Al-Akhbar

نحتاج حمالت إعالمية ضخمة تؤثر على المواطن وتدفعه التخاذ موقف إيجابى

د.ليلى عبدالمجيد:

-

أكدت د.ليلى عبد املجيد، أستاذ اإلعام بجامعة القاهرة، أن القضية السكانية أصبحت اآلن واقعاً وقضية أمن قومى تتطلب االهتمام اإلعامى املكثف بشكل مستمر وهو ما اليحدث، موضحة أن ما يتم حالياً هى اجتهادات فردية بن احلن واآلخر من قبل بعض اإلعامين، وتتم فى املناسبات مثلما يحدث عندما يتحدث الرئيس عن الزيادة السكانية فيبدأون باالهتمام باألمر لفترة معينة فقط.

وتضيف عبد املجيد أن الوضع احلــالــى اليـحـتـمـ­ل هـــذه املـــبـــ­ادرات الفردية بل املجتمع فى حاجة ماسة إلــــى حـــمـــات إعــامــيـ­ـة مخططة للمساهمة فى حل هذه األزمة، إال أن عليها أن تراعى التغيرات التى حدثت على املجتمع املصري، فاألفراد الذين كانت حتدثهم حمات تنظيم األسرة عــام 2010 أو مـا قبلها ليسوا هم املسئولون عن تكوين أسـرة جديدة فى الوقت احلالي، فثقافة الشباب اآلن مختلفة ونظرته مختلفة لألمور لذلك فــإن احلجج والـوسـائـ­ل التى ستؤثر فيه عليها أن تكون مختلفة، وأكــــدت أنـــه الميـكـن الـنـجـاح بــدون وضـع خطة محكمة برؤية مختلفة ، ومحددة بجدول زمني، وبأنشطة متنوعة فـى وسـائـل معينة جلمهور محدد خصائصه.

وأشارت إلى أن السبب وراء اختفاء حمات تنظيم األسرة تعود إلى عدة أسباب أبرزها اجلانب املادى، موضحة أنه قبل األلفية كانت هناك حمات تنظيم أسرة مخططة يتم تنفيذ جزء منها عن طريق التمويل من املنظمات الدولية التى تعمل فى مجال التنمية واملهتمة بالزيادة السكانية، خاصة اجلهات التابعة لألمم املتحدة على سبيل املثال، أما اآلن جند أن احلمات املمولة قلت بشكل كبير ألنها مكلفة للغاية.

عـلـى جـانـب آخـــر أوضــحــت عبد املجيد أن عدم االهتمام اإلعامى بقضية النمو السكانى يعود أيضاً إلى اختفاء اإلعامين املخضرمن املهتمن بهذه القضية، مشيرة إلى أنه قدمياً كان لدينا إعاميون فى كافة الوسائل قد اختاروا االهتمام بهذه القضية، وحصلوا أيضا على دورات تدريبية متعددة على املستوين اإلقليمى والدولي، وسافروا فى منح ورأوا جتارب الدول األخرى، فكانت قضيتهم هى ملف السكان وكانوا يعنوا به ويهتموا به بشكل كبير سواء فى الصحف أو اإلذاعة والتليفزيو­ن.

وأضافت قائلة »: لذا فإن األمر ال يقف على احلمات اإلعامية بل نحن فى حاجة إلى مجموعة من احملررين واإلعامين واإلذاعين املدربن جيداً واملؤمنن بهذه القضية ألن مَن ال يؤمن بهذه القضية لن يكون مقنعاً للجمهور، وعليهم أن ميلكوا الوسائل الصحيحة لاقناع، وعلى اجلانب اآلخـر على رؤســاء التحرير سـواء فى الصحف الورقية أو الرقمية أو البرامج وضع هذه القضية على رأس اهتماماتهم دائماً، ومناقشتها على كافة املستويات سواء األطفال أو الشباب أو ماهم أكبر من ذلك مختلف الطبقات االجتماعية ومختلف مستويات التعليم».

وقــالــت عـبـد املـجـيـد أن اختفاء احلــمــات اجلــاذبــ­ة واملــجــد­يــة أمـر تراكمى تسببت فيه القيادة السياسية خال العشر سنوات التالية لعام 2000 ، فلم يكن هناك اهتماماً حقيقياً باجلانب اإلعامى فى حل املشكلة السكانية ، ألن الدولة لم تكن تضع دور اإلعام فى االعتبار بل كانت تركز على أن التنمية هى احلل الوحيد ألزمة السكان، وهذا خطأ ألن التنمية مدخل مهم جداً لكنه ليس الوحيد، وبالتالى تراجعنا بشكل كبير، موضحة أن الفترة ما قبل عام 2000 كانت هناك نتائج مميزة فى خفض معدل النمو السكانى فى مصر، لكن مع انحسار االهتمام اإلعامى بـدأت املعدالت تزيد مــرة أخـــرى. وأكملت قائلة : «فى 2010 استشعرت الدولة خطر الزيادة السكانية ومتت إعادة إحياء احللول، لكن ما حدث فى 2011 ثم فترة عدم االستقرار حتى عام 2014 جعلت األمر خارج عن السيطرة، حتى جاء الرئيس السيسى الذى لطاملا اهتم بهذه القضية وحتدث عنها فى كثير من املناسبات، لكن يجب أن ينعكس هذا االهتمام باإليجاب على اإلعام فا يكون تناوله للقضية مؤقتاً أو موسمياً بـل مستمراً بحمات لها توقيت زمنى».

وأشــارت عبد املجيد أن الدراما والسينما حتى األغنية تلعب دوراً مهماً فى التوعية بقضايا املجتمع خاصة قضية الزيادة السكانية، بجانب وسائل التواصل االجتماعى ومحطات «االف ام»، موضحة أن األسلوب غير املباشر هو األسلوب األجدى مع التركيز على حجج مقنعة لفئات اجلمهور املختلفة، ألن هناك العديد من العقبات فى ثقافة املجتمع السائدة مثل فكرة «كل طفل بـرزقـه» و»الــعــزوة» و»األطـفـال مصدر دخل لألسرة» وهكذا.

 ?? ?? ◼ د.ليلى عبداملجيد
◼ د.ليلى عبداملجيد

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt