Al-Quds Al-Arabi

«فوكس نيوز»: الإمارات عرقلت مبادرة أمريكية لرفع الحصار عن قطر وحرمت ترامب من نصر دبلوماسي

- واشنطن - «القدس العربي» من رائد صالحة وإبراهيم درويش: السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام متحدثا لمنتدى الدوحة، كانون الأول الماضي، حث على دول الخليج لإصلاح ذات البين

كشفت شــبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أن الإمارات عطلــت، الأســبوع الماضــي، اتفاقــاً خليجياً بوســاطة أمريكيــة لإنهــاء حصــار قطــر كان ســيحمي المصالح الأمريكيــ­ة في الشــرق الأوســط. وقال إريك شــوان إن الموقــف الإماراتي حــرم إدارة دونالد ترامب من تحقيق انتصار في الشرق الأوسط.

وقالت إن العديد من المحللين في واشــنطن يعتقدون أن الحصــار المفروض على قطر منذ ثلاث ســنوات، من قبل بعــض الــدول الخليجية، يجب أن يســقط كطريقة لتوحيد المنطقة ضد التهديد المســتمر مــن إيران. ونقلت «فوكس نيوز» عن الدكتــورة ربيكا غرانت، محللة الأمن القومــي المخضرمة، قولها إنــه إذا تمكن الرئيس دونالد ترامــب ووزير خارجيته مايك بومبيو من إنهاء الخلاف بــن دول مجلــس التعــاون الخليجــي، فســيكون ذلك انتصاراً دبلوماسياً.

«المطالب يصعب تحقيقها»

وكانت الســعودية والإمارات والبحريــن إلى جانب مصر قــد فرضت في حزيران/يونيو 2017 حصاراً على قطــر مشــترطة عليها تحقيــق 13 مطلباً لفكــه. وضمت هذه إغلاق قناة «الجزيرة» والقاعدة العســكرية التركية وتخفيض العلاقات الدبلوماسي­ة مع إيران، وهي مطالب اعتبرهــا وزيــر الخارجية فــي حينه ريكس تيلرســون «مــن الصعــب تحقيقهــا». وكان التحرك يهــدف لخنق قطر ولكنه دفع الإمــارة الصغيرة والمهمة إســتراتيج­ياً للاعتماد علــى جيرانها مثل إيران وتركيا والهند لتوفير المواد الغذائية والحاجيات الضرورية. وكان من المتوقع حل الخلاف في شــهور لكنه استمر لسنين. ففي كانون الأول/ديسمبر حضر السيناتور الجمهوري عن ساوث كاورلينا لينــدزي غراهام مؤتمراً فــي الدوحة خصص لبحث التهديــد الإيراني وحث فيه دول الخليج لإصلاح ذات البين مع قطر وبناء جبهة موحدة مع قطر. وأفادت الشبكة بأن إدارة ترامب زادت من الضغط على مختلف دول المنطقــة، بعد مؤتمر الدوحة، فــي بداية هذا العام، في محاولة لحل النزاع، وأضافت أن المناقشات اتخذت منعطفــاً إيجابيــاً قبل شــهرين، عندما لعبت واشــنطن دور الوســيط، حيث أبدت السعودية استعدادها لقبول عناصــر مــن الحل الــذي تقــوده الولايات المتحــدة، ثم كلف ترامب كبار المســؤولي­ن في الإدارة بصياغة صفقة مقبولة لجميع الأطراف.

وأكدت المصادر أنه بعد سلسلة من المناقشات رفيعة المستوى بين كبار القادة من قطر والسعودية والإمارات

والولايــا­ت المتحــدة، كان يبــدو أن هناك اتفاقــاً لإنهاء الحصار قد تم التوصل إليه في الأسبوع الماضي، ولكن الإمــارات العربية، في اللحظة الأخيرة، غيرت مســارها وطلبت من الســعودية وقف دعم الاقتــراح الذي تدعمه الولايات المتحدة.

وأشــارت «فوكس نيوز» إلى أن خطوة الإمارات أدت إلى حرمان الولايات المتحدة من تحقيق نصر دبلوماسي في السياســة الخارجية في الشرق الأوسط «من شأنه أن يعــزز اليــد الأمريكيــ­ة ضد إيــران». وقــال جوناثان واشتيل، محلل الشــؤون العالمية ومدير الاتصالات في البعثــة الأمريكية لدى الأمم المتحــدة، إن حل هذا النزاع ســيفتح الطريق أمام تعــاون إقليمي أفضل وســيكون انفراجة دبلوماسية مفيدة.

غرانت: «رفع القيود جواً»

وأوضــح محللــون أمريكيــون أن قرار فــك الحصار من شــأنه إعادة حقــوق الخطوط الجويــة القطرية في اجتيــاز المجال الســعودي والإماراتي، وهــو هدف مهم لحملــة «الضغــط القصوى» التــي قام بهــا ترامب ضد إيران، حيث ســيؤدي ذلك إلى القضاء على مصدر دخل للنظــام الإيرانــي يصل إلــى 133 مليون دولار ســنوياً. وأفاد المحللون بأن تخفيف قواعد الحصار على رحلات الخطوط الجوية القطرية ســيجعل الســفر آمنا للقوات الأمريكيــ­ة المتمركزة في قاعدة العديــد الجوية في قطر والدبلوماس­ــيين في الدوحة. وقــال التقرير: «ربما كان علينا دفع المنطقة للتحادث، وربما كان أول شــيء علينا عمله هو النظر لو بدأ ســكان المنطقة بالحديث مع إيران ورؤية إلى أين ســيأخذنا ذلك» و»آمــل أن تلعب المنطقة دورها فيهــا، وآمل أن نطلب من الجميــع الجلوس على الطاولة .»

وقالت غرانت: «الطريق الســهل للتغلب على الخلاف هو رفع القيــود عن المجال الجوي. ففــي الوقت الحالي تحلق الخطوط القطرية مــن وإلى الدوحة فوق الأجواء الإيرانية وتدفع رســوماً لــكل الرحلات لأن كل المجالات الأخرى مغلقة». ويتفق الخبراء أن وحدة خليجية يمكن أن تلعــب دوراً في مواجهة إيران، التي تعتبر هدفاً مهما للإدارة الأمريكية.

ويقول جوناثان سكانزر، نائب مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطي­ة: «أنشــئ مجلس التعاون الخليجي عام 1981 فــي خضم الحرب الإيرانية - العراقية حتى يمنح دول الخليــج الضعيفــة فرصة للحديــث بصوت واحد والظهــور بمظهر القوي. وســيكون هذا مفيــداً في وجه التهديــد الإيرانــي». إلا أن الخبــراء يتحدثــون عــن أثر الحصار وأنه قام بزرع بذور الانقسام بين دول مجلس التعاون الخليجي وكان في صالح إيران.

التهديد الإيراني

ويقــول مايــكل ســينغ، الزميــل بمعهــد واشــنطن لدراســات الشــرق الأدنى: «خلــق )الانقســام( صدعاً فــي التحالــف الإقليمي اســتغلته إيــران» و«مــع زيادة التهديد الإيراني، واستئنافها برامجها النووية وقيامها بغــارات فــي المنطقة، يجــب أن يكون هذا حافــزاً لدول مجلس التعــاون الخليجي لوضع خلافاتها جانباً، على الأقــل مؤقتاً». ورغم الخلاف مع قطر فلا تزال تشــارك جيرانها في مركــز تمويل واســتهداف الإرهاب ومقره الرياض. وهي جــزء من التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولــة وعملية ســينتل التي تقودها الولايــات المتحدة لحماية الملاحة في الخليج.

وقال واتشــل: «النزاع الخليجــي- الخليجي يجعل مــن تحقيق الأهــداف الإقليميــ­ة أمراً صعباً. وســيكون

مفيــداً أن تعمــل مــع دول الخليــج لاحتــواء التهديــد الإيراني. ويقول الخبراء إن قطــر زادت من تعاونها مع الولايــات المتحــدة وحلفائها، وإن فك الحصار ســيزيد مــن العلاقات ويقوي أمــن المنطقة من هجمــات إيرانية محتملة».

وقالــت غرانــت: «طــورت إيــران صواريــخ جديــدة ويجــب دمــج كل دول مجلــس التعــاون الخليجي في نظام إنذار صاروخي ودفاعي، وهي حقيقة اكتشــفتها بعــد الهجمــات علــى منشــآت النفــط الســعودية عام 2019 والهجمــات الصاروخيــ­ة على قاعدة الأســد عام 2020». وقــال مايكل أوهانلون، مديــر البحث في مركز بروكينغــز: «العــداءات الشــخصية عميقة في الشــرق الأوسط ومتعددة ومتناقضة مع المصالح الإستراتيج­ية وتدفــع بالاتجاهات المعاكســة». ولكنه لاحــظ أن على «القطريين وغيرهم مواجهة إيران».

ورفضــت الإمارات التعليق علــى تقرير فوكس إلا أن وزيــر الدولة للشــؤون الخارجية أنــور قرقاش قال في أيار/مايو أمام «معهد واشــنطن» إن قطر هي المسؤولة عن المأزق. وردت الســفارة القطرية في واشــنطن ببيان لامــت فيــه جيرانهــا: «دول الحصــار هي التــي تعرقل العمليــة ورفضت دعوات متعددة مــن الولايات المتحدة لتوحيد جبهة مجلس التعاون الخليجي».

قــد يظل الحصــار قائماً فــي الوقت الحالــي لكنه لن يطــول. وتقــول غرانت: «ربمــا كانت الآثــار التي تركها فيــروس كورونا على اقتصــادات دول المجلس وما تبع من حرب أســعار النفط الســعودية - الروســية لحظة مهمة لرفــع الحصار الذي لم يكن ناجعــاً أصلاً». وقال ســينغ: «كلنا يشــترك إزاء القلــق من إيــران» و»يمكننا تعبئــة هــذه الدول حــول أهــداف معينة مثــل مواجهة إيــران. ويمكــن للرئيس جمع الحلفاء فــي المنطقة ولكن الحل لمشاكلهم العميقة ليس في يد أمريكا».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom