دور الدولة.. والمواطن
فــى ظــل األزمــــة االقـتـصـاديـة احلادة التى يعانى منها العالم كله، نتيجة التداعيات الثقيلة لــلــحــرب الـــروســـيـــة األوكـــرانـــيـــة، وانعكاساتها السلبية على كل الــــدول والــشــعــوب ونــحــن منها، تــــكــــون احلــــاجــــة أكــــثــــر إحلـــاحـــا لضبط األســــواق وحـركـة البيع والـــــشـــــراء لـــلـــســـلـــع، واجتــــاهــــات الــعــرض والــطــلــب فــى األســــواق احملــــلــــيــــة، بـــاعـــتـــبـــارهـــا األكـــثـــر تـــأثـــيـــرا عــلــى احلـــيـــاة الــيــومــيــة للمواطنني.
وفــــــــى هــــــــذه احلــــــالــــــة تــــــــزداد احلاجة لدور الدولة فى القيام بـدورهـا وواجـبـهـا، فـى التصدى جلـنـوح وشـطـط بعض التجار، ممـــــــن يــــســــتــــغــــلــــون الــــــظــــــروف ويحاولون احتكار السلع أو رفع األســـعـــار بـــصـــورة حـــــادة، وزيــــادة معاناة املواطنني بصورة فجة.
وهـنـا تقتضى الــضــرورة قيام األجــهــزة املعنية واملـسـئـولـة فى الـــدولـــة بـاتــخـاذ كــل اإلجـــــراءات الــالزمــة حلـمـايـة املجتمع ضد هـــــــذه االنــــــحــــــرافــــــات، وتـــوقـــيـــع العقوبات الكفيلة بـردع كل من يقوم بذلك.
وفـــى هـــذا اإلطــــار يصبح من الضرورى فى ظل الظروف التى متر بها البالد، الضرب بكل قوة على أيدى كل من يبيح لنفسه اســـتـــغـــالل حـــاجـــات املـــواطـــنـــني، ويـــــقـــــوم بــــأعــــمــــال وممـــــارســـــات احــتــكــاريــة لـسـلـعـة مـــن الـسـلـع، مبـــا يــؤثــر بـالـسـلـب عــلــى تــوافــر هــــذه الــســلــعــة فـــى األســـــــواق، أو رفع األسعار بصورة حـادة وغير مـــــبـــــررة مبـــــا يــــزيــــد مـــــن أعـــبـــاء ومعاناة املواطنني.
ولـعـلـنـا النــبــالــغ إذا مـــا قلنا أن هـــــــذه املــــخــــالــــفــــات الـــفـــجـــة والسلبيات احلادة، تنطبق على مــــا نــــــراه مــــن ارتــــفــــاع عــشــوائــى ألسعار بعض السلع واملنتجات الغذائية، يقوم به بعض التجار اجلــــشــــعــــني، فـــــى ظـــــل الـــغـــيـــاب للرقابة على األسواق.
ونـحـن النـتـجـاوز الــواقــع إذا ما قلنا إن هــذه النوعيات واألمنـــاط اجلــشــعــة مـــن الــتــجــار يستحقون لـــيـــس مـــجـــرد الـــعـــقـــاب فـــقـــط مـن األجـــــهـــــزة الـــرســـمـــيـــة فــــى الـــدولـــة حلــــمــــايــــة املــــســــتــــهــــلــــك، ولـــكـــنـــهـــم يستحقون أيــضــا عـقـابـا أشـــد من املـــواطـــنـــني أنــفــســهــم، وهــــو عــقــاب املقاطعة وعدم التعامل معهم على اإلطالق، وهو عقاب شديد األثر.
وأحـــســـب أن الـــوقـــت قـــد حـان كـــــى يــــــــدرك عــــامــــة املــــواطــــنــــني وخاصتهم، أنهم ميلكون سالح ردع وعــقــابــا قــويــا ضـــد الـتـجـار اجلـــشـــعـــني واملـــســـتـــغـــلـــني، وهـــو املـقـاطـعـة وعــــدم الـــشـــراء منهم أو الـتـعـامـل مـعـهـم، ولـكـن ذلـك بالقطع يجب أن يتم بالتوازى والــــتــــكــــامــــل مـــــع قــــيــــام الــــدولــــة بواجبها الرقابى الرادع.