حزب اهلل والذين معه
مساء األحد القادم، قد نكون أمام صورة جديدة للبنان، مختلفة متام ًا، قد تخالف تنوعه املذهبى والدينى ودوره احلضارى فى املنطقة، حيث تشير كل التوقعات، إلـى أن حزب اهلل وحلفاءه، حركة امل (الشيعية) والتيار الوطنى احلــر (املــارونــي)، وعــددًا ممن يــدورون فى فلكه من نسبة محدودة من السنة والدروز، قد يفوزون باالغلبية املربحة فى انتخابات مجلس النواب القادم، املــــكــــلــــف ايــــضــــا بـــتـــزكـــيـــة مـــرشـــح لترؤس الدولة اللبنانية، ومرشح احلـــــــــزب -حـــــتـــــى اآلن- حــلــيــفــه جـــــبـــــران بـــاســـيـــل املــــــارونــــــى صـهـر رئــيــس اجلــمــهــوريــة احلـــالـــي، كما ان رئيس الوزراء السنى لن يخرج عن احد املؤيدين لسياساته، وفقا للمحاصصة الطائفية، صحيح ان النتائج هى افـراز للرغبات فى الصندوق، ولكنها ستتسبب فى املزيد من التعقيد للدولة، على اكثر من صعيد، على الداخل الذى يتحكم فيه حزب اهلل، وجنح فى ان يكون دولة داخل الدولة، يساعده فى ذلك ٠٠١ ألف مقاتل، بحسب االرقام التى اعلنها زعيمه حسن نصراهلل فى أكـــتـــوبـــر املــــاضــــي، وخـــــال احلـقـب املاضية حتول احلزب من قوة مقاومة لاحتال االسرائيلي، واستطاع - رغم وجود روايات مختلفة - إجبارها على االنسحاب من اجلنوب، وتغول داخـــلـــيـــا، لـــدرجـــة ســيــطــرتــه على العاصمة بيروت عام ٨٠٠٢، فقط ألن الدولة حاولت ممارسة دورها، فى انهاء وجود نظام اتصال خاص به، بعيدا عن سلطة احلكومة، ومن يومها أصبح ميلك فيتو على أى قرار.
اغلبية حزب اهلل وانصاره مرتبطة بالعديد من العوامل، منها قدرته على حشد انـصـاره، والتعامل مع املــشــاركــة فــى االقـــتـــراع، عـلـى انها (تــعــبــد) كــمــا لـــو كـــانـــت (صـــــاة او صومًا وجهادًا)، وفقا لتصريحات قـــيـــادتـــه، حــيــث يـسـيـطـر عــلــى كل اصـــــوات الــشــيــعــة، بـــاالضـــافـــة الــى اختراقه للطوائف االخري، حيث لديه انصار من السنة، التى تعانى من تراجع حاد، حيث هناك دعوة للمقاطعة، بعد اعـان زعيم تيار املستقبل سـعـد احلـــريـــرى تعليق عمله السياسي، وغياب أى قيادة تستطيع جتميع الـطـائـفـة، ومـن الدروز باستثمار التناقض بني رموزه، كما ان مرشحى حركات التغيير، التى ظهرت فى اعقاب مظاهرات اكتوبر ٩١٠٢، لم تنجح فى تقدمي نفسها بديا للقيادات التقليدية.
وبسبب أغلبية حزب اهلل ستتأزم عاقات لبنان العربية والدولية، وجـلـهـا قــد تتقاطع مــع سياسات احلزب، خاصة مع تشعب دوره الذى خرج من الساحة اللبنانية الى أخرى عربية، سواء فى سوريا او اليمن وفى دول خليجية مثل البحرين، كما ان احلكومة القادمة ستجد صعوبة فى التوصل، الى اتفاق مع صندوق النقد او احلصول على الدعم االقتصادى الدولي.
وأخيرا، على العرب أال يتركوا لبنان (لقمة سائغة) حلزب اهلل.