Al-Akhbar

لماذا يقامر النجم برصيده الجماهيرى؟!

- هويدا حمدى howaidaham­dy@hotmail.com

فى مصر فقط ما أن يصل الممثل إلى القمة حتى يسيطر عليه الغرور، ويصيبه خلل فى الرؤية وإدراك الحقائق، يظن أنه امتلك مفاتيح النجاح، فال يهتم إال بأرصدته فى البنوك مقامرًا برصيده الجماهيرى، متناسيًا أنه ال أحد يستطيع الضحك على الجمهور طول الوقت.

كما كان متوقعاً حقق الفيلم اجلديد ألحمد حلمى «واحد تانى» إيرادات ضخمة فى أسبوع العيد جتـــاوزت ١٣ مليون جنيه - كما ورد إلينا - لكن اإليــرادا­ت هنا ال تعبر عن جناح الفيلم الـذى عـرض فى موسم مضمون وفى ظل منافسة ضعيفة لفيلمني متواضعني جداً، واجلمهور كالعادة ينتظر جديد حلمى ويفضله، وليس لديه متنفس فى اإلجازات غير دور العرض رغم زيادة أسعار التذاكر، لكنى أتوقع انهيار اإليرادات بعد إجازة العيد، فقد اكتشف اجلمهور أن جنمه املفضل متادى فى الضحك عليه، وقدم فيلماً ضعيفاً سخيفاً مسروقاً من فيلم أمريكى متواضع، ليصبح الفشل حليفه.

لم يفشل فقط فى تقدمي جديد ولكن فشل فى أن ينتزع الضحك من اجلمهور، وفى رأيى هو أخطر ما أصبح عليه حلمى اآلن.. كان حلمى ينجح دائما فى إضحاك اجلمهور بخفة دمه وباختيار سيناريو وحــوار جيد يناسبه ويليق بجماهيريته ومبا حباه اهلل من قبول غير محدود عند كل الناس، فى أفالمه األخيرة كان اخلط البيانى هابطاً ينذر باستسهال أو غرور، حتى كان «واحد تانى» فأكد أن حلمى فقد البوصلة لطريق النجاح واالحتفاظ بالقمة وتاه وسط زحــام من التفاهة والفن الهابط وذهــب إلى حيث اختار سابقوه من أبناء جيله، وكان حلمى مختلفاً عنهم، نعم اعتاد مع فريق أفالمه سرقة األفـالم األمريكية لكن كان يغفر لهم متصير جيد جداً ومعاجلة تليق بالواقع املصرى وصدق األداء وكوميديا راقية هادفة تنتزع الضحكات من القلب بال افتعال.

فى «واحد تانى» املسروق من فيلم Jonathan« « وهو ليس فيلماً كوميدياً ولكن سيكودراما، جلأ املؤلف هيثم دبور الذى لم يشر للفيلم األمريكى الذى عرض ٨١٠٢ من قريب أو بعيد الفيهات جنسية سخيفة لم تنجح مع جمهور كان ينتظر من حلمى شيئا آخـر، فلم يجد ما ذهب إليه وإمنا وجد «واحد تانى» سرق منه ساعتني وثمن التذكرة! .

كان هذا هو شعورى

بعد نصف ساعة من الفيلم، زمن ضاع هباء ومائة وخمسون جنيها لفيلم هو بالكاد مسخ من فيلم أمريكى متواضع وال يغرى بسرقته أصال! وباملناسبة أنفقت على حضور الفيلم األمريكى وقتها ثمانية دوالرات ولــيــس مــائــة وخـمـسـني جنيها! ومازالت قيمة تذكرة السينما فى أمريكا ثابتة حتى اآلن مع األخذ فى االعتبار الفارق الكبير جدا بني حال دور العرض األمريكية واملصرية، فلماذا ارتفعت أسعار تذاكر دور العرض فى مصر وأهلها يعانون اقتصاديا؟ هذه قضية أخرى تستحق املــنــاق­ــشــة ولــكــن ليس مجالها اآلن.

مــثــلــم­ــا عـــاش جـــونـــا­ثـــان وجـــو يتشاركان جسدا واحـــــــ­ـــدا حتــت إشراف طبيبة من خالل جهاز صغير مـثـبـت خـلـف األذن،

ليعيش اإلثنان وفقا لقواعد صارمة، النهار كله جلوناثان والليل لچو، وكل منهما يترك لآلخر ڤيديو ليخبر شريكه فى اجلسد بتفاصيل يومه، ويناقش الفيلم هنا قضايا مهمة كاالغتراب، والوحدة، حاول املخرج بيل أوليڤر تأكيدها فى كل لقطة من خالل تفاصيل عديدة، أداء جيد ألنسيل إجلورت وتصوير وألوان، وموسيقى تصويرية كانت أفضل ما فى الفيلم املتواضع جدا، لكن هيثم دبور راق له هذا الفيلم الذى ال عالقة له بالكوميديا من قريب أو بعيد، ولم يحقق جناحاًً يذكر إال لدى بعض املراهقني جمهور آنسيل إجلــــورت، وقـــرر اقتباس الـفـيـلـم وحتــويــل­ــه لفيلم كوميدى، لكن بتصريف يناسب جمهور العيد، «لـــبـــوس­ـــة» يـضـعـهـا الـــبـــط­ـــل املــفــتـ­ـقــد للشغف بـدال من زرع جهاز خلف األذن، وبـكـل ما حتمله وتسمح به فكرة «اللبوسة» من إيحاءات جنسية سخيفة، يسير الفيلم على نفس النهج، جوناثان يتحول ملصطفى املوظف بالسجون والذى أصبح روتينياً حتى امللل، وبالتالى يقنعه صديقه أحمد مالك فى زرع «اللبوسة» ليستعيد شغفه باحلياة، لكن خطأ الطبيب يحوله لشخصني وهكذا يبدأ مصطفى وقرينه احلياة املزدوجة، ويتواصالن بتسجيل مقاطع الفيديو، وقد نسخها املخرج محمد شاكر خضير بنفس اجلرأة التى حتلى بها دبور، الغريب أن حلمى لم ينجح حتى فى االقتراب من مستوى آنسيل إجلورت وهو ممثل ضعيف باهت، فكان الدور أسوأ ما قدم حلمى فى حياته، ساعتان احتل فيها النجم الشاشة، لم يترك فرصة ألحد ليضاعف إحساسنا بامللل والكآبة، كنت أغبط أربعة كانوا بالقاعة معى وهم كل اجلمهور، تركوا مقاعدهم غاضبني قبل االستراحة، وأنا ال أملك رفاهية املغادرة.

حاول أحمد مالك بحركات بهلوانية أن ينتزع الضحك ولكنه خاب وفشل، ولم أدر ملاذا مت دس دور لروبى مثال، بال قيمة ويعد أسوأ أدوارها، عمرو عبد اجلليل وسيد رجب بال أى حضور، ونسرين أمني التى اجتهدت فى منحى آخر لم تنجح فى إثارة أحد، الفيلم فشل فى الضحك على اجلمهور رغم كل ما به من تلميحات خارجة وإفيهات سخيفة، واستحق غضب اجلميع، حتى مجتمع امليم الـذى حشره املؤلف فى أحداثه امللفقة دون سبب ناقم على الفيلم، رغم اتهام أحد احملامني له بالترويج للمثلية وال أدرى أين وملاذا؟ .

النقطة الوحيدة املضيئة فى الفيلم كانت نور إيهاب، فتاة موهوبة ذات وجه مالئكى مثلت بصدق ودون افتعال وسطحية انتهجها اجلميع فى «واحد تانى».

 ?? ?? ◼ أحمد حلمى فى لقطة من «واحد تانى»
◼ نور إيهاب
◼ أحمد حلمى فى لقطة من «واحد تانى» ◼ نور إيهاب

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt