Al-Akhbar

المصريون يبتكرون لمواجهة ارتفاع األسعار

- أحمد عبيدو - هويدا احمد

ال شك أن األوضاع االقتصادية فى العالم أجمع ألقت بظاللها على املجتمع املصرى باعتباره جزءا من هذا الــعــالـ­ـم.. وال يـخـفـى عـلـى الـقـاصـى أو الــدانــى حقيقة األوضاع الصعبة لالقتصاد العاملى بسبب جائحة كورونا وما أعقبها من حرب روسية أوكرانية أدت إلى مزيد من الغالء ووقف تصدير واستيراد سلع أساسية وبالتالى ارتفعت األسعار ووصل سعر الدوالر إلى عنان السماء ومـا دونـه من عمالت وصـل إلـى سابع أرض.. وأمـام كل ذلك فإن املواطن املصرى على موعد مع العذاب بسبب ما آلت إليه األسعار ولكن حنكة املصريني فى التعامل مــــع األزمـــــ­ـــات أظــــهـــ­ـرت مـــعـــدن­ـــهـــم األصــــيـ­ـــل فــــى الــصــبــ­ر

البداية كانت من أمـام محل ورد بـوسـط الـبـلـد حـيـث وقــف صاحبه محمد ورده كما يطلق عليه منتظرا الزبون الـذى ال يعرف متى سيأتى سألناه عن حاله وعن كيفية مواجهته الرتـفـاع االسـعـار فقال إن االسعار اصبحت بـا ضـابـط او رابـــط فى كل السلع األساسية خاصة الغذائية حتى ان الغاء طال الورد الذى يبيعه فكان منذ عـدة سنوات يبيع بوكيه الورد بـ001 او 150 جنيها اما اآلن فاألسعار ارتفعت لتبدأ من 300 أو 400 جنيه قياسا على ذلك ارتفعت كل األمور املعيشية من مياه وكهرباء وغاز طبيعى وفواتير..

وعن مواجهته للغاء أوضح محمد انه اضطر للتكيف والتأقلم مع الغاء واتبع سياسة املثل القائل «اللى يعوزه بيتك يحرم على اجلامع» مشيرا إلى انـه كـان يوميا يقوم باجللوس مرة او مرتني على املقاهى عقب عودته مـــن الـعـمـل كــنــوع مـــن االســتــر­خــاء واالستجمام ولكنه تنازل مجبرا عن هـذه الرفاهية حتى يدخر أموالها ملـصـروف البيت مضيفا انــه يأكل حلمة مرة واحـدة فى الشهر او كل شهرين اما عن الدواجن واألسماك فمرة واحــدة على األقـل كل أسبوع حتى يستطيع مقاومة أعباء احلياة ويـوفـر متطلبات اوالده خاصة ان لديه ثاثة من األبناء جميعهم فى مراحل تعليمية مختلفة.

وعـــلـــى نــاصــيــ­ة احــــد الـــشـــو­ارع الرئيسية فى ميدان التحرير يقف عـــم «عــلــى ســلــيــم­ــان» حتـــت اشـعـة الشمس احلارقة ليبيع اجلرائد فى محاولة منه للحصول فى نهاية اليوم على بعض اجلنيهات يسد بها رمق اوالده موضحا انه يعول 4 أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، وحتى يواجه الغاء قرر عدم إعطاء أوالده دروسا خصوصية فـى كـل املـــواد باستثناء بعض املــواد االساسية التى حتتاج الى فهم وتركيز على حد قوله مثل الرياضيات ومادة اللغة االجنبية.

اللجوء للوكالة

وأضاف «علي» أن أوالده ليس لهم متطلبات باستثناء املأكل واملشرب وكل فترة يقوم بشراء مابس لهم مــع كــل بــدايــة دخـــول عـــام دراســـى جــديــد حـيـث يــذهــب الـــى الـوكـالـة بـوسـط البلد لـشـراء تلك املابس فهى على حد تعبيره على اد االيد وبها مابس ذات جـودة جيدة الى حد ما، معربا عن امنياته بتخطى مصر موجة الـغـاء التى تشهدها حاليا وانعكست على قدرة املواطن االقتصادية والشرائية.

وعلى عربة تني شوكى يقف «أمين صاح» ينادى بصوت عال «يا حلو يا تني.. قرب وجرب»، وبالفعل اقتربنا مـنـه وســألــنـ­ـاه عـــن حــالــه ووضـعـه املـادى فأجاب بأن احلياة أصبحت فى منتهى الصعوبة والقسوة وانه ال سبيل للنجاة منها اال بالعمل على مدار 14 ساعة واتباع سياسة التقشف حيث انه جاء من أسيوط الى القاهرة لبيع التني الشوكى حيث إن لديه ولــدا واحــدا يريد ان يراه

واملـــقــ­ـاومـــة والــتــكـ­ـيــف والــتــأق­ــلــم مـــع األســـعــ­ـار اجلــديــد­ة حلــني إشــعــار آخـــر بتحسن األوضــــا­ع داخـلـيـا وخـارجـيـا وارتفاع قيمة اجلنيه وزيادة الصادرات وتشغيل املصانع وتـراجـع التضخم وحتسني معدالت النمو.. «األخـبـار» فى هذا التحقيق التقت بعدد من املواطنني فى الشارع املصرى وسألتهم عن كيفية مواجهتهم الرتفاع األسعار والغالء الذى طال كل شيء.

حتقيق :

فى اعلى املناصب واملـراتـب لذلك هو يعمل ليا ونهارا حتى يوفر له متطلباته وحتى ال يشعر باى نقص عــن زمــائــه واقـــرانـ­ــه فــى املـراحـل التعليمية.

وقال امين إن الغاء طال كل شيء حتى ان الواحدة من التني الشوكى سعرها وصــل الــى 5 جنيهات بعد ان كـانـت بجنيه واثــنــني فــى بعض «تصوير : محمد عبد املنعم» االحيان موضحا ان من كان يشترى بــــ01 جنيهات منه اصـبـح يشترى بـ5 فقط وهـذا هو حال الكثير من االسر املصرية التى جلأت الى تقليل الكميات من االحتياجات االساسية.

تراجع الشراء

أما زينب بدر الدين جزارة فتقول ان الوضع اصبح صعبا للغاية وانه ال

يخفى على احد ارتفاع االسعار وهو ما انعكس على املواطن فى قدرته على الـشـراء، موضحة ان املواطن الـذى كان يشترى 2 كيلو حلوم فى الشهر الـواحـد اصبح يشترى كيلو واحد بعد ان وصل سعره الى 180 جنيها وبالطبع هــذا الـتـراجـع فى الشراء انعكس عليها وعلى اسرتها ودخـلـهـا الـشـهـرى واصـبـحـت غير قادرة على الوفاء مبتطلبات احلياة خـاصـة انـهـا تـعـول بنتني إحداهما متزوجة ولديها اوالد.

وتضيف زيـنـب انـهـا تـقـوم بعمل جــمــعــي­ــة كـــل فـــتـــرة مـــع عــــدد من صـديـقـاتـ­هـا وافــــراد املـنـطـقـ­ة التى تـعـيـش فـيـهـا حــتــى تـسـتـطـيـ­ع دفــع مصروفات املدرسة البنتها الثانية.

ويــــقـــ­ـول ســـيـــد مـــحـــمـ­ــود تــاجــر خـضـراوات إنـه يلجأ الـى التوفير مـن خــال االبتعاد عـن كـل مـا هو غال ويتبع اسلوبا ناجحا فى ذلك هــو املـقـاطـع­ـة لـكـافـة الـسـلـع التى تــرتــفــ­ع اســعــاره­ــا وهـــو مـــا حــدث مؤخرا مع البيض واللحوم ويكتفى بشراء الـدواجـن فقط كبروتني له وألسرته.

امـــا مـحـمـد عــبــده بــائــع حـلـوى فيقول ان األسعار ارتفعت بشكل رهـيـب خـاصـة املـــواد اخلـــام التى تــدخــل فــى صـنـاعـة احلــلــوى مثل الـسـكـر والـــزبــ­ـد والـــزيــ­ـت وهـــو ما ادى الـى ارتفاع اسعارها وتراجع االقبال عليها وهو ما اثر على دخله بشكل كبير مضيفا انه اعتمد على السلف الفترة االخـيـرة مـن بعض زمائه حتى يستطيع توفير نفقات اسرته.

وقــال محمد السيد موظف ان الشعب املصرى يعلم األزمـة التى ميـــر بــهــا الــعــالـ­ـم ولــيــســ­ت مصر فـــقـــط، فــنــحــن نــعــيــش فـــى ازمـــة اقــتــصــ­اديــة ال نـعـلـم مــتــى تنتهى ولــكــن الـشـعـب املــصــرى يستطيع الــتــحــ­امــل واملــعــا­يــشــة مـــع جميع االوضاع موضحا انا مثا أستطيع توفير احتياجات بيتى على مدار الـشـهـر مــن خــال االسـتـغـن­ـاء عن بعض األشـيـاء التى ال تدخل فى بند الرفاهيات وليس األساسيات، فأنا اآلن استخدم املواصات بدال مــن اســتــخــ­دام سـيـارتـى الـعـجـوزة خـــاصـــة ان دخـــلـــى ال يــتــعــد­ى 3 آالف جنيه شـهـريـا وال استطيع توفير البنزين لسيارتى خاصة ان هذا املرتب يكفى ملنتصف الشهر فــقــط، وبــاقــى الـشـهـر احــــاول ان احـصـل على مـا يكفينى مـن ابى واصدقائى مختتما حديثه قائا «طول ما الرزق فيه بركة متخافش من اى حاجة».

قائمة مشتريات

وقالت زينة محمد ربة منزل إنها بدأت تتعامل مع ارتفاع اسعار الغذاء واملابس بتقليل كمية املنتجات التى تشتريها وتوفير اولوياتها مع الغاء فى الوقت احلالى حيث قامت بعمل مـيـزانـيـ­ة شـهـريـة وحتــديــد قائمة املشتريات وكافة االحتياجات وفقا لدخلها الشهري.

واضـافـت زينة انها ابتعدت عن الــعــروض الـتـى تـقـوم بـهـا احملــات واالمــتــ­نــاع عــن الــتـســو­ق أون اليـن بسبب زيــادة تكلفة الـشـراء بجانب مصاريف الشحن.

بينما قـالـت رضـــوى السيد ربة منزل انها امتنعت هى واسرتها عن شراء وجبات الدليفرى من املطاعم ألنها تهدر مصاريف املنزل بسرعة شـديـدة كما استغنت عـن اخلادمة الـتـى كـانـت تـسـاعـدهـ­ا فــى اعـمـال املـنـزل وبـــدأت تعد بعض األطعمة فى املنزل بعد ان كانت تشتريها من السوبر ماركت مثل الفول واجلنب بــاإلضــا­فــة الـــى تقليلها استهاك الـكـهـربـ­اء بلمبات مــوفــرة وتعتمد على شراء املابس ألوالدهـا أوقات األوكازيون والتصفيات.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt