Inc. Arabia (AR)

اتجاهات ٢٠٢3 وتوقعات لعام ٢٠٢٤

-

في عام ٢٠٢3، شهدنا اتجاهاً صاعداً في الشَّركات النَّاشئة التي تركِّز على الاستدامة والأثر الاجتماعيّ، ممّا يعكس التَّحوَّل العالميّ نحو ممارساتٍ تجاريَّةٍ أكثر وعياً، لعام ٢٠٢٤، أتوقّع زيادةً كبيرةً في الشَّركات النَّاشئة التي تستفيد من تقنيَّات الذَّكاء الاصطناعيّ والتَّعلُّم الآلي، خاصَّةً في قطَّاعاتٍ مثل الرَّعاية الصِّحيَّة، وخدمة العملاء، والتِّجارة الإلكترونيَّة.

ليست هذه التِّقنيَّات مجرَّد رائدة للاتّجاهات، ولكنَّها تصبح أساسيّةً لدفع الكفاءة والتَّخصيص في الخدمات والمنتجات، بالإضافة إلى ذلك، أتوقَّع زيادةً في التَّعاون والشَّراكات عبر الحدود، ممّا يعزِّز نظاماً بيئيَّاً للشَّركات النَّاشئة أكثر ترابطاً وقوَّةً في المنطقة.

في عام ٢٠٢٤، أتوقّع زيادةً كبيرةً في التَّمويل للشَّركات النَّاشئة في قطَّاعات التُّكنولوجيا الصِّحيَّة والتَّعليميَّة، والذَّكاء الاصطناعيّ، لقد أكَّدت الجائحة على الحاجة إلى حلولٍ مبتكرةٍ في مجاليّ الرِّعاية الصِّحيَّة والتَّعليم، وأصبحت إمكانات الذَّكاء الاصطناعيّ في تحويل مختلف الصِّناعات واضحةً الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، ومع ذلك، لكي ينمو النِّظام البيئيُّ بشكلٍ مستدامٍ، نحتاج إلى أكثر من مجرد تمويلٍ.

هناك حاجةٌ ماسَّةٌ للسِّياسات الدَّاعمة، والمبادرات التَّعليميَّة لتنمية روَّاد الأعمال المستقبليّين، والمنصَّات التي تسهِّل تبادل المعرفة والتَّعاون داخل مجتمع الشَّركات النَّاشئة الإقليميِّ.

تاريخيَّاً، كان معظم التَّمويل في منطقة الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا مركِّزاً على الشَّركات النَّاشئة في مراحلها المتقدّمةِ؛ لكن هناك اعترافٌ متزايدٌ بأهميَّة رعاية الشَّركات النَّاشئة في مراحلها الأولى.

هذه الشَّركات النَّاشئة غالباً ما تكون مصدر الابتكار الحقيقيَّ، وإمكاناتها للنُّمو والتَّأثير هائلةٌ، ولتعزيز نظامٍ بيئيٍّ للشَّركات النَّاشئة أكثر حيويَّةً، ينظر المستثمرون والحكومات بشكلٍ متزايدٍ إلى دعم هذه المشاريع النَّاشئة من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك الحاضنات، وتمويل البذور، وبرامج الإرشاد، هذا التَّحوُّل أساسيٌّ لزراعة مشهدٍ رياديٍّ أكثر تنوَّعاً ومرونةً، قادرٌ على دفع النُّموِّ الاقتصاديِّ طويل الأمدِ والابتكارِ.

نظراً للتَّحدِّيات الاقتصاديَّة وتطوِّر النظام البيئي للشركات الناشئة في المنطقة، أتوقَّع رؤية زيادةٍ في عمليَّات الاندماج والاستحواذ في العام القادم، ومن المحتمل أن يكون هذا الاتّجاه مدفوعاً بشركاتٍ ناشئةٍ تسعى إلى توحيد مواقعها في السُّوق وتوسيع عروضها في بيئة تمويلٍ أكثر تنافسيَّةً.

ويمكن أن توفِّر عمليَّات الاندماج والاستحواذ للشَّركات النَّاشئة وصولاً إلى أسواقٍ جديدةٍ، وتقنيَّاتٍ ومواهب ضروريةٍ للتّوسُّع في عالم الأعمال المتسارع اليوم، ومع ذلك؛ لكي تكون عمليَّات الاندماج والاستحواذ ناجحةً، يجب أن يكون هناك توافقٌ استراتيجيٌّ قويٌّ وفهمٌ واضحٌ لكيفيَّة خلق الكيانات المدمجة قيمةً أكبر.

مع النَّظر إلى الأمام إلى عام ٢٠٢٤، أنا متفائلٌ بشأن آفاق النظام البيئي للشركات الناشئة التُّكنولوجيَّة في منطقة الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المرجَّح أن نشهدَ استمرار النُّمو، مع تركيزٍ متزايدٍ على الشَّركات النَّاشئة التي تقدِّم حلولاً مستدامةً وذات تأثيرٍ اجتماعيًّ.

يتّجه مشهد الشَّركات النَّاشئة في المنطقة نحو النّضج، ومن المحتمل أن يجذبَ هذا المزيد من المستثمرين المتطوّرين الَّذين يبحثون عن فرصٍ خارج الأسواق التَّقليديَّة، كما أتوقَّع أن نستمرَّ في رؤية الابتكار في مجال التُّكنولوجيا الماليَّة، نظراً للسُّكَّان الشَّباب الواعين بالتُّكنولوجيا في المنطقة والتَّحوِّل الرَّقميِّ المستمرّ للخدمات الماليَّة.

التَّعاون الإقليميُّ المتزايد والاستثمار­ات عبر الحدود التي شهدناها هذا العام هي علاماتٌ إيجابيَّةٌ النظام البيئي للشركات الناشئة في الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا. في المستقبل، أعتقد أنَّ هذا الاتّجاه سيستمرُّ وحتَّى يتسارع، لتسهيل ذلك، مع ذلك، نحتاج إلى سياساتٍ وتنظيماتٍ داعمةٍ تشجِّع على الشَّراكات والاستثمار­ات العابرة للحدود.

تبسيط العقبات التَّنظيميَّة، وخلق الحوافز الضّريبيَّة، وتعزيز ثقافة الابتكار المفتوح هي خطواتٌ حاسمةٌ لتعزيز التَّعاون، فمثل هذه الإجراءات لن تجتذبَ المزيد من الاستثمارا­ت إلى المنطقة فحسب، بل ستساعدُ أيضاً الشَّركات النَّاشئة المحليَّة على التَّوسُّع عالميَّاً.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Algeria