Al-Akhbar

رسالة من «سمر قند»..!

- جالل عارف

بينما كانت أجهزة اإلعالم الغربى تتابع تفاصيل تـــوديـــ­ع مــلــكــة بــريــطــ­انــيــا الـــراحــ­ـلـــة، كـــانـــت أجــهــزة الـرصـد تتابع احلــدث األهــم الــذى كـان يجرى فى مدينة «سمر قند»، األوزبكية حيث كان االجتماع االستثنائى لـدول منظمة «شنغهاى»، التى نشأت قبل عشرين عاما بزعامة روسـيـا والـصـني، والتى تدفعها األحداث اآلن لتكون مرشحة للقيام بدور هام كالعب سياسى واقتصادى مؤثر عامليا.

االهـــتــ­ـمـــام احلـــالــ­ـى بـاملـنـظـ­مـة ال يـــصـــدر فقط النها تضم أكثر من نصف سكان العالم، وال ألنها تنتج أكثر من ربع اإلنتاج العاملي وإمنـا أوال وقبل أى شـيء آخـر ألن الصني وروسيا هناك وألن دوال مـؤثـرة كالهند بـني األعـضـاء املؤسسية، وألن دوال مــؤثــرة مـثـل تـركـيـا وإيـــــرا­ن فــى طـريـقـهـا الكتساب العضوية، وألن دوال لها وزنها االستراتيج­ى مثل مــصــر والـــســـ­عـــوديـــ­ة أصــبــحــ­ت «شـــريـــك­ـــة حــــــوار» مع املـنـظـمـ­ة.. ثــم ألن الـلـقـاء يــجــرى فــى ظــل أوضـــاع دولية متفجرة ومع حرب أوكرانيا التى وصلت إلى نقطة شديدة اخلطر.

استبق الرئيسان الصينى والــروســ­ى االجتماع بــــــاال­عــــــالن عــــــن خــــــطــ­ــــوات مـــهـــمـ­ــة فــــــى الــــتـــ­ـعــــاون االقتصادى بني الدولتني. وجاءت قرارات االجتماع لتؤكد على التعاون بني دول املنظمة من اجل عالم متعدد األقطاب وأكثر عـدال. ومع إدانـة العقوبات االقـتـصـا­ديـة خـــارج قــــرارات األمم املــتــحـ­ـدة، إال أن عدم التصعيد فى احلرب كان مسيطرا فى قرارات االجتماع التى حــذرت من خطورة تدهور الوضع الدولى وركزت على أن هدفها هو نظام عاملى أكثر عدال ومتعدد األطراف. وأقر الرئيس بوتني بوجود اختالفات فى الرأى حول حرب أوكرانيا مع الصني، بينما أكــد رئيس وزراء الهند أن «اآلن ليس وقت احلرب».

هـــل يـلـتـقـط اجلـــانــ­ـب اآلخـــــر فـــى الـــغـــر­ب إشــــارة «سمر قند»، بإيجابية ويتحرك نحو التهدئة.. أم أن التوسع فى التبادل التجارى بني دول املنظمة بعيدا عن الـدوالر سيخيف واشنطون أكثر من أى شــيء آخـــر.. وإذا كانت أمريكا تعتبر املنافسة «أو الـــصـــر­اع»، مــع الــصــني هــو قضيتها الــكــبــ­ري. فهل تـــدرك أن اســتــمــ­رار احلـــرب فــى أوكــرانــ­يــا ال يخدم قضيتها؟

فــى انـتـظـار اإلجـــابـ­ــة.. نـرجـو أن ينتصر العقل وحــــده. وأال ينجر «الــكــبــ­ار» إلـــى مــا هــو أســــوأ. وأن يـدرك اجلميع أن عاملا جديدا يتشكل، وعلينا أن نكون فى قلبه ومن صانعيه.. أو ندفع الثمن!!

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt