Al-Quds Al-Arabi

قيادي في الجيش الحر: من جرابلس إلى جبال الساحل ... مناطـق ستبقى تحت سيطرتنا وسلاحنا خط أحمر

- دمشق - «القدس العربي» من هبة محمد:

قال القيادي في الجيش السوري الحر مصطفى ســيجري في تصريحات لـ «القدس العربي»: إن أي «حديث عن تسليم السلاح الثقيل أو المتوسط الذي بحوزة الجيش الحر في الشــمال السوري، غير صحيح»، وأكد أن تركيا لم تطلب تســليم أي قطعــة ســاح، وأردف القيادي: «ســاحنا خط أحمر، وهــو الضامن الوحيد للدفــاع عن أرضنا وعرضنا وحماية أهلنا وشعبنا».

المخرجات التي أفرزتها تفاهمات «سوتشــي» الأخيرة بين الرئيســن التركي والروسي، تنص وفق ما قاله «ســيجري» لـ«القدس العربي»: على بقاء كامل المنطقــة المحررة من جرابلس إلى جبال الساحل بيد المعارضة وبحماية الجيش السوري الحر، مــع إعلان وقــف كامل لإطــاق النار بعد انتشــار القوات التركية على خطوط التماس من جهة المعارضة، على أن تنتشــر القوات الروسية على الجهة المقابلة ضمن مناطق ســيطرة النظام السوري».

وأفاد المرصد الســوري لحقوق الإنسان أمس بأن عدة فصائل مسلحة رفضت الاتفاق التركي - الروسي الذي جرى عقب اجتماع الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين في سوتشي أول أمس الاثنين. وقال، في بيــان صحافي أمس ، إن «كلاً مــن فصائل حراس الديــن وأنصار التوحيد وأنصار الديــن وأنصــار الله وتجمــع الفرقان وجند القوقاز رفقة فصائــل جهادية أخرى عاملة ضمن هيئة تحرير الشــام، رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي».

وأضــاف أن «هذه الفصائل أبدت اســتعداده­ا لمجابهة أي طرف يسعى لسحب سلاحها وإجبارها على الانســحاب من نقاطهــا الواقعــة، بل على النقيض من ذلك ستبقى على نقاطها لقتال الجيش النصيــري والكفــار الروس». وحســب المرصد، لــم يعلم حتــى اللحظة فيمــا إذا كانــت الجبهة الوطنية ســتتولى قتال هــذه الفصائل وخاصة بعد الشــحنات الكبيرة التي أدخلت لها من تركيا على مدار ثلاثة أيــام متواصلة بدءاً من 10 أيلول/ سبتمبر الجاري.

تحديات كبيرة

وأردف القيــادي، «نحن اليــوم أمام تحديات كبيــرة ومهمــة وعلينا جميعــاً العمــل وتحمل المســؤولي­ة مــع إســتمرار النضــال والإعــداد الصحيح، وتجنب الوقوع في أخطاء الماضي، الآن وفي الشــمال لدينا فرصة لبناء مؤسسات الدولة من جيش وشرطة ووزارات والعمل على استقرار المنطقــة والنهوض بها وتقــديم النموذج الأفضل لسوريا المستقبل».

واعتبــر ســيجري أن الحفاظ علــى المناطق المحــررة والاتفاق علــى هدنة عســكرية حقيقية والدفــع باتجــاه الحل السياســي مع اســتمرار النضال والحراك الثوري وإعــادة ترتيب البيت الداخلــي مــع رص الصفوف وتوحيــد الجهود والالتفاف حول المشــروع الوطني الجامع تعتبر مصلحة ســورية ومكســباً للثورة، وذلك في ظل الوضع الدولي والإقليمي الراهن بما يخص الملف السوري.

وشــدد القيادي، على دعم المعارضة للقرارات المتخذة من جانب الجمهورية التركية، مؤكداً «على التزامهم الكامل بالتعهدات الصادرة عن الرئيس اردوغان بمــا يضمن المصالح الســورية ويحفظ أهلنا في إدلب والشمال الســوري، مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس وقداسة البندقية الثورية، والإنتقال السياسي وإنهاء حكم الأسد.»

نموذج تل رفعت

وكانت قد توصلت تركيا وروسيا، على تحويل منطقة خفــض التصعيــد الرابعة إلــى «منطقة استقرار مؤقتة» تحتوي على منطقة شريط أمني يعمــل على حماية وتأمين كل مــن قاعدة حميميم وطريق دمشق - حلب الدولي.

ووفق مركز «جســور» للدراسات، فإن المنطقة المنزوعة السلاح التي تحدث عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروســي فلاديمير بوتين عقب قمة سوتشــي، تماثل فكــرة «المنطقة الأمنية» وهو اصطلاح تم استخدامه في أحد بنود مذكرة خفض التصعيد الرابعــة، وبالتالي يُمكن فهم هذه الخطوة على أن أنقرة وموسكو توصلتا إلى آلية معينة يتم فيها الدفع قدماً لتحقيق ســبل الاســتقرا­ر ووقف إطلاق النار مــع الحفاظ على مذكــرة خفــض التصعيد كمرجعية أساســية تم الاســتناد عليها لضمان مصالح الطرفين. وغالباً ما اعتمدت مجموعات العمل بين موســكو وأنقرة على محتوى النقاشــات الذي جرى سابقاً حول منطقة تــل رفعت، بمعنــى أن الصيغة المنصوص عليها حول المنطقة منزوعة السلاح تماثل نموذج تل رفعت في ريف حلب، شمال سوريا.

أما على الجانــب الأكثر تحدياً أمــام تركيا في المقبل من الأيام، فيبدو من وجهة نظر «جســور» هو ملف هيئة تحرير الشــام، القوة العســكرية الأبرز في الشمال الســوري، ويبدو أن روسيا قد أوكلت المهمة الأكثر خطــورة إلى الجانب التركي، وذلــك حتى نهايــة عــام 2018 الحالــي، ليبقى السؤال مفتوحاً، حول إمكانية طي هذا الملف بأقل الخسائر الممكنة.

في حــن، ذكرت قاعدة «حميميم» الروســية، عبــر معرفاتها، منتصف شــهر أيلول- ســبتمبر الحالي، بأن «موسكو لم تنصع للمطالب الخارجية بمنع «القوات الحكومية» من تنفيذ الهجوم البري على مقاطعة إدلب شمال سوريا، التأجيل الزمني للقضــاء على الإرهاب لا يعتبر إلغــاءً لها، كما أن القوات الحكومية يحق لهت تنفيذ عملياتها في أي بقعة من أراضي الدولة السورية».

خطوة مهمة

من جهته أشاد منســق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للأزمة الســورية، بانوس مومسيس، بـ«اتفاق سوتشي» المبرم بين تركيا وروسيا حول إدلب، معتبرًا أنه «خطوة مهمــة جدًا في الاتجاه الصحيح». جاء ذلك فــي حوار أجرته الأناضول، مع «مومســيس» الذي وصل العاصمــة التركية أنقرة، أمس لتقييم الوضع الحالي في ســوريا مع المسؤولين الأتراك.

وأفاد المســؤول الأممــي أن الاتفــاق «مهم من حيــث تجنيب المنطقة عمليات عســكرية وحماية المدنيين»، فيما أثنى علــى الدور التركي في إيجاد حلول لحماية المدنيين.

وشدّد «مومســيس» على ضرورة فتح الطرق لتوفير عبور آمن للمســاعدا­ت الإنســاني­ة دون عوائق، وتوفيــر تنقل حر للمدنيين، مشــيرًا أن القضية الأكثر أهمية في الوقت الراهن هي حماية المدنيين. كما لفت إلى أهمية ضمان عدم استهداف المستشــفي­ات والمــدارس والعاملين فــي المجال الإنساني.

وبالنســبة للدور التركي، قال المنسق الأممي: «نحن ممتنون لتركيا للعبها دورا نشــيطًا للغاية في تسهيل وتوفير إيجاد حلول لحماية المدنيين». فيمــا نوّه باســتضافة تركيا ملايين الســوريين، قائلًا بهذا الخصوص: «هذه ليســت مجرد أرقام، أنا شخصيًا رأيت الســوريين يعيشون في تركيا بطريقــة تحفظ كرامتهم، وأعتقد أنهم لن ينســوا ذلك يومًا». وأكّد مومســيس أن الوضع الإنساني في ســوريا لا يــزال خطيــرا، مشــيرا أن الدول المجــاورة مثل تركيا والأردن ولبنان تســتضيف أكثر من خمســة ملايين لاجئ، إضافة إلى 6 ملايين نازح داخل سوريا.

 ??  ?? أطفال سوريون لجأوا إلى مخيم أطمة في احد أرياف إدلب
أطفال سوريون لجأوا إلى مخيم أطمة في احد أرياف إدلب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom