«الحرب مستمرة « «٢/٢»
طبقا للتطورات واملستجدات املعلنة على ساحة القتال الدائر على األراضـــى األوكـرانـيـة، هناك تـــــقـــــدم الفـــــــت ومــــعــــلــــن لـــلـــقـــوات األوكــــرانــــيــــة عـــلـــى عـــــدة جــبــهــات بــاجلــنــوب والـــشـــرق، وهـــو مــا أدى إلى استعادة أوكرانيا للعديد من املواقع والبلدات، التى كانت واقعة حتت االحتالل الروسى.
وفــى ظـل هــذه املستجدات قد يتصور البعض، أنها تعنى بداية انـــدحـــار مــؤكــد لـلـقـوات الـروسـيـة توطئة لالنسحاب وتوقف القتال ووضع نهاية للحرب، التى اشتعلت فى نهاية فبراير املاضى، واستمرت مـشـتـعـلـة طـــــوال الــســبــعــة شـهـور املاضية حتى اآلن.
وفـــى اعــتــقــادى أن ذلـــك تصور متسرع وغير واقعى على اإلطالق، نـــظـــرا لـــفـــارق الـــقـــوة الـعـسـكـريـة، واالخـــتـــالل الــهــائــل والـكـبـيـر فى امليزان العسكرى لصالح القوات الـروسـيـة، وهــو مـا يعنى إمكانية معاجلة ما مت باعتباره اختراقا محدودا رغم جناحه، ولكنه ال يؤثر تأثيرا كبيرا على مجمل الساحة احلربية، وذلك باعتراف اجلانب األمريكى ذاته.
وطـبـقـا ملــا جـــرى ويــجــرى على أرض الواقع األوكرانى منذ اندالع املـعـارك فى نهاية فبراير املاضى وحــتــى اآلن، بـــات واضــحــا وجــود صراع إرادات بني روسيا فى جانب والـــــواليـــــات املـــتـــحـــدة األمــريــكــيــة والغرب فى اجلانب اآلخر.
وفـــى هـــذا اإلطـــــار هــنــاك إرادة أمريكية أوروبية على إطالة أمد احلرب، بهدف إنزال أكبر قدر ممكن مـن اخلـسـائـر املــؤثــرة واجلسيمة بــاجلــانــب الـــروســـى، واسـتـنـزافـهـا وإضعافها على قدر املستطاع، إن لم يكن هزميتها.
وفى املقابل هناك إرادة روسية معلنة وواضحة منذ البداية، وهى حتقيق ما طالبت به من االعتراف بشرعية ضـم شبه جـزيـرة القرم لــروســيــا، واالعــــتــــراف باستقالل «دونــــيــــتــــســــك» و«لـــوجـــاتـــســـيـــك»، بــــاإلضــــافــــة إلــــــى عــــــدم انـــضـــمـــام أوكرانيا حللف الناتو وهو ماترفضة اوكـرانـيـا.. نستطيع تبني الغيبة الكاملة لوجود إرادة سياسية لدى كال اجلانبني، القبول أو الرضوخ لرغبات وأهداف الطرف اآلخر، مبا يعنى استمرار القتال وأن احلرب مستمرة حتى إشعار آخر.