مصر فى ثمان سنوات
ال أحتدث فى التفاصيل ألن مصر كانت غارقة فى األزمات منذ زمن طويل، ولكنى أحتدث عن دولة كادت أن تتفكك وتـنـهـار ويـتـقـاتـل شعبها، فـمـَّن اهلل عليها بأحد أبنائها، واستطاع فى فترة قصيرة أن يستعيد األمل ويسترد الروح وأوفى مبا وعد.
هذا ليس غريبا على رئيس ينتمى ملصنع الرجال، اجلـــيـــش املـــصـــرى الـــــذى عـــاهـــد اهلل أن يـــكـــون خـــادمـــا للشعب بــــاألرواح والــدمــاء، ومـدافـعـًا عـن كـل شبر من ترابه املقدس، اجليش الـذى حـاول املعزول وعصابته أن يجعلوه ميليشيات مسلحة للقتل والترويع، على غرار ما يحدث فى دول شقيقة مجاورة.. لكنه انحاز إلرادة الشعب، وأقسم له ميني الوالء.
تـسـلـم الــرئــيــس حــكــم مــصــر وهـــى عــلــى شــفــا حــرب أهلية فأنقذها من الضياع، وهـل نسينا بؤرتى رابعة والنهضة، وكأننا لسنا فى دولـة بل فى مستعمرة فى أدغــال أفريقيا تسيطر عليها العصابات اإلجرامية، ومــــظــــاهــــرات دمــــويــــة مـــدجـــجـــة بــــاآللــــى واملــــولــــوتــــوف واملــتــفــجــرات، حتـتـل املــيــاديــن وتـسـطـو عـلـى الـــشـــوارع، وحتـرق املنشآت العامة وأقسام الشرطة، بينما يقبع فــى قصر الـرئـاسـة مــن ُيسمى رئـيـسـًا، يحركه مكتب اإلرشـاد وخيرت الشاطر، ولنسأل أنفسنا: كيف تكون أحوال مصر لو استمر اإلخوان يحكمون؟.. وهل كان يبقى من هذا الوطن غير األطالل التى يبكى عليها من عشقوا ترابه وضحوا بأرواحهم فى سبيله؟.
الرئيس تسلم مصر دولة منهكة ومرهقة وتضربها الـفـوضـى، وتواجهها مشاكل وحتــديــات تـنـوء اجلبال عن حملها، بلد ال يعمل وال ينتج وال يستثمر وبلغت فـاتـورة خسائره فى ثـالث سنوات أكثر من 450 مليار دوالر، والعنف والشغب والقتل واحلرق واخلـراب ليل نهار، وتتآمر عليه قوى وتكتالت داخلية وخارجية.
وأجنـزت مصر الكثير بخطط مدروسة وإرادة قوية لعبور املستحيل والوصول إلى بر األمـان، لم تكن فى يـد الرئيس عصا سحرية، بـل إرادة قوية واصطفاف املـــصـــريـــني، وحــــب الـــنـــاس وثــقــتــهــم فـــيـــه، فيتحملون الــصــعــاب ويــصــبــرون عـلـى األوجــــــاع، أمــــال فــى انــفــراج األزمات ومجابهة التحديات.
استردت الدولة هيبتها وعافيتها، ولو حدث ما حدث ملصر فى دولة أخرى ما قامت لها قائمة وما ارتفع لها علم، فاملؤامرة كانت كبيرة والسيوف مشهرة، والوطن كـان ينام فى أحضان اخلـوف ويستيقظ على أصـوات الـــرصـــاص، أمـــا اآلن فـاملـسـتـقـبـل يـحـمـل فـــى بـشـائـره مالمح التفاؤل والثقة واألمل، بعد أن أدرك املصريون أنــه ال تنمية وال بـنـاء إال بـعـودة الــهــدوء واالسـتـقـرار، وكـــانـــت هــــذه الــقــضــيــة هـــى الــشــغــل الـــشـــاغـــل لــلــدولــة املصرية، وفى صدارة اهتمامات الرئيس السيسي.
احلـــمـــد هلل أن الــــدولــــة متــتــلــك الـــعـــزميـــة والـــقـــوة وتسعى للنهوض وتـسـابـق الــزمــن، ولــم تهمل اخليار الدميقراطى الستكمال بنيتها السياسية، وأزاحت من مقاعد السلطة جماعة إرهابية، كان شغلها الشاغل هو هدم البالد والفرقعة والتهييج واإلثــارة واملتاجرة مبشاكل وأزمات الناس.