زيارتى لقطر تعكس الرغبة المتبادلة فى تعميق العالقات دبلوماسيون: توقيت القمة مهم وسط التحديات العالمية
الوقت الراهن يتطلب التنسيق والشراكة لدعم األمن والمصالح العربية المشتركة
كتبت ريهام نبيل:
حظيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى قطر باهتمام دولى وترقب عربى، ملا تتضمنه من مباحثات تؤسس ملرحلة جديدة، تعد محطة مهمة فى مسار العالقات الثنائية بني الدوحة والقاهرة.. وأكد السفير على احلفنى نائب وزير اخلارجية األسبق أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الدوحة تتسم بأهمية بالغة، وتأتى فى إطار رد زيارة أمير دولة قطر ملصر، وأضاف: ستفتح الزيارة آفاقا ملزيد من التعاون بني الدولتني ومزيد من التفاهم وفرصة للتشاور والتنسيق فيما يتعلق بالعديد من القضايا التى تهم كال الدولتني سواء فى إطار عالقات ثنائية أو فيما يتعلق باألوضاع اإلقليمية.. من جانبه أكد د. عدلى السعداوى عضو املجلس املصرى للشئون اخلارجية أهمية الزيارة، التى تشير إلى مستوى متميز من العالقات بني الدولتني فى كافة املجاالت والذى جاء نتاج التنسيق والتشاور الدائم فى الفترة املاضية.. ويضيف السعداوى: أن هذه الزيارة حتظى بأهمية على املستويات العربية واإلقليمية والدولية وتتناول العديد من امللفات وسبل تعزيز التعاون بني البلدين الشقيقني فى مختلف املجاالت، إضافة إلى القضايا وامللفات اإلقليمية والدولية ذات االهتمام املشترك.. وأوضح السفير حسني هريدى مساعد وزير اخلارجية األسبق أن االستعداد رفيع املستوى فى قطر الذى سبق زيارة الرئيس السيسى يؤكد أهميتها والتى تتناول العالقات الثنائية بني البلدين وأوجه دعمها وتعزيزها فى مختلف املجاالت.
أكــد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن زيارته لدولة قطر تعكس التطور والزخم الذى اكتسبته العالقات بني البلدين فى الفترة األخيرة، وترسخ رغبتهما فى تعميقها على مختلف األصعدة مبا يخدم مصالح البلدين والشعبني الشقيقني.
وقــال الرئيس السيسى فى حــوار مع وكالة األنباء القطرية «قنا»: «أود أن أعرب عن تقديرى لـدولـة قطر قـيـادة وحكومة وشعبا على حسن االستقبال وكرم الضيافة التى حظينا بها خالل الزيارة، والتى تعكس التطور والزخم الذى اكتسبته العالقات فى الفترة األخيرة، كما ترسخ الرغبة املتبادلة لدى اجلانبني بالتطلع لتعميق العالقات الثنائية على كـافـة األصــعــدة لصالح البلدين والشعبني الشقيقني».
ونوه الرئيس بأن زيارته لدولة قطر تعكس رغبة البلدين املتبادلة «لدعم التضامن العربى وتفعيل العمل العربى املشترك لتحقيق هـدف رئيسي، وهو احلفاظ على أمن واستقرار املنطقة خالل املرحلة الراهنة التى تتسم بدقة شديدة فى ظل ظـروف عدم االستقرار اإلقليمى والدولى الذى يجتاح العالم، األمر الذى يتطلب تكثيف التعاون والتنسيق املشترك بني مصر وقطر».
وأكــد الرئيس أن مجال التعاون االقتصادى واالسـتـثـمـارى بــني قطر ومـصـر «يـعـد مــن أهم املـجـاالت الــواعــدة للتفاعل بـني البلدين، األمـر الـذى مت استعراضه بشكل مكثف ومفصل على مدار العام املاضى بني كبار املسئولني املصريني والــقــطــريــني، وذلــــك فـــى ضـــوء تــعــدد الــفــرص االستثمارية وتنوعها فى مصر فى كافة املجاالت، فى ظل عملية التنمية الشاملة التى تشهدها كافة ربوعها».
وأضاف الرئيس أن «هناك الكثير من األفكار واملبادرات التى مت طرحها مؤخرا بني اجلانبني، ونـأمـل أن تنعكس بتحرك واقـعـى ملموس على مشروعات واستثمارات مشتركة، خاصة ما يتعلق مبجاالت الغاز الطبيعى والطاقة املتجددة مثل الهيدروجني األخضر، وصناعة البتروكيماويات، وكذا تعزيز التعاون املشترك بني صندوق مصر السيادى ونظيره القطري».. كما لفت الرئيس إلى مجاالت أخرى للتعاون االقتصادى املشترك وهى «املشروعات الزراعية التى تأتى فى إطار التعامل مع األزمـة العاملية احلالية فى إمـدادات سالسل احلبوب والــغــذاء».. مشيرا إلـى اللقاء املهم مع رابطة رجال األعمال القطريني وغرفة التجارة القطرية، باإلضافة إلى االتفاقيات التى مت توقيعها بني البلدين.
ونوه الرئيس السيسى
بدور دولة قطر وتفاعلها
فى عدد من امللفات السياسية اإلقليمية، وحتقيقها نتائج إيجابية فى التعامل مع تلك امللفات، مشيدا بـاجلـهـود األخــيــرة للوساطة القطرية املبذولة من أجل دعم عملية احلـوار الوطنى بني النظام االنتقالى التشادى وجماعات املعارضة املسلحة، وهـــى «اجلــهــود الـتـى ندعمها ونتطلع للتعاون لتعزيزها سويا لتحقيق االستقرار والتنمية واألمن للقارة اإلفريقية».
وعن رؤيته لآلفاق التى ستنعكس على املنطقة جـراء استضافة دولـة قطر كـأس العالم ،2022 هنأ الرئيس عبدالفتاح السيسى دولة قطر على استضافة هــذا احلــدث الرياضى العاملى ألول مرة فى املنطقة العربية، «األمر الذى يفتح آفاقا الستضافة املنطقة للمزيد من األحداث الرياضية العاملية، وإننى على ثقة فى قدرة قطر التنظيمية واللوجستية خلروج هذا احلدث العاملى فى أبهى صوره، وعلى نحو يليق باألمة العربية».
وحـــول القمة العربية املقبلة فـى اجلـزائـر، واملـطـلـوب السـتـعـادة التضامن الـعـربـي، أجــاب الرئيس قائال: «فـى تقديرى أن القمة العربية املقبلة بالشقيقة اجلزائر تنعقد فى وقت حساس متـر بـه األمــة العربية، التى تشهد العديد من األزمات والتوترات وتفشى خطر اإلرهاب، ولكى أكون واضحا ومركزا فى تلك النقطة، أشدد على حتمية استعادة عـدد من املـبـادئ واملفاهيم فى منطقتنا العربية، فى مقدمتها التمسك مبفهوم الـدولـة الوطنية، واحلـفـاظ على سـيـادة ووحـدة أراضى الـدول، وعدم التعامل حتت أى شكل من األشكال مع التنظيمات اإلرهابية وامليليشيات املسلحة، وفــى املـقـابـل دعــم اجلـيـوش الوطنية واملؤسسات العسكرية».
وأكد الرئيس أهمية «تعزيز سلطة املؤسسات املركزية لعدم ترك أية مساحة أو فراغ ألى قوى خارج هذا اإلطار للعبث مبقدرات الدول العربية وشعوبها، وغلق الباب أمام أى تدخالت خارجية، إلى جانب التمسك مببدأ املواطنة كعنصر أساسى للحفاظ على السالم املجتمعي. تلك هى مبادئ عامة تتمحور حولها كافة مشاكل املنطقة العربية، وهذا هو اإلطار الذى نتطلع للتعاون من خالله مع اإلخوة واألشقاء العرب خالل القمة املقبلة».
وتابع قائال: «أمــا عن سبل تعزيز التضامن العربى ودور اجلامعة العربية فى هذا اإلطار، فى تقديرى أنه من الضرورى جتاوز اخلالفات العربية البينية، مع أهمية تركيز اجلهود العربية فى الوقت الراهن على التنسيق والشراكة، من أجل التكامل السياسى واالقـتـصـادى ودعــم األمــن واملصالح العربية املشتركة».