Al-Akhbar

العلماء: الحب الحقيقى تسامح وإيثار مقرون بضوابط شرعية

جرائم بدعاوى العشق

- ◼ نادية زين العابدين

احلب من املعانى العظيمة التى يسعد بها النسان وهو غريزة طبيعية فى البشر.. يسمو بالنفس والـــروح إذا كان منضبطا بـــاآلداب الشرعية واإلنـسـان­ـيـة، حتى ل يتحول إلى كراهية ثم جرائم قتل بني الشباب وبني األزواج والزوجات.

عــن مـفـهـوم احلـــب فــى اإلســــلم وأنــواعــ­ه وضوابطه يقول فضيلة الشيخ عبد التواب قطب وكيل األزهر األسبق : احلب فى اإلسلم هو إيثار وإيان وتضحية، وصلح املسلم أن يصرف حبه هلل فيحب فى اهلل ويـوالـى فى اهلل، فـاحلـب احلقيقى هـو حـب اهلل تعالى وحب رسوله صلى اهلل عليه وسلم، وبرهان هذا احلب اتباع أوامر اهلل واجتناب ما نهى عنه اهلل ورسوله صلى اهلل عليه وسلم.

واحلب املشروع فى اإلسلم هو بني األزواج و بعد الزواج، ألنه حب محكوم بآداب شرعية حـث عليها الـديـن فهو يـقـوم على اليــان والتقوى بضوابط ثلثة هى أول: احلب فالزوج يحب زوجته والزوجة حتب زوجها قال تعالى: «ومـن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجـا

لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك آليات لقوم يتفكرون» وثانيا: الثقة، فيثق كل منهما فى اآلخر ثقة مطلقة ل إفراط ول تفريط فى غيرة الزوجة جتاه زوجها ول شك ول ريبة جتاه الـزوج لزوجته وثالثا: الـود مع حسن العشرة قال معاوية القشيرى من حديث النبى صلى اهلل عليه وسلم قلت يا رسول اهلل: ما حق زوجة أحدنا عليه قال صلى اهلل عليه وسلم: (أن تطعمها إذا طعمت وأن تكسوها إذا اكتسيت ول تضرب الوجه ول تقبح ول تهجر إل فى البيت).

ويؤكد: أن لفظ احلب ذكر فى القرآن فى مواضع كثيرة منها قوله تعالى: «إن اهلل يحب احملسنني» وأيضا قوله تعالى: «إن اهلل يحب التوابني ويحب املتطهرين».

كذلك ذكر لفظ احلب فى السنة من حديث رب الـعـزة مـع سيدنا دواود عليه الـسـلم قـال نبى اهلل داود: (يـا رب من أحـب العباد إليك؟ قال سبحانه وتعالى: أحب العباد نقى القلب ول يشى فى الناس بالنميمة أحبنى وأحــب مـن يحبنى وحبب عـبـادى يف قـال يا

رب كيف حبب عـبـادك فيك؟ قــال يذكرهم بنعمى وآلئـــي)، فــإذا اختلت هـذه الروابط، حل الشقاق واخللف وارتكبت اجلرائم ومنها القتل، بسبب اخللل الذى انتاب األسرة مع أن اإلسلم وضع الضوابط عند اختيار الزوجني فقال النبى صلى اهلل عليه وسلم لولى الفتاة:

من ترضون خلقه ودينه وقال للشاب: فاظفر بذات الدين تربت يداك، وقال أيضا صلى اهلل عليه وسلم: (إياكم وخضراء الدمن، قالوا ومن هى قال املرأة احلسناء فى املنبت السوء).

ويشير د. على سليمان أستاذ الـدراسـات النفسية والتربوية بجامعة القاهرة: نحن اآلن فى وقت نحتاج فيه إلى وجود احلب احلقيقى بعد أن أصبحت احلياة وايقاعها سريعة وحتول البشر كذلك إلى آلت سريعة جامدة، نحن نريد احلب املبنى على التسامح واحترام اآلخر والرغبة فى تنمية الطرف الثانى وحتقيق الذات وحتمل املسئولية فى السراء والضراء، نريد أن نعيد هذه املفاهيم إلى املجتمع بعد أن أصبحت شبه غائبة مع التطور التكنولوجى واستخدام اآللة والنفصال بني األفراد، فأصبحت حتى العلقات األسرية بـاردة، وهنا يظهر اجلانب السلبى فى الستغناء عن األخرين وتبلد وجتمد للمشاعر فيحل محل احلب الكراهية واحلقد واحلسد املؤدى إلى العزلة ثم جرائم القتل باسم احلب.

 ?? ?? ◼ الشيخ عبد التواب قطب
◼ الشيخ عبد التواب قطب

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt