـي علـى الحفـاظ علـى قوتـه داخـل الائتـلاف والتحالـف مع حـزب ذي أغلبيـه ضعيفـة فـي البرلمـان، وبالتالـي قـد يكـون أمامـه بديـلان: همـا الائتـلاف مـع الحـزب الديمقراطـي أو حـزب الخضـر باعتبارهمـا أحـزاب أقليـة وفـي وضـع تفاوضـي ضعيـف لن يسـمح
لهمـا بالحصـول علـى حقائـب وزاريـة مهمـة، وقـد يكـون الائتـلاف مـع حـزب الخضـر البديـل الأرجـح بسـبب التقـارب الأيديولوجـي مـع حـزب الشـعب الاجتماعـي.
3- درجـة تأييـد الحكومـة الحاليـة: شـهدت حكومـة الائتـلاف الثلاثــي بيــن الحــزب الديمقراطــي، وحــزب عمــال لكســمبورج وحـزب الخضـر، تراجعـاً فـي معـدلات التأييـد لتصل نسـبة مؤيديها فـي أحـد الاسـتطلاعات إلـى 36(، 10 (%كمـا تصاعـدت الانتقـادات الحـادة لبعـض الـوزراء مثـل وزيـرة الإسـكان والثقافـة ماجي ناجيل والتـي اضطـرت لإعـلان اسـتقالتها فـي عـام 11( 2015.)
واخفقـت الحكومـة فـي حشـد التأييـد الشـعبي علـى التعديـلات الدسـتورية الثلاثـة التـي اقترحتهـا وطرحتها للاسـتفتاء فـي الخامس مــن يونيــو 2015، حيــث وصلــت نســبة رفــض المقتــرح الأول المتعلــق بتخفيــض ســن الاقتــراع إلــى 16 عامــاً إلــى 80،% ورفــض المقتـرح الثانــي حــول مــد حـق الاقتـراع للمقيميــن علــى أرض الدولــة بنســبة 78%، ووصلــت نســبة رفــض المقتــرح الثالــث حــول تحديــد مــدة شــغل المناصــب الوزاريــة بحــد أقصــى 10 ســنوات إلــى 12(% 70.)
وفـي المقابـل كشـف الاسـتطلاع الـذي أجرتـه مؤسسـة TNS للأبحــاث فــي لوكســمبورج فــي الفتــرة بيــن 3-9 ينايــر 2017 تصاعــد درجــة ثقــة المواطنيــن فــي الأداء الحكومــي الاقتصــادي لتصـل إلـى 58%، وقدرتهـا علـى السـيطرة علـى الأوضـاع بنسـبة 60%، إلا أن المفارقـة الكبـرى تتمثـل فـي أن تزايـد الثقة العامة في الأداء الحكومـي، صاحبـه تراجـع الثقـة فـي الأحـزاب التـي تشـكل الائتــلاف، إذ لــم تتجــاوز نســبة الثقــة فــي حــزب الخضــر 9،% فـي مقابـل نسـبة لا تتجـاوز 10% فـي حـزب العمـال الاجتماعـي، ونســبة 13% فــي الحــزب الديمقراطــي، بينمــا تصاعــدت نســبة الثقـة فـي حـزب الشـعب الديمقراطـي المسـيحي إلـى 13(% 35.)
رابعاً: تداعيات الانتخابات على الاتحاد الاأوروبي
ثمـة مؤشـرات تـدل على أن انتخابـات البرلمـان الأوروبي لا تحظى بالقـدر نفسـه مـن الاهتمـام الـذي تحظـى بـه الانتخابـات التشـريعية العامــة فــي لوكســمبورج، حيــث تشــغل الانتخابــات التشــريعية القوميــة 73% مــن اهتمــام الصحــف الكبــرى فــي لوكســمبورج مقابـل تضـاؤل المسـاحة المخصصـة لتغطيـة الانتخابـات البرلمانية الأوروبيـة التـي شـغلت حوالـي 19% مـن التغطيـة الإعلاميـة وفقاً للدراسـة الاعلاميـة التـي أجريـت فـي عـام 2015.
وكشــف اســتطلاع للــرأي أجرتــه شــركات تليفزيــون وإذاعــة لوكســمبورج أن الشــأن الأوروبــي لــم يكــن واحــداً مــن القضايــا التـي تشـغل المواطنيـن فـي لوكسـمبورج، وتشـير النتائـج الأوليـة التـي نشـرها مقيـاس أوروبـا Euro-Barometer() فـي 2015، إلـى أن حوالـي 52% مـن العينـة فـي لوكسـمبورج تـرى الاتحـاد الأوروبـي بصـورة إيجابيـة، فـي حيـن اختـارت ثلـث العينـة 30% حالـة الحيـاد فـي الإجابـة علـى مـا إذا كانت تـرى الاتحـاد الأوروبي بصـورة إيجابيـة، فـي مقابـل رؤيـة 18% مـن المسـتطلعة آراؤهـم الاتحـاد بصـورة سـلبية)14.)
وفــي ذات الســياق لا تختلــف الأحــزاب السياســية فــي موقفهــا حـول الحفـاظ علـى الارتبـاط بالاتحـاد الأوروبـي باسـتثناء الحـزب الشــيوعي الــذي يــرى فــي الاتحــاد الأوروبــي أداة للســيطرة الرأسـمالية وينـادي بإنهـاء هـذه العلاقـة علـى غـرار بريطانيـا)15،) وبعبــارة أخــرى، لا تختلــف الأحــزاب الليبراليــة واليســارية فــي موقفهــا مــن الاتحــاد الأوروبــي، بــل يمكــن القــول إن أحــزاب لوكسـمبورج تسـعى للتوافـق مـع معاييـر الاتحـاد الأوروبـي، وهـو مـا تجسـد فـي محاولـة توسـيع نطـاق الممارسـة الديمقراطيـة مـن خـلال محاولـة مـد حـق الاقتـراع إلـى غيـر المواطنيـن، وتحقيـق قـدر أكبـر مـن الفصـل بيـن الدولـة والكنيسـة، وكذلـك الاعتـراف بحقــوق المثلييــن.
إجمــالاً، مــن المرجــح أن تتصــدر القضايــا الاقتصاديــة والاجتماعيــة الجــدل بيــن الأحــزاب الرئيســية فــي الانتخابــات التشـريعية فـي لكسـمبورج فـي ظـل تدنـي معـدلات الرضـا العـام عـن أداء الأحـزاب المشـاركة فـي الائتـلاف الحاكـم، وتزايـد رفـض المواطنيــن للسياســات الاقتصاديــة الليبراليــة التــي اتبعتهــا تلــك الأحــزاب فــي مقابــل تزايــد تأييدهــم لحــزب المعارضــة الرئيســي حــزب الشــعب الاجتماعــي المســيحي.