الجنون يصيب األسعار

كانت سيدة تذهب كل أسبوع إلى السوبر ماركت لشراء احتياجات أسرتها وما إن يقع نظرها على األرفف املليئة بالسلع متسك بها لتقرأ ما كتب عليها قبل أن تعيدها إلـــى مـكـانـهـا مـــرة أخــــرى أو تــقــرر شـــراءهـــا والحــظــت أن الغالء متصاعد يومًا بعد يوم.. حدث هذا فى «البرازيل» بتسعينيات القرن املاضى مع تصاعد أسعار البترول فى العالم واالضطرار إلى االقتراض من اخلارج وحدثت أزمة أخــرى فى عـدد من دول أمريكا الالتينية سميت بأزمة الديون اخلارجية ، وقبل شهر رمضان وجـدت شقيقتى الصغرى تصرخ وتقول «األسعار بقت نار» ذهبت ألشترى نفس االحتياجات الشهرية وبنفس الكميات ودفعت بزيادة فيبدو أن «اجلنون» والطمع أصابا السلع والتجار.

قــلــت ألخــتــى سـمـعـت بــهــذا مـــن زمـــالئـــى وملــســت هــذا بنفسى.. ولكن «الدولة» اتخذت إجراءات سريعة ملواجهة األزمة احلالية والتى جاءت على إثر «املتغيرات العاملية» والتى أصابت حركة السلع واألسعار وشملت كل بلدان الـعـالـم منذ بــدء « فـيـروس كــورونــا» واآلن منـر «بـاألزمـة الروسية األوكرانية» ولذلك اتخذت الدولة إجراءات لرفع األعباء عن كاهل األسر منها زيادة املرتبات والتبكير فى صرفها ورفع املعاشات وعدد األسر ضمن معاشات «تكافل وكرامة» وتثبيت الدوالر اجلمركى عند 16 جنيها للسلع األساسية ومستلزمات اإلنتاج فاألزمة احلالية أشد ضررا مـن «كــورونــا» فـاألسـعـار زادت بطفرات كبيرة ألن السلع املستوردة زادت تأثرا بارتفاع « التضخم العاملى» واحمللية الرتفاع الطلب خوفا من تفاقمها وأبرز السلع التى زادت األساسية واملشروبات واللحوم والطيور والنفط والشحن ،فالتضخم أنواع منه «الزاحف» ويتسم بارتفاع بطىء فى األسعارعندما يزداد الطلب بينما العرض أو اإلنتاج ثابت .. و«املكبوت» وهو وضع ضوابط وقيود ملنع األسعار من االرتفاع وقد حدث التضخم فى أملانيا بعشرينيات القرن املاضى و«هنغاريا» فى األربعينيات بعد احلـرب العاملية الثانية.

ميكن اتخاذ إجراءات للحد من التضخم عن طريق السياسات املالية والنقدية وأن تقوم البنوك مبهامها األسـاسـيـة واسـتـخـدام الوسيلة املتاحة لديها وهــو رفع سـعـر الــفــائــدة ويـــرى االقــتــصــاديــون أن أفــضــل الـوسـائـل للمواجهة هى وقف احلرب التجارية واستخدام قوانني مكافحة االحتكار وزيادة املنافسة واإلنتاج وضخ السيولة واملساعدات النقدية املباشرة ووقـف اإلنفاق احلكومى واالستثمار فى رعاية األطفال ورفع معدالت اإلنتاجية وفـرض ضريبة على األثـريـاء والتوقف عن فـرض رسوم على واردات أساسيات اإلنتاج واحلد من أرباح الشركات الكبرى وخفض التكاليف وحتديد األسعار.. وأدعو اهلل أن ينتهى التضخم وتعود األسعار لطبيعتها.