نــحــتــفــل بـــالـــقـــنـــاة.. وبــــــــاإلرادة الـمـصـريـة
.. وهذا عيد ينبغى أن نحتفى به كما ينبغي، اليوم متر 66 سنة على معركة املرشدين التى كانت حاسمة فى تقرير مصير قناة السويس. كان املقرر التاريخى بتأميم القناة واستعادتها للوطن يواجه كل املؤامرات املمكنة والتى وصلت بعد ذلـك إلـى املـؤامـرة الكبرى بــالــعــدوان الـثـاثـى مبـشـاركـة فرنسا وبريطانيا مع إسرائيل.
لم يكن قد مر إال خمسون يوما على قرار التأميم، واإلدارة املــصــريــة لـلـقـنـاة حتـقـق املستحيل لضمان النجاح حتى ال تعطى فرحة للمتربصني. وكان هذا الفصل من التآمر مخططا له بدقة ليقول للعالم إن مصر ال تستطيع ضمان املاحة فى القناة. مت سحب املرشدين األجـانـب وكـبـار الفنيني واإلداريــــني الذين يرتبط عملهم مباشرة بتسيير املـاحـة فـى القناة. وفـــى نـفـس الــوقــت كــانــوا قــد ضــاعــفــوا الـسـفـن التى تــرابــط على مــداخــل الـقـنـاة وتطلب الـعـبـور. وكانت كل تقديراتهم تؤكد أن اإلدارة املصرية لن تستطيع مواجهة املوقف.
لم يكن قد بقى فى اخلدمة إال ربع عدد املرشدين 52« من أصل »207 ولم يكن هناك مفر من النجاح. وبـيـنـمـا جـلـس املـــرشـــدون األجـــانـــب املـنـسـحـبـون على شاطئ القناة ينتظرون عودة سريعة ومظفرة بعد أن حتدث األزمـة وتفشل اإلدارة املصرية، كان املصريون يكتبون ملحمة النجاح الباهر ومعهم األصدقاء من املرشدين اليونانيني الذين رفضوا االنسحاب ووقفوا بجوار مصر.
فشل هذا الفصل من املؤامرة.. واألهـم - بالنسبة لنا- أن هذه الروح املنتصرة ظلت قرينة قناة السويس حتى اآلن.
وبهذه الروح عبرت القناة كل األزمات، واستطاعت أن تــقــدم دائـــمـــا الــنــمــوذج األفـــضـــل لـــــإدارة املـصـريـة الـنـاجـحـة.. ولــــإرادة املـصـريـة الــقــادرة على مواجهة التحديات.
هذا العام حققت القناة ملصر إيرادا يفوق السبعة مليارات دوالر ليصل ما حققته منذ التأميم إلى 135 مليار دوالر. واألهـــم أن قصة النجاح مستمرة، وأن التطوير ال يتوقف، وأن القادم - بإذن اهلل- أفضل، وأن كل ذلك يتحقق بأيادى املصريني القادرة على صنع املعجزات.
نحتفل بـهـذا الــيــوم ألن مـصـر قــــادرة عـلـى الـــدوام أن تتصدى للتآمر، وأن تواجه التحديات، وأن تقدم األفضل كما فعلت حـني «راح الدخيل.. وابــن البلد كـفـي»، كما قــال «صـــاح جــاهــني»، فـى وصــف ملحمة املرشدين!