الجدى الشارد
قررت وزارة التربية والتعليم اقتحام املسكوت عنه واختراق ماهو حساس ومحظور ومحرج اجتماعيا ..فقد خاطبت الوزارة جـمـيـع املــديــريــات الـتـابـعـة لها بـضـرورة دمـج مفاهيم التربية اجلنسية والــتـحــرش اجلنسى ضمن مناهج التعليم األساسى .. والقرار مطب صعب لكل من ألـزمـتـهـم الـــــوزارة الـقـيـام بهذه اخلــــطــــوة كــــالــــزائــــرة الــصــحــيــة واألخـــصـــائـــى الـنـفـسـى ومـعـلـم التربية الدينية ، مبـا يجعلنا نشفق عليهم مـن تلك املهمة التى يهرب منها جميع الكبار عندما حتاصرهم أسئلة الصغار .
القرار ال غبار عليه حتى ال نترك أوالدنا للمواقع املشبوهة واملعلومات املغلوطة وما تقذفه السموات املفتوحة بال استئذان يـقـتـحـم اخلــصــوصــيــة ويــجــرح الـــبـــراءة ولــكــن أن يــتــم تعميم الـــــقـــــرار عـــلـــى جـــمـــيـــع مـــراحـــل الـتـعـلـيـم األســــاســــى ومـنـاقـشـة امتام الطفل ثالث سنوات ومع التحاقه باحلضانة فال أعرف كيف سيتم ذلك مع هذا النبت الـغـض وهــو مايجب مراجعته وإعادة النظر فيه
عموما ومبا أن الـوزارة قررت إزالـــة الفـتـة للكبار فقط فإنه المـــخـــرج لــهــا إال الــلــجــوء إلــى «الفقه اإلسالمى «فاإلسالم لم يترك كبيرة وال صغيرة فى هذا الشأن إال ناقشها بكل االحترام والـــتـــوعـــيـــة املـــغـــلـــفـــة بـــاحلـــيـــاء والــبــعــد عــن الــفــجــور والـسـفـور وخير مثال على ذلك ماجنده فـى ســـورة يـوسـف عليه السالم وكيف عاجلت قضية التحرش بكل الرقى وغيرها الكثير من العالقات الزوجية التى خلصتها بكلمتى املـودة والرحمة.. وكما قــال رسـولـنـا الــكــرمي صلى اهلل عليه وسلم «احلياء ال يأتى إال باخلير ..« وكذلك فإن القرآن الكرمي والسنة املشرفة تصديا ألدق التفاصيل مع اإلجابة عن جميع األسئلة واالستفسارات مـــن مـنـطـلـق أنــــه ال حـــيـــاء فى الدين والحياء فى العلم وذلك حــتــى ال جنـــد مــــرة أخـــــرى من يتبجح قـائـال « الـلـى لــه معزة يربطها « وكـأن هذا هو املخرج للقضاء على التحرش اجلنسى ...فليس هناك سياج أقوى من الدين واحلـالل واحلـرام لربط أى «جدى» شارد.