China Today (Arabic)

مüصر والüصين

من الüصداقة إ�لى الûشراكة الا�ستراتيجية الûشاملة

- عادل �صبري

ح�ول أبرز التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها عملي�ة الس الم في الش�رق الأوس�ط، الأزمة السورية، الوضع في اليمن، الوضع في ليبيا، ومكافح�ة الإره�اب، فضلا عن إص الح الأمم المتح�دة. وم�ن المواق�ف السياس�ية الهامة التي حظيت باهتمام المجموعة العربية، دعم الصين لعملية الس الم في الش�رق الأوس�ط، وإقامة دولة فلس�طين المستقلة ذات السيادة الكامل�ة عل�ى أس�اس ح�دود ع�ام 1967 وعاصمته�ا الق�دس الش�رقية. وق�د عب�رت الصين عن أملها في أن تتخذ الأطراف المعنية إجراءات ملموس�ة لإزالة العقبات التي تعرقل مفاوضات الس الم وكس�ر جمودها بأس�رع وقت ممكن. وتحترم الصين مطالب الش�عب الس�وري المش�روعة، وتدعم التنفيذ السريع لبيان جنيف وفتح الانتقال السياسي الشامل، بما يحقق الحل السياسي للمسألة السورية.

معروف أن الحوار السياس�ي الاستراتيج­ي العرب�ي- الصيني اتفق علي�ه الجانبان خلال الدورة السادس�ة للاجتماع الوزاري العربيالصي­ن�ي ف�ي بكين ف�ي يونيو ع�ام 2014، كما عقدت ال�دورة الأولى للحوار على هامش الدورة الثانية عشرة لاجتماع كبار المسؤولين للمنت�دى في ش�هر ماي�و ع�ام 2015. ومن المق�رر أن تتناول الدورة الس�ابعة للاجتماع ال�وزاري لمنتدى التع�اون العربي- الصيني ف�ي الدوح�ة اس�تعراض إنج�ازات المنتدى من�ذ الدورة السادس�ة وبحث س�بل تطويره وآفاق�ه المس�تقبلية، وتبادل وجه�ات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المش�ترك واعتم�اد وتوقي�ع إع الن الدوحة للدورة الس�ابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى، والاتف�اق على البرنامج التنفي�ذي للفترة من عام 2016 إلى عام 2018.

إن منت�دى التع�اون الصين�ي- العربي جاء خيارا اس�تراتيجيا من أجل مستقبل العلاقات الصينية- العربية على المدى البعيد. وبعد اثنتي عشرة س�نة من التطور، أصبح المنتدى إطارا فعالا لإثراء المقومات الاس�تراتيجية للعلاقات الصينية- العربية، وتعزيز التعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي. إن التشارك في بناء ا انلطح� لازقامجودا­ليدطةرليتق­ط،وييمرثاللم­فنتردصى.ة جديدة ونقطة

القناع الذهبي

عندم�ا ش�رع المس�ؤولون المصري�ون والصيني�ون في وضع تميم�ة الاحتفال بعام الثقاف�ة المصرية- الصيني�ة 2016، اختاروا أن يلصقوا طابعا مرسوما عليه القناع الذهبي للمل�ك الفرعون�ي الش�اب توت عن�ج آمون، وبج�واره القن�اع الذهب�ي لأحد آله�ة الصين العظام، والذي ش�اهدته بنفس�ي في متحف مدين�ة ش�اندونغ ف�ي خري�ف 2015. ربما ج�اء الاختيار مصادفة، لأن القناعين تش�ابها في أصلهما الذهبي، ويعكس�ان دقة الصناعة وبهجة الألوان والإيم�ان المطلق لدى القدماء المصريي�ن والصينيي�ن ب�أن هن�اك حياة ما بع�د الموت، يج�ب أن يبعث فيه�ا المرء على أكمل ص�ورة. ولكن م�ن غي�ر المصادفة أن يثب�ت العلم�اء أن العلاقة بي�ن البلدين توغل ف�ي التاريخ. إن ل�م يكن التش�ابه الكبير في الصناع�ة القديم�ة مثل البردي، والألباس�تر، وفنون النحت والعمارة، فإن الأبحاث الحديثة، تبين أن العلاقات بين البلدين، بدأت منذ عهد البطالمة. فقد تبادلت مص�ر والصين الوفود الرس�مية، حينما كانت الإس�كندرية عاصمة البلاد، واستمرت على ذلك النهج عبر الرحالة والتج�ار الذي�ن ج�اءوا م�ن أقصى الش�رق إلى الش�رق الأوس�ط، عب�ر رح الت الحرير البرية والبحرية. فكل يوم، يكتش�ف الخبراء المختصون في الآثار وعلماء الأنثربولو­جيا أن العلاقات التي نسعى إلى تقويتها بين الصين ومص�ر، لم تبدأ منذ تدش�ينها ف�ي منتصف الق�رن الماض�ي، ب�ل تنتقل م�ن مرحلة إلى أخرى أكثر قوة، حتى بلغت مرحلة الش�راكة الاستراتيج­ية رفيعة المستوى مع بداية العام الحالي.

بنظ�رة عاب�رة للتاريخ، نج�د أن العلاقات الاقتصادي�ة هي ركيزة أساس�ية، وأن الش�ق السياسي يعلو ويخفت أحيانا، بينما التعاون الاقتص�ادي ظل مس�تمرا على م�ر العصور، والذي ظهر أثره في التراث الفكري والثقافي عل�ى البش�ر الذين رحل�وا بي�ن البلدين عبر طريق الحرير.

مرت العلاق�ات الاقتصادية بمراحل كثيرة، يصع�ب التوق�ف عنده�ا تفصيلي�ا، إلا عن�د المحطات التاريخية الحديث�ة، والتي نحتفي بها ه�ذه الأيام، بمناس�بة تدش�ين العلاقات الدبلوماس�ية بي�ن البلدي�ن ف�ي الثلاثين من ماي�و ع�ام 1956. تب�دأ تل�ك المحطات مع تولي الضب�اط الأح�رار مقاليد الس�لطة في مص�ر، ع�ام 1952، حي�ث تحول�ت مص�ر لتأيي�د حق الصين الأم في اس�تعادة مقعدها الش�رعي في الأمم المتح�دة، واكبه طفرة في العلاق�ات الاقتصادي�ة بي�ن البلدي�ن. طلبت الصين ف�ي يناير عام 1953 ش�راء 45 ألف طن من القطن المصري، لمس�اعدة مصر في الخروج من أزمة تس�ويق القط�ن المصري، بع�د أن رفضت الش�ركات الأوربية تس�ويق تل�ك الكمي�ات، لرغب�ة مصر في الاس�تقلال الت�ام ع�ن بريطانيا العظمى، وج الء القوات البريطاني�ة م�ن قواعده�ا العس�كرية حول قناة الس�ويس. وبلغ حجم التبادل التجاري بي�ن البلدين ع�ام 1953 حوال�ي 11 مليون

Newspapers in Arabic

Newspapers from Bahrain