Al-Akhbar

الجمعيات األهلية والمدنية (٢/٢)

- بقلم: محمد بركات m.barakat194­7@gmail.com

من الالفت لالنتباه غياب الفاعلية والتأثير جلمعيات وهيئات املجتمع املدنى، فى القضايا اخلـاصـة بالشئون احلــــــي­ــــــاتــ­ــــيـــــ­ـة واملـــــع­ـــــيــــ­ـشـــــيــ­ـــة لـــلـــمـ­ــواطـــنـ­ــني، مـــثـــل قــضــيــة االرتفاع العشوائى لألسعار الــــنـــ­ـاجــــم عـــــن جـــشـــع بــعــض الـــتـــج­ـــار واســـتـــ­غـــاللـــ­هـــم غـيـر املبرر حلاجة املستهلكني.

ذلك الغياب يتناقض مع مـا تقوم بـه تلك اجلمعيات والــهــيـ­ـئــات املـــدنــ­ـيـــة، مـــن دور إيــجــابـ­ـى وشـــديـــ­د الـفـاعـلـ­يـة حلماية املستهلكني، فى كل الـــــدول والـــشـــ­عـــوب املـتـقـدم­ـة وغيرها من الدول والشعوب السائرة على طريق التقدم والنمو، إذا ما تعرضت ملثل هــــذه املـــمـــ­ارســـات مـــن جـانـب التجار اجلشعني.

فـــى تــلــك الـــبـــا­لد ال غيبة لــــلــــ­رقــــابــ­ــة عــــلــــ­ى األســــــ­ــــواق، وال وجــــــود لــــرفـــ­ـع عـــشـــوا­ئـــى لـألسـعـار دون مـبـرر حقيقى وسبب واقعى معلن، ومحدد طـــبـــقـ­ــا لـــلـــتـ­ــكـــلـــ­فـــة الــفــعــ­لــيــة وهـامـش الـربـح املعقول دون مغاالة أو استغالل.

وفــــــى تـــلـــك الــــــــ­دول تـــقـــوم اجلـــــمـ­ــــعـــــ­يـــــات واملــــــ­ؤســــــسـ­ـــــات والــهــيـ­ـئــات املــدنــي­ــة واألهـلـيـ­ة بـــــواجـ­ــــبـــــ­هـــــا ومـــــهــ­ـــامـــــ­هـــــا فـــى حماية املستهلك، بالرقابة احلــقــيـ­ـقــيــة والـــفـــ­اعـــلـــة عـلـى األســــــ­ــواق، وفــــى ذلــــك تــقــوم بـــــرقــ­ـــابـــــ­ة ومــــتـــ­ـابــــعــ­ــة دائــــمــ­ــة وجادة حلركة البيع والشراء وتــــــــ­ــــــــدا­ول الـــــســ­ـــلـــــع بـــصـــفـ­ــة مــســتــم­ــرة، وذلــــك بـــجـــوا­ر ما تقوم به املؤسسات الرسمية األخــــرى الـتـابـعـ­ة للحكومة مـــــــن الــــــرق­ــــــابــ­ــــة واملــــتـ­ـــابــــع­ــــة لألسواق أيضا.

ودائــــــ­ـمـــــــا مــــــا يـــــكـــ­ــون دور هــــذه اجلــمــعـ­ـيــات والــهــيـ­ـئــات االهـــلــ­ـيـــة واملـــدنـ­ــيـــة حلــمــايـ­ـة املــــســ­ــتــــهــ­ــلــــك، هــــــو األقــــــ­ــوى واألهـــــ­ـــم واألكـــــ­ثـــــر فـــاعـــل­ـــيـــة، وذلــــك عـــن طــريــق نـشـاطـهـا الـــكـــب­ـــيـــر ووجـــــود­هـــــا املـــتـــ­ابـــع واملــــــ­ؤثــــــر والـــــفـ­ــــاعــــ­ـل بــصــفــة يـــومـــي­ـــة فــــى األســــــ­ــــواق، مــن خــــــــا­لل دفـــــاعـ­ــــهـــــ­ا املـــســـ­تـــمـــر عـــــن حـــــقـــ­ــوق املـــســـ­تـــهـــلـ­ــكـــني، فـــى احلـــصـــ­ول عـــلـــى الــســلــ­ع بأسعار عـادلـة ودون مغاالة واستغالل أو جشع.

وعــــــــ­ـــــادة مـــــــا تــــــقــ­ــــوم هـــــذه اجلــمــعـ­ـيــات وتـــلـــك الـهـيـئـا­ت بتوعية املواطنني بحقوقهم، وحــــشـــ­ـدهــــم ملــــواجـ­ـــهــــة جــشــع التجار وحتفيزهم ملقاطعة أى ســـــلـــ­ــعـــــة يـــــــــ­ـــرون زيــــــــ­ــادة ســعــرهــ­ا دون مـــبـــرر، وهـــو ما ميـثـل رادعـــا قــويــا ألى تاجر جـــشـــع يــفــكــر فــــى اســتــغــ­الل املستهلك ورفع األسعار دون سبب حقيقى وواقعى.

وفــــــــ­ى هــــــــذ­ا اخلـــــصـ­ــــوص، نــأمــل أن يــأتــى الـــيـــو­م الـــذى نـرى فيه جمعياتنا األهلية واملـــــد­نـــــيـــ­ــة، تــــقــــ­وم بـــواجـــ­بـــهـــا ودورهـــــ­ــا الــصــحــ­يــح حلـمـايـة املــــســ­ــتــــهــ­ــلــــك والـــــــ­ـدفـــــــ­ـاع عــن حقوقه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt