Al-Akhbar

شمس الحقيقة.. وضباب الشائعات

- شائعات.. وأكاذيب عواصف الضالل محمد بركات التواصل االجتماعى ‪m.barakat 1947@hotmail.com‬ >>> القوة.. والضعف

لعلنا الحظنا جميعا تلك املوجة العالية من الغضب الشديد واالنفعال الزائد واملنفلت، التى أصابت قوى الشر وفلول اإلفك والضالل جتاه األحداث والوقائع التى اشتمل عليها وتضمنها مسلسل «االختيار ،...،»3 وفى ذلك البد أن أقول بكل الصراحة إن ردة الفعل هذه من جانب هذه القوى وتلك الفلول لم تكن مفاجأة ألحد من عموم وخصوص أبناء مصر بطول وعرض البالد،..، بل على العكس من ذلك لقد كان ما جرى هو رد الفعل الطبيعى واملتوقع من هؤالء الكارهني ملصر وشعبها، والساعني بكل الشر للنيل من أمن البالد واستقرارها.

وللحقيقة وفى إطار املصارحة الواجبة أيضا البد أن قول، إن غياب املفاجأة يعود فى أساسه إلدراكنا ملدى السواد الذى يضمرونه للبالد والعباد رغم ادعائهم بغير ذلك، وحرصهم الدائم على ارتداء لباس املظلومية وادعائهم الطيبة طوال سنوات الكمون واالستعداد والتقية، منذ نشأتهم املشبوهة فى أحضان االحتالل البريطانى، وحتى انكشاف حقيقتهم البشعة فى عام1102 وما بعده.

من أجل ذلك كان التوقع هو غضبهم وردة فعلهم املنفلتة، جتاه «االختيار »3 ألنه يكشف ويوثق حقيقتهم البشعة، التى ال يريدون االعتراف بها أو اإلقرار بوجودها وصحتها، بل يسعون جاهدين إلنكارها والتنصل منها واالدعاء بغيرها.

ولكن ذلك فى احلقيقة ليس هو السبب الوحيد لغضبهم الشديد وانفعالهم املنفلت، بل هناك سبب آخر ودافع أقوى وأهم لديهم من انكشاف وجوههم التى يحاولون إخفاءها، وهو أن ما جاء فى «االختيار »3 هو عملية توثيق رسمى وواقعى وحقيقى لألحداث والوقائع التى جرت، فى العام األسود الذى سطوا فيه على احلكم فى مصر احملروسة، وما جرى خالل هذه األيام السوداء من مهازل ومكائد ومؤامرات ومواقف وأفعال يندى لها اجلبني لكل وطنى محب لوطنه.

والعقدة واملشكلة فى ذلك بالنسبة لهم، أن ما جاء فى «االختيار »3 يغلق الطريق ويوصد كل األبواب أمام أى محاولة من جانبهم لتغيير احلقيقة وتشويه الوقائع،...، وهذا هو السبب وراء كل هذه املوجة من الغضب والهياج العصبى واالنفعال املنفلت منهم.

واملتابع املدقق لسلوكيات وطبائع جماعة الشر والضالل يدرك أنهم يحترفون االدعـاءات غير احلقيقية والشائعات واألقاويل الكاذبة واملضللة، وأنهم يدعون ما ليس فيهم ويسعون

بكل الوسائل للنيل من مصر وشعبها حتت وقع كراهيتهم للدولة املصرية ولشعبها الذى تصدى لهم وأحبط مخططاتهم وأصر على اخلالص منهم وإنقاذ البالد من شرورهم قبل أن يوردوها موارد التهلكة والسقوط والفشل.

وفى مقابل ذلك ونتيجة له جلأت قوى الشر وجماعة اإلفك والضالل، إلى اإلرهـاب وسيلة لالنتقام من مصر وشعبها، وتطبيقا عمليا ملا أعلنوه قبل ذلك فى عام »2011« وما بعده، «إما أن يحكمونا أو يقتلونا».

وعندما فشلوا فى حتقيق مأربهم حتت وقـع الضربات الساحقة التى وجهها لهم جيش الشعب البطل، والتى أنزلت بهم الهزمية الساحقة وقطعت دابرهم وطهرت سيناء منهم، اضطروا للجوء إلى وسيلة اخلسة واجلنب وهى حرب الشائعات ونشر االدعاءات الكاذبة واملضللة على أمل الوصول لهدفهم فى نشر اإلحباط والفوضى فى ربوع البالد.

وهكذا وجدناهم يشنون على مصر موجات متتالية من الشائعات واألكاذيب واألباطيل واالدعاءات الباطلة، باإلضافة إلى تربصهم الدائم واستعدادهم اخلسيس للقيام بأى هجوم إرهابى غادر لو أتيحت لهم الفرصة،..، والهدف من وراء ذلك هو محاولة إشاعة اليأس ونشر اإلحباط والنيل من االستقرار بكل الوسائل القذرة والطرق الوضيعة.

وفى هذا السياق راحوا يشنون على مصر وشعبها موجات متتالية ومستمرة من العواصف الهدامة، املكتظة بكل ألوان الطيف من األكاذيب واالفـتـرا­ءات السياسية واالقتصادي­ة واالجتماعي­ة، بال ضابط وال رابـط سوى الرغبة املريضة فى النيل من وحدة الشعب وبث سموم الشك والفرقة بني املواطنني، ودافعهم الوحيد فى ذلك هو الكراهية العميقة ملصر وشعبها.

وإذا ما تأملنا فى ذلك جند أن هذه الهوجة تنطلق فى إطار حملة الكراهية البغيضة واحلقد العميق الكامن فى أعماق نفوسهم املريضة ضد الوطن والدولة والشعب املصرى.

وعواصف الضالل والهدم والتيئيس التى تشنها علينا هذه الفلول الضالة، تنطلق فى إطـار حملة ممنهجة من جانب جماعة التكفير والتفجير وقوى الشر املتحالفة معها والداعمة لها، سعيا لتقويض األمن وتهديد السلم االجتماعى على أمل هدم الدولة املصرية من الداخل، بعد أن فشلوا فى النيل منها وإسقاطها وتدميرها خالل هوجة أو عاصفة الربيع املزعوم

فى عام ،2011 طبقا ملا كانوا يأملون وما خططوا له بالتآمر مع قوى الشر الدولية، وما شرعوا فى تنفيذه بالفعل لوال أن اهلل سبحانه أحبط مسعاهم بثورة الشعب غير املسبوقة فى الثالثني من يونيو »2013« وانحياز اجليش إلرادة الشعب.

وأحسب أنه بات واضحا لكل أصحاب البصيرة النافذة والعقول الرشيدة، أن هذه القوى املعادية ملصر والكارهة لشعبها قد جلأت لسالح الشائعات املضللة واالدعاءات الكاذبة، لترويج ونشر ما تريد من أفكار مسمومة بني املجتمع سعيا لزرع الفتنة ونشر اإلحباط، على أمل كسر إرادة الشعب ومتزيق وحدته الوطنية وتعويق ووقف مسيرته الوطنية، والوصول إلى تدمير الدولة وإسقاطها.

وفى ذلك علينا أن ندرك أن هذه الفئة الضالة لم ولن تتورع عن استخدام كل الطرق اخلسيسة واجلبانة فى محاولة النيل من الوطن.. وإلحباط ذلك علينا مواجهة أكاذيبهم وادعاءاتهم الباطلة بنشر احلقائق بكل الشفافية واألمانة واملصداقية، وذلك إميانا واقتناعا منا بأن شمس احلقيقة كفيلة بتبديد كل ضباب وأباطيل األكاذيب واالدعاءات املغلوطة.

وفى تأملنا الضرورى والواجب ملوجات األكاذيب وحرب االدعاءات واألباطيل التى نواجهها، جند أن هناك أخبارا كثيرة وقصصا عديدة يتم تداولها على ظن أنها حقائق مؤكدة أو وقائع ثابتة، فى حني أنها مجرد افتراءات مختلقة وأكاذيب ال أساس لها وال وجود حقيقياً لها على أرض الواقع، وفى بعض األحيان جند أن هذه األخبار املفبركة والقصص املكذوبة حتتاج إلى جهد لنفيها أو تصحيحها، أو اقتناع الناس بعدم صحتها، وذلك لسبب بسيط، وهو أنها تستمد بعض قوتها وتأثيرها من املساحة العريضة لذيوعها وحجم انتشارها الواسع على شبكة التواصل االجتماعى ووصولها إلى اآلالف أو املاليني من البشر فى حلظة واحدة، وهو ما يحتاج إلى جهد شاق لنفيها وإثبات عدم صحتها وكذبها.

وفى ذلك علينا أن ندرك أن مبعث اخلطورة وموطن الضرر فى ذلك، يعود أساسا إلى الظاهرة السلبية التى تفشت بيننا مؤخرا، واملتمثلة فى أن الكثيرين منا اعتادوا لألسف على أخذ ما ينشر وما يتم تداوله على الشبكة العنكبوتية، على أنه حقائق مؤكدة واجبة التصديق ملجرد وجودها وتداولها على الشبكة،..، هذا فضال عن عدم جلوء الغالبية العظمى منا لألسف للتدقيق فى صحة ما يتم تداوله وتبيان مدى صدقه أو كذبه.

وعلينا أن نـدرك أن هذه الظاهرة السلبية، حتولت إلى سالح تستخدمه تلك اجلهات والقوى الهادفة للتأثير بالسلب على املجتمع، بزرع الشكوك ونشر اإلحباط بني اجلماهير، عن طريق نشر وترويج الشائعات، وهو ما يجرى استخدامه بالفعل من القوى واجلماعات والعناصر الكارهة ملصر وشعبها.

وهذا هو ما يجب مواجهته والتصدى له بكل قوة من خالل توخى املوضوعية ونشر احلقيقة الكاملة، وتسليط الضوء على حجم اإلجنازات التى متت وتتم بطول وعرض البالد خالل الثمانى سنوات املاضية،..، وعلينا فى ذلك أن نؤمن وندرك أن احلقيقة واملوضوعية هما سالحنا البتار فى مواجهة األكاذيب وكشف األباطيل،..، وأن شمس احلقيقة تبدد ضباب الشائعات دائما وأبدا.

النظرة املتأملة واملدققة للعالم بدوله وشعوبه تقول بقيامه على التنوع اإلنسانى واالختالف الثقافى والفكرى واالقتصادى والسياسى أيضا، فى ظل الـفـوارق الطبيعية القائمة بني املجتمعات واألفـراد والنظم، التى هى فى مجملها صناعة بشرية واجتهاد واختيار إنسانى، فى إطار التوافق العام بني غالبية الناس على الشكل واملضمون للدولة ونظامها السياسى واالقتصادى واالجتماعى.

وفــى هــذا اإلطـــار تتعدد وتختلف النظم والسياسات والسياقات االجتماعية للدول والشعوب، وفقا لصواب أو خطأ االختيارات والرؤى واالجتهادا­ت، وأيضا القدرة على تنفيذ تلك الرؤى واالجتهادا­ت وكذلك األحالم والطموحات والتمنيات، وحتويلها إلى واقع.

وفى ظل هذا االختالف وذلك التنوع نرى دوال قوية وأخرى ضعيفة، وشعوبا غنية وأخرى فقيرة ومجتمعات متماسكة وصلبة وأخرى ضعيفة وهشة، طبقا لإلمكانيات والقدرات وأيضا نظرا لصواب الرؤى أو خطئها وصالبة اإلرادة وقوة العزمية، أوضعفها وهشاشتها.

ورغـم هذا االختالف وبالرغم من ذلك التنوع، جند أن هناك طريقا واحدا ومتفقا عليه بني جميع الدول والشعوب فى عاملنا هذا، على كل من يريد القوة ويسعى للمكانة الالئقة أن يسير فيه، وهو طريق العمل والعلم والسعى اجلاد للتطوير والتحديث والتقدم.

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt