Al-Akhbar

ب «آدم» احذروا حب النقياد وراء «حواء»

-

مسألة التفوق الذكائى للمرأة على الرجل، مسألة مفروغ منها مهما كابر فيها الرجل، فمثًا.. يظل الشباب يسخر من الزواج حتى يجد نفسه مربوطاً من رجليه بحبل، والطرف اآلخر من احلبل فى يد املرأة التى جتره على وشه إلى عش الزوجية، وهذا اجلر يتم بفضل حقنة «البنج» أو «حقنة احلب» التى حتقنه بها قبل أن تسحله، املرأة حترص على ان يتمم الشاب نصف دينه، وحتقق هذا بذكائها رغم كل جعجعة فارغة منه، ويساعدها على حتقيق هذا أن الزواج مرض وراثى يتوارثه االبن عن األب عن اجلد عن جد اجلد، غير أن الشاب قد مييل إلى الفرار من هذا املرض مدفوعاً بغريزة الدفاع عن النفس أوغريزة حب البقاء، وتتغلب عليه فى النهاية غريزة حب االنقياد للمرأة التى تزداد قوة وفاعلية كلما تقدم الرجل فى السن حتى يصل إلى الدرجة التى ينهر فيها ابنه قائا: «ما بتسمعش كام أمك ليه يا ولد.. تكونش فاكر نفسك أحسن منى؟».

الـــرجـــ­ل يــصــل إلـــى هــذه الدرجة من االنقياد للمرأة ألنها صاحبة الفضل األول فى تنمية غريزة حب االنقياد لها عندما تبدأ مع الرجل خطة باهرة الـذكـاء تعوده على االنقياد وراءها، فتلبس احملزق لتراه ميشى خلفها بعيون مبحلقة ويسرع فى أعقابها بعيون أكثر بحلقة، فاحملزق وامللزق أدوات ضرورية لتدريب الرجل على أن ميشى دائماً فى االجتاه الذى تسير فيه، ويكون خلفها باستمرار كالتابع والسيد، وقد ال تلبس كل ما سبق ومع ذلك ميضى الرجل خلفها ألن الطبيعة نفسها تخدم املرأة فى انقياد الرجل وراءها، ألن سيقان املرأة من اخللف أجمل منها من األمام ! وحتى عندما ينضج الشاب ويصبح على رصيد من االتزان وال يجرى وراء احملزق، جنده يدخل مرحلة أخرى فى االنقياد للمرأة عندما يصبح «جنتلمان» ويتقن فى هذه املرحلة فن االنحناء للمرأة ويحرص على أن تتقدمه ليتبعها فى احلفات واملجتمعات. .

وناحظ هنا أن املرأة تكون مرتدية فستانا سواريه ال هو مينى وال ميكرو وال يكشف عن السيقان ألنه طويل وحشمة، لكنها ال تنسى بذكائها أن تقدم للرجل كل عوامل الترغيب ليمشى خلفها كالتابع، فتجعل الفستان عارى الظهر لتنمى فى «اجلنتلمان» غريزة حب الظهور النسائية فيظل دائماً يتبعها كاملسحور فى حالة سعادة، ومن التدريب الطويل يتعلم االنقياد للمرأة معنوياً، فرأيه ميشى خلف رأيها ألنها تعرف كيف تقول رأيها ملفوفاً بذكاء فى ورق سلوفان مفضض مربوطاً بفيونكة وردى، والرجل مهيأ نفسياً لكى يتبعها فى آرائها بعد أن تعلم منذ شبابه أن يكون تابعاً يسير خلفها سواء كان صايع فى الشارع أو «جنتلمان» مجتمعات عنده غريزة حب الظهور العارية..والشىء الغريب املجرد من أى إنصاف أن يقال إن الرجل بعد كذا سنة زواج يتقوس ظهره وميشى مطأطأ الرأس، وأعداء املــرأة ينسبون هـذا التغيير الفسيولوجى بأن سببه هموم الزواج واملتاعب التى شيبته منها الـزوجـة، وهـذا افتراء عليها، فالرجل بعد كذا سنة جواز يتقوس ظهره ويصبح مطأطأ الرأس بسبب االعتياد على املشى خلفها منذ شبابه وهو مطاطأ رأسه ليبحلق فى سيقانها أو فستانها، وملا كان الرجل أطول قامة من املرأة فشىء طبيعى أن يطأطئ رأسه إن كان «جنتلمان» ليبحلق فى ظهرها، وشىء عادى جداً بعد السنن الطويلة من املشى خلف املرأة أن حتدث تلك التغيرات الفسيولوجي­ة فى جسمه إلفراطه فى طأطأة رأسه لزوم البحلقة، وأنا أعرف زوجة مسكينة ال تستطيع أن ترى وجه زوجها كامًا إال إذا جلست على األرض وتطلعت إليه، فرأسه ملقى فوق صدره على طول فى حالة طأطأة حادة، ذلك ألنه كان أكبر خلبوص فى شبابه.

أحمد رجب من كتاب «توتة توتة»

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt