Al-Akhbar

االصطفاف الدولى

- د. محمد حسن البنا

الــــــــ­ســــــــؤ­ال الــــــــ­ـــذى يـــشـــغـ­ــلـــنـــ­ا ويــشــغــ­ل شــعــوب الــعــالـ­ـم أجــمــع، كيف نوقف الهجمات اإلرهابية واحلــــــ­ــــــروب والــــــت­ــــــوتــ­ــــرات الـــتـــى تــهــدد كــافــة دول الـعـالـم ؟!. كل يـــوم كــــوارث إرهــابــي­ــة، حـــروب ال طـائـل مــن ورائــهــا ســوى سقوط أبـــريـــ­اء وتــدمــيـ­ـر مــــدن وتـشـريـد اآلالف مـــن الـــنـــا­س بــعــيــد­ا عن أوطانهم. وكأن جتار السالح هم مـن يتحكمون فـى دول العالم، وحـــلـــت الـتـنـظـي­ـمـات اإلرهــابـ­ـيــة محل املنظمات الدولية املعنية باألمن والسلم الدوليني.

لـفـت نــظــرى الـــقـــا­رئ الـعـزيـز املـــهـــ­نـــدس هـــانـــى أحـــمـــد صــيــام رئيس الشركة املصرية خلدمات الــغــاز األســبــق إلـــى كـلـمـة مهمة نـــحـــتـ­ــاجـــهــ­ـا لـــتـــحـ­ــقـــيـــ­ق الـــســـا­لم العاملى، ووقــف اإلرهـــاب املنظم، والـــتـــ­وتـــر الــــدولـ­ـــى الـــــذى يخلق صراعات فى مختلف دول العالم، كــلــمــة «االصـــطــ­ـفـــاف الــــدولـ­ـــى». يــقــول صـــيـــام: تـطـالـعـن­ـا وســائــل اإلعــــــ­الم يــومــيــ­ا بــتــصــر­يــح مللك أو أمير أو رئيس دولــة أو رئيس حكومة يندد باإلرهاب ويستنكر جـــرائـــ­مـــه اخلــســيـ­ـســة، ويــطــالـ­ـب العالم بحراك إيجابى وانتفاضة فعالة الجتثاث جذوره، وجتفيف منابعه، باعتباره اخلطر األعظم الـــــــذ­ى يــــهــــ­دد الــــعـــ­ـالــــم ويـــغـــت­ـــال أحــــــال­م الـــشـــع­ـــوب فــــى الـتـنـمـي­ـة واالســـتـ­ــقـــرار!. ويـطـلـق اجلميع عبارة «التضامن ضد اإلرهـاب». إلى متى سيظل العالم يكافح اإلرهاب األسود، ويتعقب خطاه اآلثمة بسياسة (اجلـزر املنعزلة )، ذات الـعـائـد احملـــدود واملـــردو­د املـتـواضـ­ع ؟!. ومـــاذا يـحـول دون االصطفاف الدولى فى مواجهة الـعـدو املـشـتـرك فـى ظـل إجماع الرؤساء وامللوك والزعماء على وجوب دحره واستئصال جذوره الشيطانية؟.

نحن نـرى تداعيات اإلرهــاب الــــدولـ­ـــى الـــبـــا­لـــغـــة عـــلـــى بـــرامـــ­ج الـتـنـمـي­ـة املــســتـ­ـدامــة واســتــقـ­ـرار املـجـتـمـ­عـات. كـيـف الـسـبـيـل إلـى تعزيز الثقة املتبادلة بني الدول لتدشني آليات دقيقة وواضحة تستهدف احليلولة دون متويل املـــنـــ­ظـــمـــات اإلرهـــــ­ابـــــيــ­ـــة؟!. مــــاذا يحول دون إعالن القوى العظمى والـــــــ­ـدول الـــكـــب­ـــرى تــبــنــى إعـــــداد وتـنـفـيـذ اسـتـراتـي­ـجـيـة محكمة للحرب على اإلرهاب، تستند إلى تبادل املعلومات بشأنهم واملتاحة لــــدى األجـــهــ­ـزة االسـتـخـب­ـاراتـيـة واألمـــنـ­ــيـــة مـــن حــيــث اخلـــرائـ­ــط الدقيقة املوضحة ملواقع متركز الـــكـــو­ادر والــقــيـ­ـادات ومعسكرات جتنيد وتدريب العناصر املنفذة لـــلـــعـ­ــمـــلـــ­يـــات الــــــقـ­ـــــذرة ومــــواقـ­ـــع اإلعـــــا­شـــــة ومـــــخــ­ـــازن األســـلــ­ـحـــة والـــــذخ­ـــــيــــ­ـرة، ممـــــا يـــكـــفـ­ــل بـــلـــوغ الهدف املأمول؟.

مـــن يــتــصــو­ر أنــــه مبــأمــن من اإلرهاب واهم.

دعـــــــا­ء: الـــلـــه­ـــم احـــفـــظ مـصـر والــــعــ­ــالــــم مــــن اإلرهـــــ­ــــاب وجتــــار السالح.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt