أساس العقيدة

يقول ربنا سبحانه وتعالى: « َو ِإ ْن ْيَسْس َك اهللُ ِب ُض ٍّر َف َل َكا ِشَف لَُه إ َّل ُه َو َو ِإ ْن يُِر ْد َك ِب َخيْ ٍر َف َل َرا َّد ل َف ْض ِل ِه يُِصي ُب ِب ِه َم ْن يَ َشاءُ ِم ْن ِعبا ِد ِه َو ُه َو الْ َغ ُفو ُر ال َّر ِحي ُم».

هذا هو تقرير العقيدة، أن اهلل سبحانه وتعالى هو قيوم السماوات واألرض، وأنه ليس معه إلٌه آخر، وأن كل ما ُسواه من العالم فهو على الفناء؛ ألنه يحتاج فى وجوده إلى اهلل، واهلل ل يحتاج فى وجوده إلى شيء.. ولذلك فإنه مع قدرته اللمتناهية، وعلمه اللمحدود، يقول للشىء: ُكْن فيكون، هذا هو أصل العقيدة ،واهللُ سبحانه وتعالى هو الذى يخلق الشر، وهو الذى يخلق اخلير، وهو الذى يخلق الكمال، ويخلق النقص، وهو الذى يخلق الصحة واملرض ، وله حكمة فى جريان ذلك فى الكون ،وحكمته قد ندركها، وقد ل ندركها، وقد يتأخر إدراكنا لها، وقد نفهمها بعمق، وقد ل نفهمها.

واهلل سبحانه وتـعـالـى: واســـع، ل يحيط بعلمه أحد، وهو يحيط بنا، «َوِإْن ْيسسَك اهللُ َفَل َكاِشَف لَه إَّل ِبضرِ

ُِْ ٍََّ ُِ ِِ َْ َِ ََّ َُ َُ ََ ِْ هَو ... »، «َوإذا مرضت فهو يشفني» ،» ... وإن يردك ٍْ بخيرفَل راد لفضله» «رفعت األقلم، جفت الصحف، واعلم أن اهلل إذا أرادك بخير فل راد له، ولو اجتمع أهل األرض جميعا على أن ينفعوك بشيٍء ل ينفعوك ِإَّل ًبشيٍء قد كتبه اهللُ لك، ولو أجمعوا على أن يضروك بشيٍء لن يضروك قد كتبه اهلل عليك، رفعت األقلم وجفت الصحف».

هذا أساس العقيدة: أنه ل نفع فى الكون، ول ضرر فى الكون، إَّل من عند اهلل؛ ولذلك إذا أردت أن تسأل فاسأل اهلل، وإذا أردت أن تستعني فاستعن باهلل ،كل هذه الرسوم وكل هذه األسباب، فى حق اهلل سبحانه وتعالى: ليست بشيء ،توكل على اهلل، ثق فيما فى يد اهلل أكثر من ثقتك فيما فى يدك.

« َو ِإ ْن ْي َس ْس َك اهللُ ِب ُض ٍّر َف َل َكا ِش َف لَ ُه ِإ َّل ُه َو َو ِإ ْن يُِر ْد َك ِب َخيْ ٍر َف َل َراَّد ِلَفْضِلِه يُِصيُب ِبِه َمْن يََشاءُ ِمْن ِعباِدِه ... » هذا اخلير يصيب به من يشاء من عباده، وينعه من يشاء من عباده « .. وهو َْ الغفور

َِ الرحيم» ، يعني: يغفر كثيراً، ولو أنه حاسبنا على ما صدر منا، لهلكنا فى الدنيا واآلخرة.

ِإ َّل بشي ٍء

عضو هيئة كبار العلماء

◼ د. على جمعة