ماسبيرو الرمز
كـان (حـق الــرد) وال يـزال من األبواب التى حترص الصحافة على تواجدها..
ولــكــن لــم يـعـد أحـــد يـهـتـم أو يـبـالـى مبــا يــثــار ويـشـغـل الـــرأى العام، فقد صـارت لغة الصمت والـــــتـــــجـــــاهـــــل لــــكــــل مــــــا يـــنـــشـــر مــــن قـــضـــايـــا ومــــوضــــوعــــات هـى الــســائــدة إال فـيـمـا نـــدر عندما جتـــد اجلـــهـــات املــعــنــيــة نـفـسـهـا مـــضـــطـــرة لــــلــــرد وكــــســــر حـــاجـــز الصمت..
وفــى الـغـالـب يـأتـى الـــرد - إن وجـــــد - لـــنـــفـــى شـــائـــعـــة ولــيــس لـتـوضـيـح حـقـيـقـة! والشــــك أن هـــذا التعتيم يـسـاهـم فــى نشر الـــشـــائـــعـــات وتـــرويـــجـــهـــا ألنـــهـــا لـــم جتـــد مـــن يــتــصــدى لــهــا فى مهدها!!
وتوضيحا ملا سبق فإن شائعة نقل مبنى ماسبيرو للعاصمة اإلداريـــة ليست ولـيـدة اللحظة بـــل إنـــهـــا انـــتـــشـــرت مــنــذ حلـظـة الـــــشـــــروع فــــى بــــنــــاء الـــعـــاصـــمـــة اجلديدة وأصبحت تتردد على كــــل لـــســـان داخـــــل املـــبـــنـــى حـتـى حتولت مع مرور األيام واألعوام الى اعتقاد ويقني وأمر محتوم يتوقع حدوثه إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد!!
وكــــان مـــن الـــواجـــب أن تــبــادر الــــهــــيــــئــــة الــــوطــــنــــيــــة لــــإعــــام إلــــى نــفــى الــشــائــعــة فـــى وقـتـهـا وبـــذلـــك تـتـجـنـب إثــــارة البلبلة بـــني الــعــامــلــني وانـــعـــكـــاس ذلــك بـالـسـلـب عـلـى سـيـر الـعـمـل وأن حتـــــرص عـــلـــى الـــتـــأكـــيـــد بــبــقــاء املـبـنـى بـاعـتـبـاره رمـــزا حضاريا وتـــراثـــيـــا ولــكــن هــــذا مـــا أشــــارت إلــيــه الـهـيـئـة مـــؤخـــرا وكــــان من املفروض أن يحدث سابقا..
فهذا املبنى ليس مجرد رمز مـــن حــيــث الــنــاحــيــة املــعــمــاريــة فـــــقـــــط ولـــــكـــــنـــــه ميـــــثـــــل أيــــضــــا أرشيفا يحفظ ذاكرة األمة مبا يــحــتــويــه مـــن أحـــــداث سـيـاسـيـة وفـــنـــيـــة وســـيـــظـــل كـــذلـــك مـــــزارا لألجيال القادمة وليس موالت جتارية!!.