الجمعيات األهلية والمدنية (٢/٢)
من الالفت لالنتباه غياب الفاعلية والتأثير جلمعيات وهيئات املجتمع املدنى، فى القضايا اخلـاصـة بالشئون احلــــــيــــــاتــــــيــــــة واملـــــعـــــيـــــشـــــيـــــة لـــلـــمـــواطـــنـــني، مـــثـــل قــضــيــة االرتفاع العشوائى لألسعار الــــنــــاجــــم عـــــن جـــشـــع بــعــض الـــتـــجـــار واســـتـــغـــاللـــهـــم غـيـر املبرر حلاجة املستهلكني.
ذلك الغياب يتناقض مع مـا تقوم بـه تلك اجلمعيات والــهــيــئــات املـــدنـــيـــة، مـــن دور إيــجــابــى وشـــديـــد الـفـاعـلـيـة حلماية املستهلكني، فى كل الـــــدول والـــشـــعـــوب املـتـقـدمـة وغيرها من الدول والشعوب السائرة على طريق التقدم والنمو، إذا ما تعرضت ملثل هــــذه املـــمـــارســـات مـــن جـانـب التجار اجلشعني.
فـــى تــلــك الـــبـــالد ال غيبة لــــلــــرقــــابــــة عــــلــــى األســــــــــواق، وال وجــــــود لــــرفــــع عـــشـــوائـــى لـألسـعـار دون مـبـرر حقيقى وسبب واقعى معلن، ومحدد طـــبـــقـــا لـــلـــتـــكـــلـــفـــة الــفــعــلــيــة وهـامـش الـربـح املعقول دون مغاالة أو استغالل.
وفــــــى تـــلـــك الــــــــدول تـــقـــوم اجلـــــمـــــعـــــيـــــات واملــــــؤســــــســــــات والــهــيــئــات املــدنــيــة واألهـلـيـة بـــــواجـــــبـــــهـــــا ومـــــهـــــامـــــهـــــا فـــى حماية املستهلك، بالرقابة احلــقــيــقــيــة والـــفـــاعـــلـــة عـلـى األســــــــواق، وفــــى ذلــــك تــقــوم بـــــرقـــــابـــــة ومــــتــــابــــعــــة دائــــمــــة وجادة حلركة البيع والشراء وتــــــــــــــــداول الـــــســـــلـــــع بـــصـــفـــة مــســتــمــرة، وذلــــك بـــجـــوار ما تقوم به املؤسسات الرسمية األخــــرى الـتـابـعـة للحكومة مـــــــن الــــــرقــــــابــــــة واملــــتــــابــــعــــة لألسواق أيضا.
ودائـــــــمـــــــا مــــــا يـــــكـــــون دور هــــذه اجلــمــعــيــات والــهــيــئــات االهـــلـــيـــة واملـــدنـــيـــة حلــمــايــة املــــســــتــــهــــلــــك، هــــــو األقــــــــوى واألهــــــــم واألكـــــثـــــر فـــاعـــلـــيـــة، وذلــــك عـــن طــريــق نـشـاطـهـا الـــكـــبـــيـــر ووجـــــودهـــــا املـــتـــابـــع واملــــــؤثــــــر والـــــفـــــاعـــــل بــصــفــة يـــومـــيـــة فــــى األســــــــــواق، مــن خــــــــالل دفـــــاعـــــهـــــا املـــســـتـــمـــر عـــــن حـــــقـــــوق املـــســـتـــهـــلـــكـــني، فـــى احلـــصـــول عـــلـــى الــســلــع بأسعار عـادلـة ودون مغاالة واستغالل أو جشع.
وعـــــــــــــادة مـــــــا تــــــقــــــوم هـــــذه اجلــمــعــيــات وتـــلـــك الـهـيـئـات بتوعية املواطنني بحقوقهم، وحــــشــــدهــــم ملــــواجــــهــــة جــشــع التجار وحتفيزهم ملقاطعة أى ســـــلـــــعـــــة يــــــــــــرون زيــــــــــادة ســعــرهــا دون مـــبـــرر، وهـــو ما ميـثـل رادعـــا قــويــا ألى تاجر جـــشـــع يــفــكــر فــــى اســتــغــالل املستهلك ورفع األسعار دون سبب حقيقى وواقعى.
وفــــــــى هــــــــذا اخلـــــصـــــوص، نــأمــل أن يــأتــى الـــيـــوم الـــذى نـرى فيه جمعياتنا األهلية واملـــــدنـــــيـــــة، تــــقــــوم بـــواجـــبـــهـــا ودورهـــــــا الــصــحــيــح حلـمـايـة املــــســــتــــهــــلــــك والــــــــدفــــــــاع عــن حقوقه.